محمد الرزين من أوائل الممثلين الذين خاضوا تجربة السينما في المغرب من خلال مشاركته في فيلم “القنفودي” لمخرجه نبيل لحلو عام (1978) و”السراب” (1979) للراحل أحمد البوعناني…
بيت الفن
لم تمر 48 ساعة على رحيل الممثل الرائد عبد القادر مطاع، حتى فقدت الأسرة الفنية المغربية رائدا آخر من رواد التمثيل ويتعلق الأمر بالممثل محمد الرزين، الذي توفي اليوم الخميس 23 أكتوبر 2025 عن عمر ناهز 79 سنة حسب ما علم لدى أسرته.
ويعد الراحل من الممثلين المغاربة، الذين بصموا على مسار فني متميز، حيث شارك في عدد من الأعمال المسرحية والتلفزيونية والسينمائية، وبرزت موهبته في تشخيص مختلف الأدوار البسيطة منها والمركبة.
كما أنه كان من أوائل الممثلين الذين خاضوا تجربة السينما في المغرب من خلال مشاركته في فيلم “القنفودي” لمخرجه نبيل لحلو عام 1978، و”السراب” (1979) لأحمد البوعناني.
وانخرط الراحل في أنشطة مجموعة من الفرق المسرحية من أبرزها “القناع الصغير”، وفرقة المسرح الوطني محمد الخامس.
وحسب شهادة تلاها للناقد أحمد سيجلماسي في حق الراحل أثناء تكريمه في الحفل الختامي للمهرجان الوطني الواحد والعشرين في مارس 2020 بقاعة سينما “روكسي” بطنجة بعنوان “رزين السينما المغربية”:
المبدع محمد رزين، المزداد بالرباط سنة 1946، إسم على مسمى، لأنه ببساطة رزين في أدائه لأدواره المختلفة، ومن هنا أطلقت عليه لقب “رزين السينما المغربية” في ورقة نشرتها سابقا بمناسبة تكريم له بإحدى دورات الملتقى الوطني لسينما القرية بزرهون، ورزين في علاقاته مع الآخرين، ورزين حتى في “قفشاته” ومستملحاته.
هو من الممثلين المغاربة الكبار الذين لم تتح لهم فرص كثيرة، في السينما والدراما التلفزيونية الوطنية، لإظهار إمكانياتهم الهائلة في تشخيص مختلف الأدوار البسيطة والمركبة.
فرغم ظهوره المبكر على شاشة التلفزيون المغربي، بعد سنوات قليلة من انطلاقة هذا الأخير في مطلع الستينات من القرن الماضي، في أعمال كانت تبث آنذاك بشكل مباشر، ورغم وقوفه أمام كاميرا السينما لأول مرة في فيلمي “القنفودي” (1978) لنبيل لحلو و”السراب” (1979) لأحمد البوعناني، ورغم الرصيد المحترم من الأعمال المسرحية التي شارك فيها منذ مرحلة الهواية (من 1962 إلى 1968) مرورا بمرحلة التكوين بالمعهد المشار إليه أعلاه، ثم التدريس به والانخراط في أنشطة فرقة “القناع الصغير” وفرقة المسرح الوطني محمد الخامس وغيرهما من الفرق المسرحية الأخرى، وصولا إلى الانفتاح على تجارب المخرجين المسرحيين الشباب أمثال فوزي بن السعيدي في مسرحية “الفيل” وغيره، لم يتم استغلال وتوظيف قدرات هذا الممثل الكبير الهائلة في التشخيص بالشكل والحجم المطلوبين في السينما والتلفزيون والمسرح.
تجدر الإشارة إلى أن الممثل المتميز محمد رزين شارك في أكثر من ثلاثين عملا سينمائيا وتلفزيونيا أجنبيا صورت بالمغرب، نذكر منها على سبيل المثال أفلام “ألف ليلة وليلة” (1990) المخرج الفرنسي الراحل فيليب دوبروكا و”مولود في مكان ما” (2013) للفرنسي من أصول جزائرية محمد حميدي و”صورة مجسمة للملك” (2014) من بطولة الأمريكي طوم هانكس وإخراج الألماني توم تيكفر وسلسلة “الإنجيل” كلها تقريبا …
أما تجربته مع السينما المغربية فعمرها يتجاوز أربعين سنة انطلقت مع أول فيلم روائي طويل لنبيل لحلو ولازالت مستمرة إلى وقتنا الحالي. أهم مكونات فيلموغرافيا محمد رزين السينمائية في شقها المغربي نستعرضها كرونولوجيا:
“القنفودي” (1978) لنبيل لحلو، “السراب” (1979) لأحمد البوعناني، “ليلة القتل” (1992) لنبيل لحلو، “كنوز الأطلس” (1997) لمحمد أومولود عبازي، “مكتوب” (1997) لنبيل عيوش، “كيد النساء” (1999) لفريدة بن اليازيد، “عطش” (2000) لسعد الشرايبي، “الدار البيضاء يا الدار البيضاء” (2002) لفريدة بنليزيد، “خربوشة” (2008) لحميد الزوغي، “الخبز المر” (2008) لحسن دحاني، “أكادير إكسبريس” (2015) ليوسف فاضل، “ولولة الروح” (2018) لعبد الإله الجوهري، “كيليكيس.. دوار البوم”(2018) لعز العرب العلوي…
هذا بالإضافة إلى مجموعة من الأعمال التلفزيونية كفيلمي “آخر طلقة” (1995) للراحل عبد الرحمان مولين و”الكماط” لزكية الطاهري… ومسلسلات “جنان الكرمة” و”المجدوب” لفريدة بورقية و”خلخال الباتول” لجمال بلمجدوب و”صالون شهرزاد” (2012) من إخراج المصري أمير رمسيس و”دار الضمانة” (2015) لمحمد علي المجبود و”مقطوع من شجرة” (2015) لعبد الحي العراقي …
إن تكريم محمد رزين بمهرجاننا الوطني للفيلم، يمكن اعتباره تكريما لجيل من الفنانين الرواد الذين ساهموا في الدفع بعجلة الدراما المغربية إلى الأمام محققة بفضل مجهوداتهم ونضالاتهم تراكما يمكن الإعتزاز به.
بيت الفن المغربي فضاء للتلاقي، للتفاعل، للتآلف، للحوار، ولتبادل الأفكار بيت الفن فضاء للتلاقي، للتفاعل، للتآلف، للحوار، ولتبادل الأفكار، للانفتاح على الآخر، إنه حيز مشترك غير قابل لأن يتملكه أيا كان، الثقافة ملك مشاع، البيت بيتك، اقترب وادخل، إنه فسيح لا يضيق بأهله، ينبذ ثقافة الفكر المتزمت بكل أشكاله وسيظل منحازا للقيم الإنسانية، “بيت الفن” منبر للتعبير الحر، مستقل، مفتوح لكل التيارات الفنية والأدبية والفكرية.