يعد الراحل من جيل الرواد سواء في السينما حيث وقع حضوره في فيلم وشمة للمخرج حميد بناني (1970)، وفي التلفزيون ارتبط الراحل في أذهان أجيال من المشاهدين المغاربة باسم الطاهر بلفرياط الشخصية التي أداها باقتدار في مسلسل خمسة من خميس..
بيت الفن
شيعت اليوم الأربعاء 22 أكتوبر 2025 بمقبرة الشهداء بالدار البيضاء، جنازة الفنان الراحل عبد القادر مطاع، الذي رحل يوم الثلاثاء بالدارالبيضاء، عن عمر يناهز 85 سنة.
فبعد صلاتي الظهر والجنازة بمسجد الشهداء، نقل جثمان الفقيد إلى مثواه الأخير، حيث ووري الثرى بحضور أسماء فنية معدودة على رؤوس الأصابع، إلى جانب أصدقاء الفقيد وأفراد من عائلته.
وأجمع المشيعون خلال هذه اللحظة المؤثرة على المكانة المهمة للراحل في المشهد الفني الوطني، مشيدين بإسهاماته الإبداعية، وخصاله الإنسانية الرفيعة التي ظل يتحلى بها طيلة حياته.
واستحضر الفنان صلاح الدين بنموسى، علاقته بالراحل خلال بداياته الفنية، قائلا، “كان ممثلا محترفا حقيقيا، وحين ولجت المجال الفني وجدته نعم السند والمعين”، مبرزا ما تميز به الراحل من تواضع وعطاء وإنسانية.
أما الفنانة نعيمة إلياس، فشددت على أن الراحل “كان فنانا كبيرا يتمتع بخصال إنسانية رفيعة، ورفيق درب في مهنة ليست سهلة”، مضيفة أنه “أعطى الكثير للفن والإعلام على حد سواء، وكان فنانا متكاملا سواء في المسرح أو السينما أو التلفزيون”.
من جهته قال الفنان عبد الكبير الركاكنة، إن الساحة الفنية المغربية، “فقدت قامة كبرى متعددة المواهب”، مبرزا أن الفقيد يعد من المؤسسين الأوائل للدراما المغربية سواء على الركح أو على الشاشة.
وأضاف أن الفنان الراحل، “قدم أعمالا ملحمية، وشخص نصوصا عالمية لكتاب أمثال شكسبير وموليير، وكان من أوائل رواد الإذاعة والتلفزة المغربية، مساهما إلى جانب رموز الفن الوطني في ترسيخ قيم التمثيل الراقي”، مؤكدا أن “بصمته ستظل راسخة في الذاكرة الجماعية للمغاربة بما قدمه من أدوار خالدة”.
بدوره قال الفنان عبد الواحد موادين، أنه اشتغل مع الراحل في عدة أعمال مسرحية وتلفزيونية، كان آخرها فيلم “المعلمة”، مشيرا إلى أن “مطاع كان إنسانا بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وفنانا كبيرا من الصعب تعويضه، حيث أنه حتى في سنواته الأخيرة، وبعد فقدانه البصر، ظل يتفاعل مع مشاهده الدرامية بكل إحساس وحضور جسدي وتعبيري”.
وخلف الراحل إرثا ضخما وبصمة واضحة لدى الجمهور المغربي، عبر تألقه في قائمة طويلة من الأعمال التلفزيونية والمسرحية والسينمائية.
ويعد الراحل من جيل الرواد، سواء في السينما حيث وقع حضوره في فيلم “وشمة” للمخرج حميد بناني (1970)، وفي التلفزيون، ارتبط الراحل في أذهان أجيال من المشاهدين المغاربة باسم “الطاهر بلفرياط”، الشخصية التي أداها باقتدار في مسلسل “خمسة من خميس” (1987) .
وبدأ الفقيد مسيرته الفنية الطويلة رفقة ألمع رواد فن التمثيل في المغرب، بالتحاقه بفرقة المعمورة للمسرح بداية الستينيات من القرن المنصرم. كما فتح له صوته المتميز طريق الشهرة أمام الميكروفون ضمن فرقة التمثيل التابعة لدار الإذاعة والتلفزة.
وتميز أداء الراحل، الذي كون شخصيته الفنية بروح عصامية، بحضور قوي وتألق يجمع بين الكوميديا والدراما.
بيت الفن المغربي فضاء للتلاقي، للتفاعل، للتآلف، للحوار، ولتبادل الأفكار بيت الفن فضاء للتلاقي، للتفاعل، للتآلف، للحوار، ولتبادل الأفكار، للانفتاح على الآخر، إنه حيز مشترك غير قابل لأن يتملكه أيا كان، الثقافة ملك مشاع، البيت بيتك، اقترب وادخل، إنه فسيح لا يضيق بأهله، ينبذ ثقافة الفكر المتزمت بكل أشكاله وسيظل منحازا للقيم الإنسانية، “بيت الفن” منبر للتعبير الحر، مستقل، مفتوح لكل التيارات الفنية والأدبية والفكرية.