نادية الصقلي

إيطاليا تكافئ نادية الصقلي بجائزة بابلو بيكاسو للفن

بيت الفن

كافأت الأكاديمية الإيطالية للفنون، أخيرا، الحروفية والفنانة التشكيلية المغربية نادية الصقلي بجائزة بابلو بيكاسو للفنون، في حفل حضرته شخصيات إيطالية وأجنبية من مختلف أنحاء العالم.

وقالت الصقلي، التي انتزعت الجائزة بفضل تتميز أعمالها، إن التتويج تشريف للفن التشكيلي والثقافة في المغرب، مشيرة إلى أن هذا التتويج منحها المزيد من الإصرار على الاستمرار في مجال الفن التشكيلي الذي منحته كل حياتها.

وانضاف هذا التتويج إلى استحقاقات أخرى حصلت عليها الفنانة من أبرزها ميدالية الأكاديمية الفرنسية للفنون والعلوم والآداب، التي يوجد مقرها بباريس.

واعتبرت الصقلي تتويجها بالميدالية مؤشرا على أنها في الطريق الصحيح وأن أعمالها تلقى متابعة دولية من طرف متخصصين في الفن التشكيلي في إيطاليا فرنسا والعالم كله.

استطاعت الصقلي أن تتفرد بأسلوب مغاير ومبتكر منحها بصمة خاصة، وامتيازا فنيا، عن هذه المغامرة الحروفية، التي دشنت بها مسارها الصباغي، تقول الصقلي إن “تجربة الخط أو الكرافيزم، تجربة حديثة في مساري الفني، فبعد الاشتغال على مجموعة من المواضيع، تمخضت فكرة التعاطي مع الحرف العربي، إذ أحسست ان نداء داخليا وجدانيا رفع صوت الحكمة والقداسة والنور، فكان الحرف العربي، رمز الطهارة”. وبخصوص أعمالها الأخرى التي توحدت فيها الواقعية الرمزية، وتوجتها بالرسم على الزجاج، على طريقة المنمنمات، أفادت الصقلي أن الفن التشكيلي فضاء رحب، والأفكار هي التي تقود الفنان إلى التفرد والبروز بشكل مختلف، وبأسلوب مغاير.

انفتحت الفنانة التشكيلية والحروفية المغربية نادية الصقلي على عالم التشكيل في بداية 1998، بعد مسار ناجح في تصاميم الموضة، ووجدت نفسها تنخرط بكل جوارحها في حضرة الريشة والألوان، بتشجيع من العائلة الكبيرة والصغيرة، خصوصا أن شجرة أنسابها الفنية تعود إلى قرابة تربطها مع الفنان التشكيلي العالمي بنيسف، والشيء نفسه ينطبق على عبد الواحد الصوردو، أستاذ الفن التشكيلي بمدرسة الفنون الجميلة بتطوان، الذي لقنها الأبجديات الأولى للفنون التشكيلية على مستوى التنظير، وتملكتها فتنة الصباغة.

مدينة تطوان التي تتحدر منها الصقلي، تماهت بها ومعها، علما ان هذه المدينة تحكي تاريخا أندلسيا، تولد في لوحات الفنانة من خلال الفسيفساء الأندلسية، والعلامات التي تجاور الحرف العربي، كأنها تحرسه وتخشى عليه من أن تلمسه نسمات الريح.

في لوحاتها الحروفية وظفت الصقلي، كلمتي هي وهو، في إشارة إلى ثنائية الأشياء والكائنات، وكأني بها تسترشد بمقولة النفري، إذا ضاقت الإشارة اتسعت العبارة، والعكس، أيضا، صحيح.

تقول الفنانة إن الحرف كائن بذاته، يبدو سلسا، لكنه في كثير من الأحيان يفرض سلطته الروحية، ويصير عصيا على القبض والاحتواء، في كبريائه حلاوة، وفي بساطته حوار صامت بين اليد المبدعة، والسند واللون، والحالة النفسية للفنان.

تحاكي أعمالها التراث والهوية التاريخ الملون بكل فنون الحياة التي تعني البقاء، فلم تتوان الصقلي عن أي حضور جمالي انساني في العادات والتقاليد في الملبس والتفاصيل اليومية في الاحتفالات في المواسم بكل ترتيبات الحياة التي تميز كل مكان، فقد حاكتها بطريقتها ودمجتها مع انفعالاتها لتعايش انبعاثات الرمز البصري الذي يتكون في معنى الدلالات داخل منجزها الفني.

يعتبر التوجه نحو الواقعية الرمزية في مسار الصقلي التشكيلي مجالها وفضاءها الذي تحتفي فيه بالمعنى وبعلاماته في المحاكاة البصرية العميقة التي تنبش كل ما يجول في خاطرها من أحاسيس ومشاهدات ومعايشة للواقع والوقائع وفي المحاورات التي ترشح بالإحساس المندفع من عمقها الذي ينغمس في الهوية والتراث والثقافة والمعرفة والذاكرة المغربية الأندلسية الأصيلة، فكل الرموز تعني الانسان وكل الجدليات تعني الأرض وكل التحديات تعني البقاء فقد استغلت في المساحات المسطحة كل ما ينتمي للفردوس المفقود، من حضور فني إنساني في التعشيق (فن الرسم على الزجاج) الذي تمارسه بفنية متقنة في القماش في الزخرف في المعمار والعمارة داخل المدن التاريخية ذات الطراز الأندلسي العربي المغربي، التي تسكن أعمالها وتحفرها في اللوحات بتآلفات متناسقة وتوتر يحول تلك العلامات إلى مواقف تجاه ما نعيشه اليوم من تلوث بصري يروج للقبح، ورغم العنف رغم الألم رغم بعض الصعوبات، تحاول أن توازن بين الشكل والمضمون بين المحتوى والأسلوب في تداعياتها التي تعبّر عن الذات وعن الهوية في وقت واحد  فقد أخذت الواقع ودمجته مع الموروث الراسخ في الذاكرة لتحوله إلى حكاية سمت بالتجريب على ذلك الواقع وأعطته رمزية تفاعلية أكسبته موقفا جماليا تخطى السطحية المباشرة فقد استخدمت البسيط لتمنحه دلالة عميقة التأثير وتضفي عليه تراكمات بصرية سجلت ترابطات بين الماضي والحاضر.

عن بيت الفن

شاهد أيضاً

تتويج نادية الصقلي بميدالية الفنون الفرنسية

اعترافا بمسارها الفني المتميز توجت الفنانة التشكيلية المغربية نادية الصقلي، أخيرا، بميدالية الأكاديمية الفرنسية للفنون...