أمال عيوش

مهرجان الرباط لسينما لمؤلف يكرم أمال عيوش ورجاء الجداوي

 أحمد سيجلماسي

إلى جانب المخرج السويدي روي أندرسون والمخرج اللبناني الراحل كريستيان غازي (1934 – 2013) والممثلة المصرية رجاء الجداوي، وقع اختيار إدارة مهرجان الرباط الدولي لسينما المؤلف، في نسخته 22 من 27 أكتوبر إلى 4 نونبر 2017، على الممثلة السينمائية والمسرحية والتلفزيونية المغربية الرقيقة أمال عيوش لتأثيث فقرات التكريم.

إنه اختيار موفق لهذه الممثلة المثقفة، التي نجحت إلى حد كبير في التوفيق بين مهنتها الأصلية كصيدلية وبين عشقها الكبير للمسرح والسينما وفنون الفرجة عموما ، وهي في أوج عطائها الفني والإنساني.

أمال عيوش ليست من الممثلات النمطيات والمنفذات لتعليمات المخرجين بطريقة شبه آلية، وإنما هي من الممثلات المبدعات والمتعاونات بجدية مع المخرجين لأداء الأدوار المسندة إليهن على الوجه الأكمل. فمنذ وقوفها لأول مرة أمام كاميرا السينما في فيلم “أصدقاء الأمس” (1998) لزميلها في الصيدلة حسن بنجلون إلى آخر أفلامها، تنوعت أدوارها واختلفت، وكشفت في كل عمل جديد عن وجه من وجوه تمكنها الجيد من أدوات التعبير بصوتها وأحاسيسها وحركات جسدها وتقاسيم وجهها عن معاناة وتطلعات الشخصيات التي تقمصتها. لا تقبل عيوش أي عمل يقترح عليها وإنما تنتقي ما يناسبها من الأدوار وما يحرك مشاعرها كإنسانة ويساهم في خلخلة بعض ثوابت المجتمع الذي تعيش فيه .

شاهدتها في العديد من الأفلام ، المغربية والأجنبية، وفي بعض الأعمال المسرحية والتلفزيونية، واقتنعت بأدائها الجيد والتلقائي . إنها ممثلة موهوبة وهادئة وحكيمة، زادها توهجا وتألقا رصيدها الثقافي الغني والمتنوع وانفتاحها على بعض هموم المجتمع ومشاكله عبر انخراطها في العمل الجمعوي الإنساني، إضافة إلى تواضعها واحتكاكها بالناس البسطاء ومشاركتها الفعالة في الأنشطة الثقافية والفنية داخل المهرجانات التي تحضرها.

ولعل انجذابها إلى المسرح منذ صغرها واستفادتها من تجارب مسرحيين متمكنين، عبر ورشات تكوينية وتداريب ودروس، عندما كانت طالبة صيدلة بمونبوليي ، جنوب فرنسا، واشتغالها إلى جانب المبدع المسرحي الكبير نبيل لحلو في بعض أعماله (محاكمة سقراط، أوفيليا لم تمت، السلاحف، في انتظار غودو، أنتيغون) وغيره من المسرحيين المغاربة والأجانب، كانت من بين العوامل الأساسية التي صقلت موهبتها وأهلتها لتصبح ممثلة من الطراز الرفيع .

استطاعت أمال عيوش في غضون عشرين سنة من مسيرتها السينمائية أن تراكم كما محترما من الأفلام الطويلة والقصيرة ، نالت جوائز عن بعض أدوارها فيها ، الشيء الذي أهلها للمشاركة في لجن تحكيم بعض المهرجانات السينمائية هنا وهناك.

فيلموغرافيا 

“فلسطين” (2017) لمحمد البدوي وخوليو سوطو و”فيلم الرعب الصغير” (2017) لجيروم كوهن أوليفر و”رياض أحلامي” (2016 – قصير) لزينب تامورت و”جوق منتصف الليل” (2015) لجيروم كوهن أوليفر و”دموع إبليس” (2015) لهشام الجباري و”الصوت الخفي” (2013) لكمال كمال و”عيد الميلاد” (2013) للطيف لحلو و “خلف الأبواب المغلقة” (2013) لمحمد عهد بنسودة و”ريحانة” (2011 – قصير) لمراد الخودي و”نساء في المرايا” (2010) لسعد الشرايبي و”جناح الهوى” (2010) لعبد الحي العراقي و”أنتروبيا” (2009 – قصير) لياسين مروكو و”بحيرتان من الدموع” (2008) لمحمد حسيني و”فرنسية” (2008) لسعاد البوحاطي و”قنديشة ” (2008) لجيروم كوهن أوليفر و”ملائكة الشيطان” (2007) لأحمد بولان و”لعبة الحب” (2006) لإدريس اشويكة و”ثابت أو غير ثابت” (2005) لنبيل لحلو و”رقصة الجنين” (2005 –  قصير) لمحمد مفتكر و”دم المداد” (2005 – قصير) لليلى التريكي و”المصعد” (2004 – قصير) لسلمى بركاش و”وداعا خديجة” (2004 – قصير) لكمال البلغمي و”البحر” (2004 – قصير) لرشيدة السعدي و”الدار البيضاء يا الدار البيضاء” (2002) لفريدة بنليزيد و”سنوات المنفى” (2002) لنبيل لحلو و”شفاه الصمت” (2001) لحسن بنجلون و”قصة وردة” (2000) لعبد المجيد الرشيش و”علي زاوا” (1999) لنبيل عيوش و”مصير امرأة” (1998) لحكيم نوري و”أصدقاء الأمس” لحسن بنجلون (1998).

عن بيت الفن

شاهد أيضاً

مليكة ماء العينين

فيلم من الصحراء المغربية يتنافس على جوائز مهرجان الأقصر

الدورة الـ12 تسجل مشاركة المخرجة ليلى مسفر  بشريط نجمة مارس 2020 في مسابقة الفيلم القصير …