يرتبط المغرب باتفاقيات للتعاون في المجال السينمائي مع العديد من الدول الإفريقية كما يدعم العديد من المهرجانات والتظاهرات السينمائية الإفريقية مثل مهرجان الفيسباكو في بوركينافاصو ومهرجان شاشات سوداء في الكاميرون…
بيت الفن
تسجل الدورة 25 من المهرجان الوطني للفيلم بطنجة حضورا إفريقيا لافتا من خلال المؤسسات الوصية على الشأن السينمائي في العديد من الدول الإفريقية ومشاركة ممثلين أفارقة في أفلام مغربية تعرض في المهرجان.
فعلى الصعيد المؤسساتي يحضر مدير الوكالة البوركينابية للسينما والسمعي البصري أليكس سواداغو، ومدير مديرية السينما في السينغال جريمان كولي، ومدير مديرية السينما والإنتاجات السمعية البصرية بالكاميرون فاي دوناتوس تانجيم، ومدير المركز الوطني للسينما والصورة المتحركة في البنين إيريك تودان.
كما يشارك الفنانون الأفارقة في الأعمال السينمائية المغربية التي نعرض خلال الدورة الحالية من خلال الممثلة الإيفوارية ناكي سي سافاني وعبد العزيز سال من السينغال في فيلم “أفريكا بلانكا” لعز العرب العلوي، الذي يشارك في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة.
ويرتبط المغرب باتفاقيات للتعاون في المجال السينمائي مع العديد من الدول الإفريقية، كما يدعم المغرب العديد من المهرجانات والتظاهرات السينمائية الإفريقية في القارة مثل مهرجان الفيسباكو في بوركينافاصو ومهرجان شاشات سوداء في الكاميرون ومهرجانات أخرى في السينغال والبنين وأسبوع الفيلم المغربي في الكوت ديفوار وأسبوع الفيلم الإيفواري في المغرب.
وينظم المغرب أحد أهم مهرجانات السينما الإفريقية بالقارة، ويتعلق الأمر بالمهرجان الدولي للسينما الإفريقية بخريبكة، الذي تأسس سنة 1977.

وأكد مدير مديرية السينما بالسينغال، جيرمان كولي بطنجة، أن من شأن التعاون السينمائي القائم على التكوين وتبادل الخبرات تمكين المبدعين الأفارقة من سرد قصصهم ورؤاهم حول القارة بشكل أفضل على الشاشة الكبيرة.
وأبرز كولي بمناسبة مشاركته في الدورة الخامسة والعشرين للمهرجان الوطني للفيلم، بأن المغرب والسينغال وقعا، في يناير من السنة الماضية، مذكرة تفاهم تهدف إلى تعزيز التعاون الثقافي، بما في ذلك مجال الإنتاج المشترك والحفاظ على التراث السينمائي.
وأشار إلى أن مذكرة التفاهم هذه أطلقت دينامية إيجابية ستتيح للمهنيين السينمائيين السينغاليين الاستفادة من التكوين في المغرب، كما ستتيح لنظرائهم المغاربة التكوين في السنغال.
وأوضح المسؤول السنغالي أنه يشارك في هذه التظاهرة الفنية الفني للتداول بخصوص سبل التعاون مع المركز السينمائي المغربي، معربا عن ارتياحه لمستوى علاقات التعاون الممتازة التي تجمع البلدين، ورغبته في أن تتعزز أكثر في المستقبل.
وأضاف أن المغرب، بفضل إطاره المؤسساتي وموارده البشرية، راكم خبرة كبيرة في المجال السينمائي يسعى السينغال إلى الاستفادة منها.
وأبرز كولي، في المقابل، أن بلاده تتوفر على منتجين موهوبين وخبرة متميزة في مرحلة ما بعد الإنتاج، بفضل مركز “يينينغا”، وهو أول قطب ثقافي مخصص للسينما في السينغال، أسسه المخرج الفرنسي-السينغالي ألان غوميس.
وقال إن القطاعين السينمائيين في المغرب والسنغال حافظا دائما على علاقات تعاون وثيقة بفضل التزام المسؤولين من الجانبين وجهود جمعيات السينمائيين.
ونوه المتحدث في هذا الصدد بالحضور اللافت للطلبة القادمين من إفريقيا جنوب الصحراء في معاهد التكوين في مهن السينما، لما يرسخه ذلك من روح التبادل وتقاسم المعرفة.
بدوره أكد مدير السينما والإنتاجات السمعية البصرية بالكاميرون، فاي دوناتوس تانجم أن المغرب يفتح آفاقا واعدة أمام السينما الإفريقية، معبرا عن إعجابه الكبير بالمبادرات والسياسات التي يعتمدها المغرب من أجل تعزيز تبادل الخبرات وتقوية قدرات الفاعلين في هذا القطاع على المستوى القاري.
ونوه المسؤول الكاميروني بروح الانفتاح والتقاسم التي يتحلى بها المهنيون المغاربة، مشيرا إلى أن هذه التظاهرة الثقافية والفنية تشكل مناسبة ملائمة لتوطيد أواصر التعاون بين مختلف المتدخلين، بما يسهم في دفع عجلة الصناعة السينمائية الإفريقية إلى الأمام.
وأعرب عن رغبته في إبرام اتفاقية إنتاج مشترك مع المركز السينمائي المغربي، من أجل استفادة الكاميرون من الخبرة التقنية للمملكة ومن قنواتها التوزيعية.
وتابع في هذا الصدد “نطمح إلى نسج علاقات تعاون مع المملكة المغربية لبحث سبل الشراكة الممكنة التي من شأنها تطوير إمكاناتنا المشتركة واستكشاف آفاق جديدة”.
ولفت المسؤول الكاميروني إلى أن اتفاقية للإنتاج المشترك مع المغرب من شأنها أن تفتح المجال أمام الطرفين للتفكير المشترك في الإشكالات الكبرى التي تعيق تطور الصناعة السينمائية بالقارة، وعلى رأسها الولوج إلى التمويل وقنوات التوزيع.
بيت الفن المغربي فضاء للتلاقي، للتفاعل، للتآلف، للحوار، ولتبادل الأفكار بيت الفن فضاء للتلاقي، للتفاعل، للتآلف، للحوار، ولتبادل الأفكار، للانفتاح على الآخر، إنه حيز مشترك غير قابل لأن يتملكه أيا كان، الثقافة ملك مشاع، البيت بيتك، اقترب وادخل، إنه فسيح لا يضيق بأهله، ينبذ ثقافة الفكر المتزمت بكل أشكاله وسيظل منحازا للقيم الإنسانية، “بيت الفن” منبر للتعبير الحر، مستقل، مفتوح لكل التيارات الفنية والأدبية والفكرية.