مهرجان الدارالبيضاء الدولي لفيلم الطالب

اختتام مهرجان الدارالبيضاء الدولي لفيلم الطالب في أجواء احتفالية طبعتها ثقافة الاعتراف والتحفيز

بيت الفن : 

في أجواء احتفالية طبعتها ثقافة الاعتراف والاحتفاء، اختتمت مساء الجمعة 15 دجنبر 2023، بمسرح محمد السادس بالدارالبيضاء، فعاليات الدورة 12 من المهرجان الدولي لفيلم الطالب، بتوزيع الجوائز على الفائزين في المسابقات الأربع، ويتعلق الأمر بمسابقة أفلام التحريك، والأشرطة الوثائقية، والأفلام الروائية وأفلام الموبايل، وعرض مقتطفات من الأفلام المتوجة.

تميزت الاستحقاقات بسيطرة المدارس والمعاهد السينمائية الأجنبية إلى جانب المغربية على مختلف الأجناس الفيلمية، وهكذا توج فيلم “Papa Bouteille” لمجموعة من المخرجين الطلبة من مدرسة “إنسي” بالجائزة الأولى في فئة أفلام التحريك. التي ترأست لجنة تحكيمها المخرجة المغربية صوفيا الخياري.

ونال الجائزة الثانية في الفئة نفسها فيلم “beanboy” لإيميلي هاينينغ من مدرسة “التحريك وورك شوب”. في حين حصد الجائزة الثالثة فيلم dance with the seashelle لمخرجين طلبة ينتمون لمدرسة “كوبلانس”.

وفي صنف الوثائقي، الذي ترأس لجنة تحكيمه المخرج المغربي، عبد القادر كريم، انتزع شريط “الكنز الثمين” لمخرجيه أمين فيلالي ونيسرين زوين، من معهد “إ.ش.ب للفن والإعلام” بالدارالبيضاء، الجائزة الأولى، وآلت الجائزة الثانية لفيلم “اويم” لأيداي اسكاروفا من جامعة مناس، والجائزة الثالثة من نصيب” fortunes ded mer” للمخرجة إليزا مزكويتا، وأرميل فوات من مدرسة إنساس.

في صنف الأفلام الروائية، التي ترأست لجنة تحكيمها المخرجة التونسية ميرفت مديني، كانت الجائزة الأولى من نصيب “suitcase” لصمان حسينبور اكو زندريمي، والجائزة الثانية لفيلم “l’apatride” للمخرج توفيق صابوني، في حين آلت الجائزة الثالثة لفيلم “أحمر” لجميلة رفقي.

وخصصت الدورة الثانية عشرة أيضا مسابقة لأفلام الموبايل، تهدف تشجيع مخرجيها على الاستئناس بالسينما، وخصصت جوائز قيمة تمثلت في تكوينات أكاديمية للفائزين بهذا الصنف الفيلمي.

كما خصص المهرجان جائزة رابعة قدمتها جمعية روتاري وكانت في صنف الوثائقي، لفيلم حمل موضوعا اجتماعيا (دور الأيتام)، خصوصا أن جمعية روتاري المغرب تدعم الأعمال الإنسانية ذات الروح الاجتماعية.

وفاء البورقادي: المهرجان في دورته الثانية عشرة حقق رهان الاستمرارية

انطلقت فقرات حفل الاختتام، الذي نشطه الناقد الفني عبد الله الشيخ، بكلمة لرئيسة المهرجان وفاء البورقادي، التي أشادت بمختلف المساهمين والمتعاونين، مفيدة في كلمة لها أن المهرجان في دورته الثانية عشرة حقق رهان الاستمرارية في المكان والزمان وأخلص لرسالته النبيلة المتمثلة في إتاحة الفرصة للشباب للتعريف بإنتاجاتهم الفيلمية والاحتكاك بتجارب الهنا والهناك، حيث شهدت هذه الدورة منافسة قوية بين عدة أفلام تمثل مدارس ومعاهد متخصصة، من المغرب والخارج.

حسن نرايس: دورة استثنائية احتفت بمختلف الأجناس الفيلمية

المدير الفني للمهرجان، الكاتب والناقد السينمائي حسن نرايس، قال إن هذه الدورة كانت استثنائية، إذ حققت رهانها المتمثل بالاحتفاء بمختلف الأجناس الفيلمية، كما أثنى نرايس على الساهرين على نجاح هذه الدورة في مقدمتهم رئيسة المهرجان وفاء البورقادي، ومدير المهرجان عبد الله الشيخ الذي ربط الليل بالنهار، لتكون هذه النسخة نموذجية، من خلال برنامج متعدد وغني.

وأضاف نرايس أن الدورة 12 تعززت بماستر كلاس، ولقاء حول موضوع “الإنتاج السينمائي بالمغرب”، وحفل توقيع كتب ومبادرات أخرى من أبرزها مائدة مستديرة تكريما للراحلين “الممنوعين من النسيان” نورالدين الصايل وعمر سليم، وإطلاق اسميهما على بلاطو واستوديو بمعهد “إ.ش.ب” للفن والإعلام بالدارالبيضاء اعترافا بما قدماه للحقلين السينمائي والإعلامي في المغرب.

