فيلم يرتكز على سيناريو كتبه يوسف فاضل عن نص أدبي لمحمد الأشعري...
رؤية مختلفة لرفاق الأمس تنهض على أداء متميز لثلة من أفضل الممثلين المغاربة…
بيت الفن
قدم المخرج نوفل براوي، مساء الثلاثاء 14 ماي 2024، فيلمه السينمائي «كأس المحبة»، ضمن المسابقة الرسمية للأفلام الروائية الطويلة للمهرجان الدولي للسينما الإفريقية بخريبكة، الذي تتواصل دورته ال24 حتى إلى 18 ماي، بمشاركة 13 فيلما طويلا من 11 دولة إفريقية.
ويرتكز فيلم “كأس المحبة”، حسب مخرجه نوفل براوي، على سيناريو ليوسف فاضل، مقتبس عن نص قصصي بعنوان “يوم صعب” للشاعر والكاتب المغربي محمد الأشعري، وينهض على أداء ثلة من أبرز الممثلين في المغرب، ويتعلق الأمر بالممثلة ثريا العلوي، ومحمد خيي، وعادل أباتراب، ومسعود بوحسين، وعبد العاطي لمباركي.
كما يبرز في الفيلم فضاء التصوير، حيث صورت مشاهد “كأس المحبة” في شمال المملكة، وتحديدا بقرية جنان النيش الجبلية المطلة على البحر المتوسط، بنواحي السطيحات وواد لاو، الذي يعد من بين أجمل الشواطئ المغربية.
وفي هذا الصدد قال براوي: “أعتقد أن حسن اختيار المخرج للكاستينغ يلعب دورا كبيرا في نجاح الفيلم، ويمكن أن نحدد نسبة مساهمة حسن اختيار الممثلين والفنانين لأداء أدوار وشخصيات العمل في نجاحه المحتمل في 50 في المائة، والباقي يمكن أن نقسمه بين جودة السيناريو والإخراج والديكور”، مشيرا إلى أن لديه إحساسا خاصا بالممثلين وحساسية خاصة في التعامل والاشتغال والتواصل معهم، وذلك بحكم تكوينه كممثل، فهو خريج المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي.
تبدأ أحداث الفيلم بزوجين (محمد خيي وثريا العلوي) يسافران رفقة صديقهما المشترك (مسعود بوحسين) في رحلة نحو مسقط رأس الزوجة، بقرية «جنان النيش» الجبلية المطلة على البحر المتوسط (شمال المغرب)، لقضاء بعض الوقت معا، وهناك تقودهما الذكريات إلى التوقف عند تجارب مشتركة عاشوها أثناء انخراطهم في العمل السياسي السري خلال دراستهم بالجامعة. في طريقهم إلى وجهتهم عبر طريق جبلي شاق وملتو، يشبه مسارهم في الحياة، يسود جو مشحون بين الثلاثة، الذين يضمرون الكثير من الأسرار.
وعند وصولهم إلى وجهتهم ستنكشف حقائق صادمة، مع ظهور رفيق رابع من رفاق الجامعة “عبد السلام” (عادل أبا تراب) المعروف في البلدة باسم “نعيمة”، بحكم عمله (راقص) في “لافوار الشعبي” للقرية.
الرفيق الرابع كان شاهدا على خيانة الزوج الطبيب المشهور (محمد خيي)، الانتهازي والوصولي، الذي يفتضح أمره أمام الزوجة (ثريا العلوي) والصديق الشاعر الملتزم (مسعود بوحسين)، الذي دفع ثمن نضاله في المعتقل. مع توالي الأحداث تسقط الأقنعة وينكشف المستور، وسط صراعات وتجاذبات ممزوجة بأحاسيس ومشاعر متناقضة تعكس الشعور بالمرارة والضياع.
تم يأتي الخلاص، باختفاء الرفاق الثلاثة غرقا في البحر، لعدم قدرتهم على مجابهة ماضي مظلم، أفرز شخصيات أضاعتها الخيانة والانتهازية، شخصيات محطمة ومهزومة لا مستقبل، ولا أفق أمامها.
الفيلم مدته 96 دقيقة، وهو ثاني تجربة سينمائية طويلة للمخرج نوفل البراوي، بعد تجربته الأولى “يوم وليلة”، و4 أفلام سينمائية قصيرة.
وبالإضافة إلى ”كأس المحبة” (2023) لنوفل براوي، يتنافس المغرب على جوائز المسابقة الرسمية للفيلم الطويل، بفيلم آخر هو “صمت الكمنجات” (2024) لسعد الشرايبي إلى جانب أفلام من ليبيا، تونس، مصر، البنين، الطوغو، وبوركينا فاصو، الكاميرون، زامبيا، رواندا، والكوت ديفوار.