عبد الوهاب زايد: الفيلم سوف يبرز الجهود التي قامت بها الأمانة العامة لجائزة خليفة الدولية لنخيل التمر والابتكار الزراعي…
عبد الواحد المهتاني : نحن أمام فرصة ذهبية لإنتاج فيلم وثائقي عن صنف المجهول ذو الأصول المغربية…
بيت الفن
على هامش فعاليات الملتقى الدولي للتمور بأرفود 2024، وقعت الأمانة العامة لجائزة خليفة الدولية لنخيل التمر والابتكار الزراعي مذكرة تفاهم لإنتاج فيلم وثائقي عن “المجهول درة التمور” مع شركة “رحاب برود” للإنتاج السينمائي بالمملكة المغربية، بحضور الدكتور عبد الوهاب زايد أمين عام الجائزة والأستاذ عبد الواحد المهتاني مدير عام الشركة المنتجة.
وفي كلمته خلال حفل التوقيع، الذي احتضنه جناح دولة الامارات العربية المتحدة يوم الأربعاء 30 أكتوبر 2024 على هامش فعاليات الملتقى الدولي للتمور بأرفود بالمملكة المغربية بدورته الثالثة عشرة، أشاد الدكتور زايد بهذه المناسبة بأهمية هذا الفيلم لكونه الأول من نوعه لتوثيق 100 عام من رحلة صنف تمر المجهول التي انطلقت من منطقة تافيلالت في المملكة المغربية عام 1927 إلى الولايات المتحدة الأمريكية، ومن هناك حيث تم إكثار الصنف وإعادة توزيعه في كافة أصقاع الأرض. كما تسليط الضوء على البعد العلمي لصنف المجهول (آخر البحوث والدراسات العلمية)، من خلال إجراء لقاء مع الخبراء والمختصين بصنف المجهول بالعالم.
وأضاف أمين عام الجائزة، بأن هذا الفيلم سوف يبرز الجهود التي قامت بها الأمانة العامة لجائزة خليفة الدولية لنخيل التمر والابتكار الزراعي من الناحية العلمية في إثبات حقيقة الموطن الأصلي لصنف المجهول وتصحيح الاسم. وإبراز جهود الجهات المعنية بصنف المجهول سواء في المملكة المغربية أو باقي دول العالم، والتأكيد على هوية صنف المجهول واسمه العلمي.
وبالمناسبة ذاتها قال الكاتب والمنتج عبد الواحد المهتاني عن شركة “رحاب برود” بأننا نحن أمام فرصة ذهبية لإنتاج فيلم وثائقي عن صنف المجهول ذو الأصول المغربية لتعريف العالم بأهمية هذا الصنف والقيمة المضافة له في عالم إنتاج وتصنيع وتصدير التمور الفاخرة حول العالم. وأضاف بأنه لدينا فيلم “المجهول درة التمور” سوف يكون لديه فرصة للمنافسة على جوائز المهرجانات الدولية للسينما العالمية، حيث سنقوم بإنتاج الفيلم بأرقى المواصفات الدولية.

من هو الدكتور عبد الوهاب زايد؟
الدكتور عبد الوهاب زايد، أمين عام جائزة خليفة الدولية لنخيل التمر والابتكار الزراعي، ومستشار بديوان الرئاسة بدولة الإمارات العربية المتحدة، يعد واحدا من أهم الشخصيات المغربية، العربية والدولية، التي كرست أسمها في مجرى التاريخ الإنساني الحي بإسهاماته العلمية الفردية والجماعية، الهادفة إلى تكيِّف الأنشطة الزراعية مع نُدرة المياه والملوحة في هذا الجزء العربي القاحل من الكوكب، الذي عرف بتآكل وتدهور مساحات من تربته الشاسعة وما عرفته من تصحر ناتج عن التغيرات المناخية.
وبصفته كبير خبراء فنيين في منظمة الأغذية والزراعة، فإنه لم يكن يبخل في تقديم استشارات علمية وفنية للعديد من الدول والمؤسسات والمنظمات الدولية، مثل النهوض بقطاع زراعة نخيل التمر وإنتاج التمور بالإمارات والعالم العربي، وما تقليده بلقب سفير النوايا الحسنة من منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، روما (15 ديسمبر 2015)، إلا اعترافاً بأعماله القابلة في فعاليتها للاجتهاد والاستمرار.