عبد الله الشيخ: التظاهرة حدث فني يتيح للمبدعين الشباب عرض أعمالهم

مدير المهرجان والناقد الفني عبد الله الشيخ، أبرز أن هذا الحدث الفني يشكل لقاء ثقافيا مهما يعكس انخراط مهنيي القطاع في التجاوب بشكل ملموس مع حاجيات الطلبة المبدعين الذين برهنوا عن مؤهلاتهم الإبداعية، مؤكدا أهمية دعم هذا النوع من التظاهرات لتشجيع وترسيخ الثقافة السينمائية داخل المجتمع وتعزيز الدينامية التي يعرفها المشهد السمعي البصري في المغرب.

وقال الشيخ إن الأمر يتعلق بحدث ثقافي وفني يتيح للمبدعين الشباب عرض أعمالهم السينمائية بمختلف أصنافها، وهي الأفلام الروائية والوثائقية وأفلام التحريك وأفلام الموبايل، والمساهمة في تعزيز وتطوير الأعمال التي صممها وأنتجها الطلاب من المغرب ودول أخرى.

تكريم ثلاثة أسماء بارزة وفاعلة في الحقل السينمائي والسمعي البصري

من أبرز لحظات حفل الاختتام تكريم ثلاثة أسماء بارزة وفاعلة في الحقل السينمائي والسمعي البصري ويتعلق الأمر بالممثلة المغربية فاطمة الزهراء الجوهري، والباحث محمد بلغواث، والمخرج عبد القادر كريم.

فاطمة الزهراء الجوهري قدمت في حقها الإعلامية نادية لاركيت شهادة مؤثرة نقتطف منها ما يلي “عزيزتي فاتي، في البداية أقدم هذه الشهادة بطلب من حسن نرايس، وكيف أرفض مثل هذا الطلب؟ وكيف أرفض طلبا بخصوصك، والمكانة التي كان يكنها لك الراحل نورالدين الصايل، الذي أعجب كثيرا بمسارك المهني، وأنت تعلمين ذلك”.

وتابعت أرملة الراحل نورالدين الصايل “أوثق هذه الشهادة في هذا اليوم 15 دجنبر الذي تزامن مع وفاة الصايل من جهة، ومن جهة أخرى يتزامن مع تكريمك. إنني سعيدة جدا بهذا التكريم الذي تستحقينه في إطار هذا المهرجان الطلابي. وأبلغ كل من يتابع هذه الشهادة، بأنك من طينة النادرين الذين دخلوا بيت الصايل، وفضلت أن تكون شهادتي من المكان، الذي كنت ترغبين في الجلوس به. لك مني الكثير من الإعجاب، ولمنظمي المهرجان وجمهوره أوجه كل احترامي وتقديري.. تحيا السينما”.

كما حظيت الجوهري بشهادة من المخرج رشيد زكي، الذي أشاد بمسارها المهمي متنيا أن تجمعه بها أعمل فنية في المستقبل الفريب.

وفي كلمتها دعت الممثلة فاطمة الزهراء الجوهري، الطلبة إلى التسلح بالأمل والتشبث بأحلامهم والعمل على تقديم المزيد والمزيد من الحكايات والأفلام حتى يبلغوا مبتغاهم.

من بين المكرمين، أيضا، محمد بلغوات، الخبير الفني والمدير السابق للمعهد العالي لمهن السمعي البصري والسينما، الذي قدم في حقه رفيق دربه رضوان بلعربي شهادة بليغة حاول من خلالها أن يبرز كفاءة الرجل باعتباره واحدا من الألمعيين، الذين أسسوا لمسار جديد في ميدان السمعي البصري، وكان له قصب السبق في العديد من الأوراش الاستراتيجية.

من جهته أشاد الناقد فؤاد سويبة بالمحتفى به وبمساره الغني بالإنجازات، مشيرا إلى أن بلغوات من الرجال الذين يفضلون العمل في الظل.

شهد حفل اختتام هذه الدورة، التي نظمت تحت شعار “الحرية” من طرف جمعية “فنون ومهن” بتعاون مع المركز السينمائي المغربي، تكريم مخرج الأفلام الوثائقية، عبد القادر كريم، ابن بركان المقيم في الديار الفرنسية.

وقال عبد القادر كريم، إنه “سعيد بتكريمه في بلده المغرب، الذي غاب عنه أزيد من 20 سنة، كمخرج، داعيا الشباب والطلبة إلى بذل جهود مضاعفة للوصول إلى المبتغى، منوها بجهود منظمي المهرجان في فتح الآفاق أمام شباب متعطش للفن والسينما، معتبرا أن الجوائز والتكريمات تمثل العمود الفقري للاعتراف السينمائي.

حضور فنانين ونقاد كبار

يشار إلى أن فعاليات الدورة أقيمت بفضاءات مسرح محمد السادس والمدرسة العليا للفنون الجميلة ومعهد إ.ش.ب للفن والإعلام بالدارالبيضاء بمشاركة فنانين ونقاد كبار من أبرزهم الممثلان محمد مفتاح ومحمد خيي، والمخرج عادل الفاضلي، والكوميدية حنان الفاضلي، والممثلة سناء بحاج، والناقد السينمائي محمد كلاوي، ومصطفى العلواني، وعلال السهبي، وجاك بريل المغرب المامون صلاج، الذي اتحف جمهور المهرجان برائعتين للمغني العالمي جاك بريل أهداهما إلى الغائب الحاضر الراحل عمر سليم، والناقد حسن نرايس.

عن بيت الفن

شاهد أيضاً

التخييل بين السينما والتاريخ مراكش

 مخرجون ونقاد يناقشون موضوع “التخييل في السينما والتاريخ”

بيت الفن بشراكة مع جامعة القاضي عياض بمراكش، تنظم مؤسسة مهرجان السينما والتاريخ، يوم السبت …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *