بيت الفن
في أحضان الكتبان الرملية والواحات الجميلة وعلى ضوء الليالي المقمرة لمحاميد الغزلان، يطفئ المهرجان الدولي “تركالت” من 27 إلى 29 أكتوبر 2017 شمعته الثامنة تحت شعار “هن إفريقيا”، بنفس الرغبة في الحفاظ على تراث الرحل والاحتفال بموسيقى العالم، كما تحل المناسبة نفسها الدورة الرابعة لقافلة السلام من أجل تشجيع التسامح في الصحراء و الساحل.
ويعد مهرجان “تركالت” الذي تحول مع مرور الدورات على موعد فني وثقافي مهم لعشاق حياة الرحل و الراغبين في فهم دواخل وأسرار هذا النمط من الحياة، وكعادته، ببرمجة غنية ومتنوعة، تجمع بين الفرجة الموسيقي والورشات التكوينية والندوات وتقاسم طرق عيش ولحظات اللقاء بين الثقافات والحضارات في رغبة جامحة للتعرف والتبادل.
واختارت الدورة الثامنة “هن إفريقيا” تشريف نساء إفريقيا وعلى الخصوص النساء التي تعشن بالصحراء بالنظر للتقاليد وتفاصيل العيش اليومي اليومي وكذا نضالها المستمر وأهازيجها وموسيقاها الدافئة والمعبرة.
وينتطر أن تشكل محاور هذه التظاهرة الدولية مناسبة للاستفادة المتبادلة بين الخبراء والمختصين والباحثين في مجالات البيئة والسياحة المستدامة وفن العيش المحلي في تناغم تام و شامل مع الفنانين والكتاب وكذا العدد الكبير من السياح الوطنيين والدوليين الذين يحجون على هذا الموعد.
ومن أجل تحقيق أهداف التظاهرة، يطرح المهرجان عناصر مهمة تخدم أجندة التبادل الثقافي والتعارف بين الشعوب، خاصة بين المغرب وإفريقيا جنوب الصحراء.
وفي هذا السياق تندرج القافلة الثقافية من أجل السلام، كمشروع للتعاون الثقافي بين ثلاث مهرجانات (تركالت المغرب، مهرجان الصحراء، وكذا مهرجان نهر النيجر، الذي ينظم بمالي) من أجل تشجيع الحوار والتنوع الثقافي والانسجام الاجتماعي في دول الساحل والصحراء.
كما تسعى قافلة السلام لتطوير وتثمين التعبيرات الثقافية والفنية بالقارة الإفريقية وكذا العمل على تشجيع التبادل الثقافي والتحسيس من أجل حماية البيئة، من خلال مشروع تدعمه المؤسسة الهولندية “دوون”.
وفي هذا السياق دعا المنظمون عددا من الباحثين والمفكرين والفاعلين الثقافيين للتداول في موضوع “التنوع الثقافي كعامل لإرساء السلم و التنمية” مثل حسن أوريد و بيرلا كوهين وسعيدة عزيزي وغيثة خالدي وساندرين لو كلوز… وكذا إشكالية “النساء، الثقافة والتنمية” عبر إلقاء الضوء على تجربة “زربية الحياة”، بالإضافة لموضوعة البيئة والتحديات الواقعية.
وفي المجال الفني، ستحتضن المنصات الرسمية والثانوية للمهرجان أعمال عدد من الفنانين، أبرزهم عرابا مهرجان “تاركالت” الفنانة “أوم” والفنان عزيز السحماوي. كما سيكون الجمهور على موعد مع فنانين من عدة دول (الجزائر، فرنسا، مالين هولندا، كندا، الولايات المتحدة المتحدة، النيجر، بولونيا، موريتانيا…) من قبيل للا بادين بنات إلي غدادن فرقة علي بركا توري، كاباشو ماروك، ساحل بلوز…
و ستتيح برمجة المهرجان فرصة للفرق الموسيقية المحلية (كناوة، الشمرة، أحيدوس، أقلال، الركبة…)، وكذا شباب المنطقة (شباب محاميد، درعة ترايب، فرقة شكاكا، تاروا تينيري…)، في إطار مشروع صندوق السفراء من أجل الحفاظ على الثقافة للولايات المتحدة، الذي يهدف لتسليط الضوء على التقاليد الفنية المحلية.
وسيشكل المهرجان كذلك فرصة للاستفادة من إقامة فنية من خمس أيام قبل المهرجان للتبادل بين موسيقيين من كندا “ريد تيل سبيريت سينغرز” والفرقة المحلية الشهيرة “أجيال تركالت”، من أجل تقاسم التجارب والبحث في إمكانية العمل المشترك والحفاظ على الثرات الموسيقي العالمي.