بيت الفن
اختار منظمو الدورة 22 لمهرجان الرباط الدولي لسينما المؤلف، المزمع تنظيمها من 27 أكتوبر إلى 4 نونبر 2017، الاحتفاء بالسينما السويدية، من خلال عرض باقة من أبرز أفلامها، خصوصا أفلام المخرج السويدي المتميز روي أندرسون.
وتعتبر السينما السويدية، من أهم السينما في أوروبا إن لم تكن في العالم، فهي تزخر بأهم صانعي السينما.
ومن السينمائيين المهمين في السويد المخرج هـ. فاوستمان، الذي ركز في أفلامه على قضايا الفئات الكادحة المهمشة من المجتمع، وكذلك المخرج شيوبيرغ الذي يتميز بتحليله العميق لعالم شخصياته الروحي.
ولكن المكان الأبرز في السينما السويدية يظل من نصيب المخرج إينغمار بيرغمان وإبداعه. بعد عدة أفلام ذات طبيعة اجتماعية ناقدة، اتخذ بيرغمان منحى سينمائيا جديدا يتميز بميله إلى القضايا الفلسفية، وبحثه القلق عن معنى الحياة وماهية الإنسان والوجود.
وعالج بريغمان هذه القضايا الشائكة أحيانا بنوع من الغنائية الرقيقة فـي أفلام مثل “إلـى الفرح” (1950)، و”ألعاب صيفية” (1951)، و”الصيف مع مونيكا” وغيرها. أما مرحلة بيرغمان التالية فكانت أفلاما مليئة بالرموز والاستعارات المجازيـة مثل “الختم السابع”، و”التوت البري” (1957)، و”الينبوع” (1960)، و”ساعة الذئب” (1968) وغيرها. وقد درب بيرغمان جيلا من الممثلين السويديين منهم: م. فون سودوف، وغ. بيورنستراند، وي. كوله، وليف أولمان، وب.أندرسون، وغ. ليندبلوم وآخرون.
في عام 1963 تم تأسيس المعهد السينمائي الذي أخذ على عاتقه أن يكون مركزا علميا وإعلاميا، ومدرسة سينمائية تخرج الأطر (الكوادر) اللازمة لرفد الصناعة السينمائية، وأن يكون في الوقت نفسه شركة لإنتاج الأفلام.
وفي ذلك الوقت أيضا، ولد تيار جديد سمي بالسينما السويدية الجديدة. وقد بدأ كثير من مخرجي هذا التيار مثل ب. فيدربيرغ، وف. شيومان، وإ. دونير، وغ. إيرلينغ حياتهم الإبداعية أدباء، وأخرجوا أفلامهم الأولى عن أعمال أدبية لهم. ومن خصائص هذا التيار، التصوير الصادق لصراعات الحياة اليومية، ومحاولة البحث في طبيعة العلاقة بين الفرد والمجتمع. ولهذا فإن الأسلوب التعبيري لأفلام هذا التيار يكاد يقترب من أسلوب الأفلام الوثائقية. من أبرز أفلام هذا التيار “عربة الأطفال” (1962)، إخراج فيدربيرغ، و”هذه هي حياتك” (1966)، إخراج ترويل، و”العشـيقة” (1962)، إخراج شيومان.
في السبعينيات والثمانينيات من القرن العشرين، قدم المعهد السينمائي عددا من المخرجين الجدد، وفي الوقت نفسه اشتد الاهتمام بالأدب السويدي الكلاسيكي بتحويله إلى أفلام سينمائية. كذلك واصل الجيل السابق من المخرجين عملهم، فقدم بيرغمان عددا من الأفلام “وجها لوجه” (1976)، و”سوناتا الخريف” (1978)، و”فاني وألكساندر” (1983). وقدم فيدربيرغ “رجل على السطح” (1976)، وقدم ترويل “طيران النسر” (1982).
إلى جانب السينما الروائية برز اهتمام أيضا بسينما الأطفال. ومن أبرز صانعي هذا النوع من السينما المخرجون أو. هيلبوم، وك. بولاك، وب. أولين، وس.لاسيبيو. كذلك لقيت السينما الوثائقية اهتماما مماثلا، إذ قدمت أفلاما جيدة على يد مخرجين مثل: إي. فيرنر، وب. تشولبيرغ، وغ. سكوغلوند، ون. إيرينغ، وغيرهم.
تجدر الإشارة إلى أن برنامج الدورة 22 للمهرجان يتضمن مسابقة رسمية للأفلام الروائية الطويلة وفقرة خاصة بالأفلام الوثائقية ونافذة مفتوحة على سينما العالم وتكريمات واسترجاعات وفقرات خاصة بالأطفال وأنشطة ثقافية وفنية موازية تتضمن موائد مستديرة وندوات وورشات تكوينية في التربية على الصورة وفي مهن السينما والسمعي البصري ومعارض ونشرات (الكاتالوغ والنشرة اليومية وغيرهما).