في فيلمه السينمائي الأول راهن أيمن زيدان على سرد بصري ينهض على الدمار الذي أصاب الأمكنة وتغلغل إلى أرواح البشر…
بيت الفن
ضمن عروض المسابقة الرسمية للأفلام الروائية الطويلة لمهرجان الرباط الـ27 لسينما المؤلف، قدم المخرج والممثل السوري أيمن زيدان بقاعة سينما “النهضة” فيلمه السينمائي “غيوم داكنة” وسط حضور جماهيري مكثف.
ويعد “غيوم داكنة” محاولة وجدانية عن تأثير الحرب على البلاد والعباد من خلال طبيب مهاجر أصر عند شعوره بدنو أجله على العودة إلى مسقط رأسه بريف حمص ليفارق الحياة رغم قساوة الوضع. إنه فيلم يبرز مسألة الإحساس بالانتماء للوطن، رغم الوجع والألم والخراب والدمار الذي أصاب أرواح البشر، والمتغلغل في تفاصيل المكان.
في فيلمه السينمائي الأول، االذي سبق له نيل جائزة “الإبداع” في المهرجان اللبناني للسينما بدورته الـ11، راهن أيمن زيدان على سرد بصري ينهض على الدمار الذي أصاب الأمكنة وتغلغل إلى أرواح البشر، بكاميرا تمسح الوجع، وتضع يدها على الجرح الغائر، من دون أن تهدأ، بل ترسم ملامح قرية متعبة، مع ما تبقى من أطلال بيوتها المدمرة، وحيطانها المتصدعة، ومقابرها التي لم تسلم بدورها من الدمار، وحقولها التي ودعت اللون الأخضر إلى غير رجعة، وكأن كل ما في هذه الجغرافيا جفت أوصاله، وبات ميتا أو في طريقه إلى الموت.
وعن أول تجربة سينمائية له كمخرج قال أيمن زيدان خلال تقديمه للعرض “صنعت هذا الفيلم وكانت ظلال الحرب ما زالت مخيمة على أرواحنا، عند الكتابة، وحتى عندما بدأنا التصوير في إحدى المدن التي كانت شاهدة على أعنف أعوام الحرب. أخبركم بأنني لم أستطع أن أصنع فيلما مبهجا، لأننا لم نكن مبتهجين، وسألت نفسي: لماذا سأصنع فيلما موجعا للناس؟ وإجابتي كانت أنه يجب أن أتقيد بمشاعري وبما كنت أحس فيه. اعذروني على عدم وجود جرعة من البهجة في هذا الشريط، لكن ما يعزيني أننا كنا صادقين، ولدي ثقة بأن الإنسان عندما يكون صادقا سيصل إلى الآخر”.
وأضاف “أتمنى أن نستطيع الخروج من أجواء الحرب، وأن نعود إلى العيش كما كنا، ونصنع أفلاما مبهجة، وأن تعود جرعة الفرح التي رافقتنا أعواما طويلة. سامحوني لأن غيوم هذا الفيلم لم تمطر الفرح المنتظر”.
يشار إلى أن مهرجان الرباط الدولي لسينما المؤلف يعرض هذا العام 93 فيلما من 44 دولة في مختلف أقسام المهرجان، ويستضيف أزيد من 160 ضيف من مختلف أنحاء العالم.