تمثل الأعمال المعروضة تجارب فنية متنوعة أساسها الخط العربي يقدمها الفنانون خالد بيي، محمد الشرقاوي، مصطفى أجماع، ورشيد إغلي، بأشكال مختلفة وعبر تقنيات كلاسيكية وأخرى حداثية معاصرة…
بيت الفن :
يستضيف رواق مؤسسة محمد السادس للنهوض بالأعمال الاجتماعية للتربية والتكوين بالرباط، معرضا جماعيا لفن الخط العربي الأصيل بعنوان “الخط العربي بين الروحانية والفنية”.
ويشارك في المعرض، الذي تتواصل فعالياته إلى غاية 12 أبريل المقبل، 4 فنانين تشكيليين من مدن مختلفة من المملكة، ويتعلق الأمر بالفنانين خالد بيي، ومحمد الشرقاوي، ومصطفى أجماع، ورشيد إغلي، الذين تقاسموا إبداعاتهم الفنية في فن الخط العربي الأصيل مع جمهور مدينة الرباط، من المهتمين بهذا المجال الفني الإبداعي.
وقال رئيس قسم التنشيط الثقافي والفني بمؤسسة محمد السادس للنهوض بالأعمال الاجتماعية للتربية والتكوين، رضوان مراعي، إن هذا المعرض يندرج في إطار الأنشطة الثقافية للمؤسسة الخاصة بشهر رمضان المبارك، مبرزا أنه “يجمع إبداعات أربعة فنانين تشكيليين، كل بتجربته الخاصة التي تميزه ورؤيته الخاصة للحرف العربي الأصيل”.
وأضاف أن المعرض ستتخلله ورشات في الخط العربي الأصيل مع الفنانين الأربعة المشاركين، موضحا أن عنوان المعرض “مرتبط بمسألة الرؤية الخاصة لكل فنان تجاه الخط العربي الأصيل، وكيف يتم تجسيده في اللوحة الإبداعية”.
من جانبه قال الفنان التشكيلي خالد بيي، إن هذا المعرض يحتفي بالحرف العربي كرافد لكل ما هو روحاني وفني، حيث “يتخذ الفنانون المشاركون الحرف العربي كأداة للإبداع والتعبير”، مضيفا أن الفنانين الأربعة المشاركين وظفوا الحرف العربي بطريقتهم الخاصة.
وأضاف أن فن الخط العربي الأصيل يتجاوز بعده الكلاسيكي في أخذ الخطاط قلما والشروع في الكتابة، معتبرا إياه علما وأداة للتواصل والتعبير عن كل ما هو روحي، إذ إن “كل حرف له معنى رمزي معين”.
ويشتمل معرض “الخط العربي بين الروحانية والفنية” على 30 لوحة تشكيلية يقوم من خلالها الفنانون الأربعة بتقريب الجمهور من هذا الحقل الإبداعي، ومقاسمته مختلف المعاني التي يقدمها الحرف العربي الأصيل.
وتمثل الأعمال المعروضة تجارب فنية متنوعة أساسها الخط العربي، الذي يقدمه الفنانون بأشكال مختلفة وعبر تقنيات كلاسيكية وأخرى حداثية معاصرة، انطلاقا من رؤيتهم لمفهوم الخط العربي من جهة، وتساهم في نقله نحو أمكنة وفضاءات ومستويات فنية أكثر حداثة، من جهة أخرى.
ويعتبر الخط العربي من أبرز الفنون العربية الإسلامية التي تمكنت من الاستمرار والتطور في محطات مختلفة من تاريخ الحضارة العربية الإسلامية، وقد ارتبط هذا الفن بالبعد الروحاني الذي استمدت منه اللوحات الخطية نصوصها، فمن المعروف أن النص في اللوحة الخطية هو أحد أعمدة اللوحة ذاتها، وهو الذي يقود في الكثير من الأحيان الخطاط، أو الفنان الحروفي المعاصر نحو التكوينات التي تجسد النص.
شهد التاريخ العربي الإسلامي نقلات مهمة على مستوى الخط، فهو قد ارتبط بشكل رئيس بالقرآن الكريم، وامتلك في هذا المجال بعدا وظيفيا أساسيا، لكن الخط العربي سرعان ما امتد إلى حقول إبداعية أخرى، منها الشعر، والحكم، والأمثال، وعرف تعددا كبيرا في أنواعه، مثل خط الثلث، والديواني، والكوفي، والنسخ، والنستعليق، وغيرها من أنواع الخطوط، ويلاحظ دائما أن نوع الخط ذاته يفرض الكثير من الإيحاءات النفسية والروحانية للنص الموجود داخل اللوحة.
إن ما هو مدهش حقا، على سبيل المثال لا الحصر، أن الخطاط العربي تمكن من تحويل الخط من أبعاده الوظيفية إلى أبعاده التعبيرية بالتناغم مع المعطيات الجديدة التي كانت تفرضها المتغيرات، فقد شهدت العقود الأخيرة تحولات مهمة في طريقة بناء اللوحة الخطية، وتوسيع فضاء الدلالة فيها، وارتباطها بالعوالم الروحية المتعددة، ليست فقط تلك العوالم التي تشع من النص، وإنما أيضا من اللون، والتكوين، والتجريد، والكتلة والفراغ، والظل والنور، وغيرها من الأمور التي ترتبط بالتشكيل المعاصر إلى حد بعيد.