فنانة تشكيلية تبهر متابعيها بأسلوب بسيط يسمح باكتشاف المعنى والعواطف والإحساسات…
بيت الفن
تواصل الفنانة التشكيلية المغربية أحلام لمسفر إبهار جمهورها ومتابعيها باشتغالها على اللون الأزرق وتطويعه، ليصنع لوحات تضج بعوالم واقعية ومتخيلة، وذلك في معرض بعنوان “الأزرق” يستضيفه رواق “دولاكروا” الفني في مدينة طنجة إلى غاية 20 مارس 2024.
تنطق أعمال لمسفر منذ احترافها التشكيل بقوة اللون الأحادي الأزرق، لأنها متأثرة بزرقة البحر في مسقط رأسها الجديدة، وهي المدينة التي ولد فيها والدها ومعلمها الأول الفنان التشكيلي العالمي لحبيب لمسفر، أحد رواد التشكيل المغربي.
وفي هذا المعرض تخلق من الأزرق لوحات ومنحوتات وكائنات، وتجعل المتلقي مطبعا مع هذه الزرقة ومتقبلا لها، ومنبهرا بقدرتها على التعبير من خلال هذا اللون المميز.
وتقدم أعمال هذه الفنانة الموهوبة، التي تندرج في إطار البرمجة الثقافية للمعهد الفرنسي بطنجة، إبداعات متعددة في الفن التشكيلي والنحت والتركيب، وهي بحث معمق يتمحور حول الأشكال والفضاءات والألوان، مع ضمان ترابط خاص بين التسطيح والمكانية.
وعبرت الفنانة التشكيلية عن سعادتها بلقائها بمدينة طنجة “المدينة الأسطورية” التي استقبلت العديد من الفنانين والمفكرين والمثقفين، و”جعلتنا دائما نحلم عبر ماضيها الحافل بالتاريخ”.
وأبرزت أن من بين الإبداعات الفنية المعروضة أعمالا حديثة وأقل حداثة، وهي دائما تسير على المنوال الفني نفسه، بمعنى أن هناك خيطا مشتركا بينها، مشيرة إلى أن هذه الأعمال تدل على أسلوب بسيط مما يسمح للزوار باكتشاف المعنى والعواطف والإحساسات.
ووصفتها الناقدة الفنية فوزية المكناسي بأنها من الفنانات المرموقات في مجال الفن التشكيلي بالمغرب، ومن الفنانات القليلات اللاتي أثبتن مكانتهن في الحقل التشكيلي العالمي. وتتميز بثقافتها الواسعة وخبرتها العالمية، وأعمالها تتمحور حول الرسم والنحت والتركيب. وهي غالبا ما تشتغل على قماش أبيض، ثم تقوم بإعداد المادة عليه قبل إضافة اللون، فهي تحب المادة التي تطاوعها وتتيح لها المزيد من الخيارات، وغالبا ما تكون لوحات أحلام أحادية اللون.
من جانبها سلطت الشاعرة والإعلامية وداد بنموسى الضوء على الطابع المتفرد الذي يميز أعمال أحلام لمسفر، وهو اللون الأزرق الذي يستحضر في الأذهان الأحلام والزمن، مؤكدة أن هذا اللون الذي يمكن أن يشير إلى البحر والسماء يعكس في الوقت ذاته وبشكل رئيسي الحرية.
كما أشارت إلى أن لمسفر الرائدة في الفن التشكيلي، صاحبة الخبرة الكبيرة، شاركت في العديد من المعارض واللقاءات الفنية الدولية، علما أن هذه المولعة بالفن منذ صغرها هي أيضا باحثة وتعمل على تقنيات عديدة، تمزج بين الرسم والنحت والفن التجريدي.
وبعد مشاركتها الفردية المتميزة في قاعة العرض أرتوتيك بالدار البيضاء تحتفي أحلام بعودتها إلى طنجة بمعرضها “الأزرق”، باعتبارها من بين أكثر الفنانين التشكيليين تأثيرا في جيلها.
وأحلام لمسفر درست الفنون التشكيلية في العاصمة الفرنسية باريس، وهي اليوم عضو في هيئة الشرف لمؤسسة الفنون الفرنكفونية. حاصلة على عدد كبير من التتويجات والجوائز التقديرية، بما في ذلك الوسام المرموق من الأكاديمية الفرنسية للفنون والعلوم والآداب، كما حازت ميدالية فضية في الصالون الدولي “ملوك الفن” سنة 1995، وجائزة الاستحقاق التي منحت لها في مولان دوركون عام 1996. وتعرض أعمالها في العديد من المجموعات الخاصة والعامة في المغرب وخارجه.