فيلم“404.01” ليوسف الركاب .. تشابه في الموسيقى مع فيلم تلفزيوني

الموسيقى التصويرية هي المعادل المسموع للمشهد السينمائي، وهي من العناصر الأساسية في صناعة الفيلم السينمائي أو المسرحية، وقد سبقت الموسيقى التصويرية الحوار في الأفلام الصامتة في فجر صناعة السينما العالمية،..

بيت الفن

تتاشبه الموسيقى التصويرية للفيلم السينمائي الطويل “404,01” للمخرج يونس الركاب، الذي شارك في المسابقة الرسمية للفيلم الروائي الطويل ضمن فعاليات المهرجان الوطني للفيلم بطنجة في دورته الـ24، مع الموسيقى التصويرية للشريط التلفزيوني “صمت الديك” للمخرج حسن الدحاني، الذي جرى عرضه على شاشة القناة الأولى في رمضان المنصرم وهو من إنتاج سنة 2020.

والتشابه بين العملين يحس به المشاهد حتى في المؤثرات effets sonores التي تخدم أحداث الفيلم التلفزيوني “صمت الديك” على اعتبار أن أحداثه تدور في البادية المغربية، وهي من إنجاز الموسيقي يوسف الصديقي الذي أنجز موسيقى فيلم يوسف الركاب.

وتشكل الموسيقى التصويرية، حسب رأي بعض النقاد، نصف الفيلم السينمائي على اعتبار أنها الوسيلة الأقوى التي توفر للجمهور فرصة الاندماج في المشهد.
ورغم أن الكثير من الناس عند مشاهدتهم لأي فيلم لا ينتبهون للموسيقى، ومن الممكن بعد انتهائه أن يقولوا لم نسمعها، لكن مع هذاـ تؤثر فيهم ـ دون أن يشعروا وحتى لو لم ينتبهوا لها. ومع تطور الدراما، وخصوصا في السينما، أصبحت الموسيقى التصويرية فنا قائما بذاته، تأتي مصاحبة أو خلفية لأحداث على الشاشة، وهي عموما منفصلة عن الأغاني التي قد يعرضها الفيلم، وتحتل مكانة متميزة في مسابقات المهرجانات السينمائية الكبيرة (الغولدن غلوب والأوسكار) وترصد لها جوائز تؤكد أهميتها وضرورتها في بناء العمل الفني.

وتوضع موسيقى الأفلام غالبا بعد رؤية مؤلفها للفيلم منتهيا، أما في الأفلام التي تتطلب موسيقى خاصة بها كأغنية أو رقصة أو معزوفة فإن الموسيقى تؤلف وتسجل قبل تصوير المشهد، وتتألف موسيقى الفيلم عادة من سلسلة منفصلة مدة كل منها تتراوح من بضع لحظات إلى بضع دقائق، وتعد الموسيقى التي تستمر لمدة خمس دقائق حالة استثنائية تتطلب ضرورة وتوظيفا فنيا لها، حيث تساعد في صنع جو للفيلم أكثر إقناعا بالزمان والمكان.

الموسيقى التصويرية جزء أساسي من الفيلم، وبالقدر نفسه من الأهمية كالمؤثرات المرئية، فالتجربة لا تكتمل إلا معها، وبالتالي فإن مهمة المؤلف الموسيقي ليست بالسهلة، وكما شرح المؤلف الموسيقي البريطاني الهندي نيتين ساوهني “فإن الأصوات والأنماط المستخدمة تختلف حسب كل قصة، وحسب المشاعر والمواقف والشخصيات والتوجه العام للفيلم”.

وعليه لا يمكن اعتبار الموسيقى التصويرية في الأعمال السينمائية مجرد خلفية للمشاهد والأحداث الدرامية، لكنها انعكاس لحالة الممثل ومواكبة لحركاته وانفعالاته الداخلية المختلفة، وانكساراته.

فالمؤلف الموسيقي محكوم بالسيناريو وانفعالات الشخصيات المختلفة، مثل الأكشن والرومانسية والحزن والفرح وغيرها من المشاعر والأحداث المختلفة؛ لذا، فإن عنصر الموسيقى يشكل نصف الصورة السينمائية.

في الموسيقى الدرامية يلتزم بالسيناريو والفكرة التي يطرحها العمل، بعكس مؤلفاته الموسيقية البحتة التي يلتزم فيها برؤيته وأفكاره فقط.

فهو يقرأ السيناريو أولا، ومن ثم يضع تصورا بشكل عام للموسيقى التي تتناسب مع حالة الفيلم.

الموسيقى التصويرية هي المعادل المسموع للمشهد السينمائي، وهي من العناصر الأساسية في صناعة الفيلم السينمائي أو المسرحية، وقد سبقت الموسيقى التصويرية الحوار في الأفلام الصامتة في فجر صناعة السينما العالمية، حيث كان يتم التعبير عن المشاهد من خلال عرض الفيلم الصامت على الشاشة ويقوم الموسيقي أو عازف البيانو بعزف المقطوعات التي تناسب المشاهد المختلفة.

وتضيف الموسيقى التصويرية بعدا أخر للمشهد بإشراك الأذن وبالتالي حاسة السمع في الاندماج في المشهد وليس العين وبالتالي حاسة البصر فقط، فهي تشكل الخلفية للمشهد وهي تصف المشاعر التي تعتمل داخل الشخصيات وتبرزها على الشاشة.

عن بيت الفن

شاهد أيضاً

"جينز" للمخرج محمد البوحاري

الجامعة السينمائية تمنح جائزتها الكبرى لفيلم “جينز”

تميزت الدورة الـ 12 لمهرجان الجامعة السينمائية بتكريم الشرايبي ونعيمة إلياس وتوقيع كتابي شذرات من …