الذكاء الاصطناعي يساعد على تقليص موازنات الإنتاج السينمائي إذ يمكن الناس من اكتشاف أنواع جديدة وأشكال مختلفة ويفتح آفاقا جديدة…
بيت الفن
في إطار توجه مختلف القطاعات للذكاء الاصطناعي، شهدت أروقة سوق الأفلام خلال مهرجان كان السينمائي نقاشات في هذا الشأن، في ظل مخاوف بعض كتاب السيناريو الذين يرون في هذه التقنية خطرا على الإبداع.
وبات الذكاء الاصطناعي موضوع الساعة في الإنتاجات الأمريكية الكبرى، و«الشرير» في القصص التي تتناولها الأفلام.
ففي فيلم Mission: Impossible – The Final Reckoning الذي عرض خارج المسابقة في مهرجان كان ويطرح الأسبوع المقبل في قاعات السينما، ينبري إيثن هانت (توم كروز) طوال نحو ثلاث ساعات لمقاتلة «الكيان»، وهو ذكاء اصطناعي شرير خرج عن السيطرة ويهدف إلى القضاء على البشرية.
وفي المهرجان أيضا فيلم «دالواي» Dalloway للمخرج الفرنسي يان غوزلان (يطرح في القاعات السينمائية في 17 شتنبر 2025، ويتناول قصة روائية تعجز عن الكتابة منذ ست سنوات (تؤدي دورها سيسيل دو فرانس، فتلتحق ببرنامج إقامة فنية مرموق لاستعادة الإلهام.
وتستعين في سعيها إلى تأليف كتابها بذكاء اصطناعي توليدي (بصوت المغنية الفرنسية ميلين فارمر)، يهيمن عليها أكثر فأكثر، مما يدفعها إلى التشكيك في نواياها.
ويطرح يان غوزلان في فيلم التشويق النفسي هذا مسألة تأثير التكنولوجيا على الإبداع. وسأل في هذا الصدد «هل سيكون الذكاء الاصطناعي أداة ستؤدي في النهاية إلى استعبادنا واستبدالنا؟ إنها مصدر قلق حقيقي».
وأوضح أن شخصية الروائية في الفيلم «تصبح شديدة الإدمان على أداتها القائمة على الذكاء الاصطناعي دالواي، ولا تعود عمليا قادرة على الكتابة من دونها».
ولاحظ غوزلان أن «ثمة كتاب سيناريو يستعينون بـ«تشات جي بي تي» لمساعدتهم»، لكن المخرج يرفض هذا الواقع.
واضاف «في مكان ما، عندما يفوض المرء مهمة ما إلى غيره، يفقد القدرة على توليها بنفسه إذا استمر طويلا في تفويضها»، وهو ما يؤدي مثلا إلى فقدان القدرة على الكتابة.
والواقع أن الشركات شرعت في أروقة أكبر سوق للأفلام في العالم خلال مهرجان كان في عرض أشكال مختلفة من الخدمات لتوفير الوقت والمال على شركات الإنتاج.
ورأى المؤسس المشارك لشركة «لارغو دوت إيه آي»، سامي أربا أن «الذكاء الاصطناعي سيساهم على تحسين الإبداع». وتحلل أداته «محتوى الأفلام، وتقدم رؤية ثاقبة لنقاط القوة والضعف».
وشرح أنها تتيح «تحليل الشخصيات، واقتراح اختيار الممثلين، وتحديد الأنسب منها لكل شخصية، وتقديم توقعات للإيرادات المتوقعة في شباك التذاكر أو عبر منصات البث التدفقي».
ورأى رئيس الشركة أن الذكاء الاصطناعي يساعد على تقليص موازنات الإنتاج، إذ «يمكن الناس من اكتشاف أنواع جديدة، وأشكال مختلفة، ويفتح آفاقا جديدة».
ويشدد أربا على أنه «أداة مساعدة تساهم في تسريع العمل، لكنها في الوقت نفسه تجعل الإبداع البشري الأساس».
ولدى «لارغو دوت إيه آي» أكثر من 600 زبون في أوروبا والولايات المتحدة، بدءا من الاستوديوهات وحتى المنتجين والموزعين، لإنتاجات تصل قيمتها إلى 150 مليون دولار.
وقلل المفوض العام لمهرجان كان تييري فريمو أهمية مخاطر الذكاء الاصطناعي على الإبداع. وقال «بالنسبة للنصوص والأدب، لست متأكدا من أننا يجب أن نشعر بالقلق الشديد». وأكد أن «الأمل لا يزال موجودا، وهو الأمل ممنوح للمبدعين».
وأضاف الرجل الذي يدير منذ 2007 أكبر مهرجان سينمائي في العالم «أنا أنتمي إلى مدرسة فرنسية لحماية المؤلفين، والاستثناء الثقافي، والدفاع عن المؤلفين مهما حدث». داعيا شركات التكنولوجيا العملاقة إلى وضع حدود لهذه التكنولوجيا الجديدة