فبقدر إشعاعه العلمي وكثافة تجاربه الخصبة في المجال الأكاديمي مقروناً بالعمل الميداني، وما أفرزه من أعمال ومساهمات فردية وجماعية، يأتي التتويج والتكريم والجوائز تباعاً، لرجل ساهم ويساهم في تقليب ونشر السماد بالمعنى المجازي من أجل استنبات قيم سياسية واجتماعية وثقافية في تربة كوكبنا لأجل أن ننتقل من التنمية التقليدية إلى التنمية المستدامة حتى نتمكن من العيش بشكل جيد وبانسجام وتوازن مع أمنا الأرض، لذلك لم يكن حصوله على عدد من الجوائز الدولية اعتباطاً، بما في ذلك (BR) جائزة سن، وميدالية فخرية من منظمة الأغذية والزراعة وجائزة التميز من المنظمة العربية للتنمية الزراعية، فضلاً عن ميدالية جمعية البستنة الأمريكية، وأخيراً وليس آخراً، حصوله خلال شهر أكتوبر الجاري، على الميدالية الذهبية من جامعة بنازير بوتو بولاية السند في باكستان.
حيث قلده معالي محمد كمران خان تيسوري، حاكم الولاية، بحضور معالي مراد شاه، رئيس وزراء ولاية السند، وسعادة الأستاذ إبراهيم سالم الزعابي، سفير دولة الامارات العربية المتحدة لدى إسلام أباد، والميدالية الذهبية هي نظير ما قدمه الدكتور عبد الوهاب زايد، من جهود ساهمت في تنمية وتطوير قطاع زراعة النخيل وإنتاج التمور في العالم.
وتقوم فلسفة صاحب مؤلف “نخيل التمر” الصادر عن منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة، في مقاربتها العلمية، على آلية التنمية النظيفة، والتي كان لها الأثر البارز على قطاع النخيل في العديد من البلدان، مدشنة مرحلة جديدة في هذا المجال، زراعة وإنتاجاً وصناعة للتمور، تعكسها منجزات ومبادرات تحمل بصمته العلمية والمهنية، وكذا دولة الإمارات العربية المتحدة، التي احتضنته، وساهم في تحقيق رؤية قيادتها الرشيدة وتعزيز موقعها الريادي في تنمية وتطوير قطاع زراعة النخيل وإنتاج التمور والابتكار الزراعي على المستوى الوطني والإقليمي والدولي.
ولأن صاحب كتاب “تكنولوجيا زراعة وإنتاج النخيل” يؤمن بأن العالم يتغير، ويتطلب إعادة التخطيط، الذي يعني التغيير، حمل إلى بلده الأم المغرب، رهاناً محدداً بالثقة والجودة، تمثل في “مشروع مراكش لنخيل التمر” هذا المشروع الذي ساهمت فيه خبرات وطنية ودولية على مدار عقد من الزمن، مشروع منح الحياة لشجرة النخيل في الواحات، لكن ليست تلك ميزته الوحيدة، بل تَكْمُنُ قوته، في التطبيق العملي والفعال لأنظمة الجودة ومعايير التميز، وهي الشروط التي جعلته يحظى باعتراف دولي ويحوز على شهادة (ISO9001) من طرف شركة (TUV) وهي من أعرق المؤسسات الألمانية المانحة لشهادات الجودة للبرامج والمشاريع المستدامة على المستوى العالمي.
يشتمل المشروع على بنية تحتية قوية تضم مختبراً على مساحة 850 متراً مربعاً معقم بالكامل وأربع غرف للنمو والحضانة سعة كل واحدة 90 ألف نبتة، بالإضافة إلى ثماني عشرة محطة من محطات سير العمل بالمختبر، تضم أجهزة العزل الجرثومي ومرافق لتقوية الشجيرات (بيوت محمية ومشاتل لتقوية النخيل المنتج) وذلك من أجل الحفاظ على جودة الشتلات وفق أرقى المواصفات العالمية.
نذكر منها، حسب ما ورد سابقاً في بلاغ صحفي صادر عن الشركة، “شتلات خالية من الأمراض، ونسبة نجاحها تصل 100 بالمائة دون فَقْدٍ أو تَلَفْ، سريعة النمو، مبكرة الإثمار، غزيرة الإنتاج، ولا تحتاج إلى كمية كبيرة من الماء. فضلاً عن سهولة النقل لصغر الحجم وقلة الوزن، والمتابعة الجيدة للأشجار التي يتم توزيعها، وتسليم دليل فني دقيق للمزارعين، يوضح كيفية الخطوات الواجب اتباعها من وقت التسليم حتى غرسها، وما ينبغي اتباعه لاحقاً”.
