وزيعة الذيب..!!

وليد الشجعي

وزعها “إلول”، استحوذ عليها “إلول”، تحيل الكلمة الموضوعة بين مزدوجتين في اللغة الأمازيغية على الذئب.

هذا المثل الشعبي الأمازيغي، ينطبق على لجنة انتقاء الفيلم الذي سيمثل المغرب في مسابقة جوائز الأوسكار لأفضل فيلم أجنبي. والتي اتفقت على أن تمنح هذا الشرف لفيلم “رازيا”، لصاحبه نبيل عيوش، لكونه ثقيل في الميزان مقارنة مع باقي الأفلام المغربية، التي لم تشر إليها اللجنة اسما أو عددا.

نعم “زاريا” (غزية) ثقيل في الميزان، ويعرف الميزان بعدله، وبعده عن المحاباة والمجاملة، وهذا ما تؤكده الأحجية المغربية بقولها:

و”الميم امضى من ساسبو.. ما يحشمشي من مولاه اللي كاسبو”.

قالوا هذا عن الميزان رغم افتقاده لصفات الحياة، واللجنة لها صفات الحياة، تحمر وجوه أعضاءها خجلا من رجل نبيل يدينون له بأفضاله عليهم، كثير منهم تعلم منه الصنعة، فكيف لا يكون ماحي بنبين رئيس اللجنة، كريما مع صديقه وهو الذي يحمل في كناش الحالة المدنية، اسم عبد الرزاق – الرزاق الله -، وتهيبا من خالقه اكتفى باسم مركب يحيل على والدته ماحي ووالده بنبين، الذي عرف قيد حياته بالدعابة والنكتة والأحاجي.

عبد الرزاق بدوره، سيرزق بطفلة كتب الله لها وهي في مرحلة المراهقة، لعب دور بطولة الفيلم بشخصية “رازيا” وهو الاسم الذي وضع عنوانا للفيلم.

فكيف لعبد الرزاق، أن يحرم فلذة كبده، من المشي بدلال فوق السجاد الأحمر إلى جانب نجوم العالم، وكيف له وهو المعروف بكرمه، أن يفضل مخرجا آخر على صديق، تشارك وإياه الملح والطعام، وركبا معا صهوة “خيل الله” المستوحى من رواية “نجوم سيدي مومن” في أوسكار سابق.

ولا يسعنا إلا أن نتقدم بالعزاء لنور الدين الخماري وفوزي بنسعيدي، وآخرون، لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بمقدار. و”العاطي الله”، هذه الجملة الدارجة، شاءت لها الأقدار، أن تكون عنوانا لشريط مغربي عرض في شهر رمضان الأخير على القناة الثانية، وكان أول فيلم طويل من إخراج سامية أقريو، ومن إنتاج شركة “عليان” لصاحبها النبيل، الذي زاد في كرمه بمنحها شرف إخراج مسلسل.

سامية كتب لها، أيضا، أن تدرج ضمن لجنة انتقاء الفيلم الذي سيمثل المغرب في جوائز الأوسكار، وفي هذه اللجنة رفضت الفنانة أن تلعب دور “الحاج المعطي”، بطل فيلمها، المستبد والبخيل، فكيف لها أن تبخل على نبيل علمها صنعة الإخراج، وهو الذي لا تنسد أمامه أبواب دار البريهي، ولا طرقات عين السبع.

مونية العيادي، عضوة اللجنة هي الأخرى، تشتغل موزعة، لا توزع الأسماك طبعا، ولا الأسئلة على التلاميذ داخل الفصل، بل توزع أشرطة نبيل عيوش وأفلام أخرى، توزعها وتحسب الحساب جيدا، فواحد زائد واحد يمكن ان تكون اثنان أو مليونان او مليارين أو ملياران، حسب أهل الحسبة.

فاللهم لا حسد، اللهم ربي طهرنا منه، التحيات لله الزكيات لله، وتحية لزكية الطاهري التي فضلت عدم الانعزال عن الجماعة، لأنها تحمل معزة كبيرة لنبيل الذي يتطابق مع “الرجل المثالي”، وهو عنوان لأحد أعمالها التلفزيونية والمقتبس عن قصة للكاتب البريطاني أوسكار وايلد. زكية ياما جمعها بعيوش عيش وملح هي الأخرى، حيث أنتج لها أشرطة و”سيتكومات”، وبالتالي فالحكيم لا ينكر الجميل، الذي قيلت فيه قصائد وأشعار.

وعليه فإن بقية أعضاء اللجنة لا يمكنهم والحال هاته، الخروج عن الجماعة، كالصديق عمر بلخمار، فهو إنسان ذكي يفهم الأفلام، ويكرس قلمه لمتابعة أدوار الممثلين الصادقين منهم والانتهازيين ويساعد القراء على فهم شخصياتهم، إلا شخصيته هو ودوره في هذه اللجنة فهو غير مفهوم، نطلب له العذر ربما هي مخلفات “بولفاف”، جعلته يزكي شهادة زور مفادها أن فيلم عيوش تم توزيعه لمدة أسبوع في سينما “كوليزي” بمراكش، شهادة الزور لم تجد ولا واحدا في اللجنة أو مؤسسة المركز يمكن تسليمها لنور الدين الخماري أو فوزي بنسعيدي، كان الله في عون الجميع.

وليكتمل النصاب، أي التولية والتعيين،(nomination) نصبت كل من السيدتان إحداهما تحولت بفضل السيد النبيل من نكرة إلى موزعة، السيداتان قالتا آمين! فجاء النصب أي الطبخ، لذيذا في حضور مقبلات ومملحات زينت جلسة وثقت عبر صورة سيلفي.

إنه التوازن الغذائي ولمة العيش، جمعت شخصيات هذه المسرحية، شخصيات سباقة لفعل الخير، فكيف يكون الحال مع من سبقهم إلى ذلك؟

فليختل الميزان وليختل العالم. ووزيعة “إلول”، استولى عليها إلول”.

عن بيت الفن

شاهد أيضاً

عيوش يعرض فيلمه الجديد “في حب تودة” بالقاعات السينمائية المغربية

شريط جديد من بطولة نسرين الراضي يمثل المغرب في الأوسكار… بيت الفن شرعت القاعات السينمائية …