بعد 6 عقود من العطاء.. نعيمة المشرقي تغادر الحياة

إلى جانب علاقاتها الطيبة في الوسط الفني، والاحترام المتبادل الذي جمعها مع أبناء جيلها من المبدعين، نجحت نعيمة المشرقي، كسب حب واحترام، وإعجاب الجمهور…

بيت الفن

بعد أزيد من نصف قرن من العطاء.. ودعت الساحة الفنية المغربية الممثلة نعيمة المشرقي، التي فارقت الحياة اليوم السبت 5 أكتوبر 2024 بمدينة الدارالبيضاء عن عمر يناهز 81 عاما.

وخلفت وفاة المشرقي، حزنا كبيرا لدى المغاربة، خاصة زملاءها الفنانين، ممن عملوا إلى جانبها، في أعمال فنية عديدة، سواء في المسرح، أو السينما والتلفزيون.

وفاة نعيمة المشرقي، كانت بمثابة وقفة ليستحضر بعض الفنانين والمقربين منها، لحظات وذكريات، وأعمالا فنية جمعتهم بها، إذ كتب الممثل والمخرج رشيد الوالي عبر صفحته على “الأنستغرام”، أنه تقاسم معها عددا من الأعمال، على رأسها فيلم “علال القلدة”، واصفا إياها بـ”الإنسانية” وموجها العزاء لزوجها المخرج عبد الرحمان الخياط.

بدوره استعاد المخرج عز العرب العلوي، ذكرياته مع الراحلة في فيلم من إخراجه بعنوان “كيليكيس دوار البوم”، وقال في تدوينة عبر “فايسبوك”، “رحلت عنا اليوم سيدة بالمعنى الحقيقي للسيدة، عطاء وتواضعا وإبداعا، شاءت الأقدار أن يكون آخر عمل لها في السينما، فيلم دوار البوم، وأؤكد أنها سيدة قل نظيرها..”.

من جانبها قالت عائشة ماه ماه “لم تعد لي قدرة على تحمل الفراق الأبدي لرواد الفن والمسرح والإبداع والعمل الإنساني في شتى مجالاته يا رب العالمين اسألك الرحمة والمغفرة والجنة مع الصالحين للأستاذة نعيمة المشرقي ومن سبقوها للقائك من الفنانين والفنانات…وداعا لكم بقلبي الحزين الذي لن ينساكم إلى أن يلتقي بكم بإرادة ربنا الكريم الغفور الرحيم…”.

وإلى جانب علاقاتها الطيبة في الوسط الفني، والاحترام المتبادل الذي جمعها مع أبناء جيلها من المبدعين، استطاعت المشرقي، كسب حب واحترام وإعجاب الجمهور، من خلال أعمال مسرحية عملت من خلالها مع أشهر الفرق الوطنية من قبيل فرقة المعمورة، و”بساتين”، وفرقة الإذاعة والتلفزة المغربية.

كانت الانطلاقة الفنية الأولى لنعيمة المشرقي في خمسينيات القرن الماضي منذ مرحلة الطفولة عبر أنشطة مدرسية وغير مدرسية، تلاها انخراط في مسرح الهواة بمختلف تلويناته وصولا إلى مرحلة الاحتراف.

وسطع اسم نعيمة المشرقي في مجال التلفزيون، بعد أدائها أدوارا رئيسية في عدد من المسلسلات من بينها سلسلة “عائلة رام دام”.

وفي مجال السينما شاركت الراحلة في أزيد من 20 فيلما مطولا مغربيا وأجنبيا، فضلا عن مشاركتها في العديد من الأفلام القصيرة والمطولة المغربية مثل “عرس الدم”، و”لالة حبي”، و”معركة الملوك الثلاثة”.

وقفت نعيمة المشرقي لأول مرة كممثلة أمام الكاميرا في مطلع الستينيات، في الفيلم الإسباني الطويل “انتقام دون ميندو” (1962) لفرناندو فرنان غوميز، ثم فيلم “حديث الأجيال” سيناريو عبد الله المصباحي، وإخراج عبد الرحمان الخياط، لطيف لحلو، وعبد الله الزروالي، ثم فيلم “الدار البيضاء، عش جواسيس” للمخرج الفرنسي هنري دوكوان.

وشاركت نعيمة المشرقي في مجموعة من الأفلام السينمائية مثل “عرس دم” (1977) لسهيل بن بركة، و”44 أو أسطورة الليل” (1981) لمومن السميحي، و”أيام شهرزاد الجميلة” (1982) لمصطفى الدرقاوي، و”بادس” (1988) لمحمد عبد الرحمان التازي، و”حجر الصحراء الأزرق” (1992) لنبيل عيوش، و”فرسان المجد” (1993) لسهيل بن بركة، و”البحث عن زوج امراتي” (1993) لمحمد عبد الرحمان التازي، و”البند الثاني” (1994) للمخرج الإيطالي موريتسيو زاكارو (بتعاون مع محمد عسلي)، و”للا حبي” (1996) لمحمد عبد الرحمان التازي، و”زنقة القاهرة” (1998) لمحمد عبد الكريم الدرقاوي، و”فاتن” (1999) لمحمد فاخر، و”مقهى الشاطىء” (2000) للفرنسي بونوا كرافان (ساهم في إنتاجه لطيف لحلو)، و”خط الشتا” (2000) لفوزي بن السعيدي، “وبعد” (2001) لمحمد إسماعيل، و”جارات أبي موسى” (2003) لمحمد عبد الرحمان التازي، و”الأهالي” (2006) للفرنسي من أصل جزائري رشيد بوشارب، و”إيمان سيء” (2006) للفرنسي من أصل مغربي رشدي زيم، و”الدار الكبيرة” (2009) للطيف لحلو، و”دم وماء” (2014) لعبد الاله الجوهري، و”كيليكيس.. دوار البوم” (2018) لعز العرب العلوي لمحارزي، و”دموع الرمال ” (2018) لعزيز السالمي، و”خريف التفاح” (2020) لمحمد مفتكر…

خاضت المشرقي تجربة فريدة في التنشيط التلفزيوني، حيث قدمت ما بين سنتي 2000 و2004 البرنامج التعليمي والتثقيفي (ألف لام) على القناة الأولى الذي خصص لمحاربة الأمية.

عن بيت الفن

شاهد أيضاً

الساحة الفنية المغربية تفقد رائدا من روادها بوفاة مصطفى الزعري

استهل مساره الفني سنة 1963 بمسرحية النواقسية مع الراحلين عبد القادر البدوي ومصطفى الداسكوين الذي …