ويحتل صنف “المجهول” القريب إلى قلب الدكتور عبد الوهاب، موقعاً هاماً ضمن هذا المشروع، وهو الذي أمضى ردحاً من الزمن إلى جانب ثُلة من الباحثين العلماء والشخصيات الكبيرة في مواقع المسؤولية للبحث عن أصله ومنشأه، ليُثبتوا من خلال دراسة عينات من صنف المجهول اختيرت من بقع جغرافية دولية مختلفة، ليصلوا إلى نتيجة كونه مغربي الأصل والنشأة، وتم إدراج مختلف نتائج هذه الأبحاث في كتاب أشرف على إعداده الدكتور زايد بنفسه، تحت عنوان “المجهول دُرة التمور”، الصادر عن جائزة خليفة لنخيل التمر والابتكار الزراعي، والذي تمت ترجمته لحد الآن إلى أربع لغات (العربية، الإنجليزية، الفرنسية، والاسبانية).
رد الاعتبار لدُرة التمور من طرف الدكتور عبد الوهاب زايد، لقي استحساناً وتنويهاً من صاحب الجلالة الملك محمد السادس، الذي شَرَّف الدكتور، بعدة رسائل تميز وإشادة، كما نال شرف تقديم أحد الدروس الحسنية بين يدي جلالته، بعنوان (النخيل في القرآن والسنة).
عود على بدء، وهو المُحَمَّل بتجارب دولية رائدة وخلفية علمية أكاديمية متينة تتعلق بعلوم المحاصيل والبستنة والهندسة الزراعية في شتى فروعها، سيجد الدكتور عبد الوهاب زايد، في مؤسسة “جائزة خليفة الدولية لنخيل التمر والابتكار الزراعي”، والتي شارك في تأسيسها وعُيِّنَ أميناً عاماً لها بمرسوم اتحادي من رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، السند ومختبر الأفكار، القائمة على طرائق أخرى للتفكير، للبناء، وعلى تنمية تعاون إقليمي ودولي، لأجل التجديد ومعاودة التخطيط اعتماداً على الابتكار من أجل مستقبل زاهر للشجرة المباركة التي تشكل إرثاً إنسانياً، كان من ثمراته مشاريع ومبادرات قامت وفق خطوط ثابتة، قابلة للإنجاز على مراحل، وفق نتائج قابلة للقياس، ويمكن هنا العودة للكتاب الصادر عن المؤسسة والمتوفر على موقع مكتبتها، وهو تحت عنوان: ” دراسة متكاملة للإنجازات والآثار المتعددة لجائزة خليفة الدولية لنخيل التمر والابتكار الزراعي على المستوى المحلي والإقليمي 2021″.
الكتاب يشير في أبرز خلاصاته، كون البلدان المنتجة للتمور تتخذ بالفعل خطوات مشجعة ومتسارعة نحو تبني الاقتصاد البيولوجي الدائري الحيوي، والمساهمة في تحقيق الأمن الغذائي، وبما أن الجائزة تغطي مجالات عدة، فإنها شكلت لبنة للتعاون من أجل النهوض بالواحات وبزراعة النخيل، جاعلة من مهرجانات التمور التي سهرت على تنظيمها وهي حوالي 53 مهرجان في 7 دول، محطات لتوقيع شراكات تفاهم للنهوض بالقطاع في مناحيه المختلفة، وشكلت تراكماً تمكن من خلاله صاحب كتاب “البصمة الكربونية لنخيل التمر”، من إقامة علاقات دولية قوية بين جهات الاختصاص في الدول العربية والمنظمات الدولية ذات العلاقة بزراعة النخيل وإنتاج وزراعة وصناعة التمور (. ICARDA. UNDP. ICBA. UNIDO. IFAD. FAO،(DPGN .
وفي السياق الدولي عينه، نَظَّمَ الدكتور عبد الوهاب، مؤتمراً دولياً رفيع المستوى لوزراء الزراعة في الدول المنتجة للتمور، لوضع استراتيجية إطارية لاستئصال سوسة النخيل الحمراء بالتعاون مع منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة ووزارة التغيير المناخي والبيئة بالإمارات العربية المتحدة، استضافته العاصمة أبوظبي خلال السنوات (2019 و2024). تُوِّجَتْ بإعلان أبوظبي الأول والثاني حسب السنوات المذكورة، الخاص بمكافحة سوسة النخيل الحمراء، وإعلان أبوظبي الثالث بشأن “الهيئة الدولية للتنمية المستدامة للواحات”.
لقد امتد اشعاع ونشاط جائزة خليفة لنخيل التمر والابتكار الزراعي، إلى 59 دولة من دول العالم، بوضع بصمة ثقافية على جوائز “جائزة خليفة الدولية لنخيل التمر والابتكار الزراعي”، وذلك تشجيع الاحتفاء بشجرة النخيل من خلال فن الصورة وفن الشعر، لكون المشرفين على الجائزة يؤمنون بمزايا الثقافة المنتمية للاقتصاد البنفسجي، في إنتاج قيم تُساهم في خفض استهلاك الموارد وخفض التلوث البيئي، وفائق محتويات التكنولوجيا.