بررت لجنة التحكيم تتويج كيليطو لبراعته في تأويل الأعمال السردية العربية القديمة بدراسات مكثفة، أحاطت بها في شتى أنواعها…
بيت الفن
تسلم الكاتب والناقد المغربي، عبد الفتاح كيليطو، يوم الاثنين 20 مارس 2023 في الرياض، جائزة الملك فيصل في اللغة العربية والأدب، في دورتها الخامسة والأربعين (2023)، عن عمله «السرد العربي القديم والنظريات الحديثة».
وأعرب كيليطو، في كلمة ألقاها خلال حفل تسليم الجائزة للفائزين ترأسه الأمير فيصل بن بندر بن عبد العزيز آل سعود أمير منطقة الرياض، عن امتنانه للهيئة الساهرة على الجائزة، مؤكدا أنها ستكون حافزا له لمواصلة أعماله، متذكرا بتأثر عميق الأساتذة من مختلف الجنسيات، الذين كان لهم الفضل في مسيرته التعليمية ومشروعه الثقافي.
وبررت لجنة التحكيم تتويج كيليطو الأستاذ بجامعة محمد الخامس في الرباط ب «براعته في تأويل الأعمال السردية العربية القديمة بدراسات مكثفة، أحاطت بها في شتى أنواعها، وتمثله المناهج النقدية الحديثة تمثلا إيجابيا، وعمله على تكييفها بما يناسب رؤيته التي اتصفت بالجدة والطرافة، والإبداع، وتميزه بالقدرة على تقديم السرد العربي للقارئ العام بأسلوب واضح ودقيق.
وقال الأمين العام لجائزة الملك فيصل عبد العزيز السبيل لدى تقديمه للروائي المغربي ومبررات تتويجه بالجائزة أن كيليطو الأستاذ في جامعة محمد الخامس بالرباط، تناول جوانب في السرد العربي القديم لم يلتفت إليها أحد قبله بأسلوبه الذي اتسم بالإبداع والطرافة.
وأضاف أن كيليطو بحث في درر كتابات الأولين من الفلاسفة والسرديين والمحدثين، فكان من النقاد البارزين العرب في العصر الحديث، مشيرا إلى أن كتابه «الأدب والغرابة « أبرز تميزه وتفرده في تطبيق المناهج النقدية الحديثة على الأدب العربي القديم.
وأضاف السبيل أن «براعة الأستاذ الدكتور كيليطو برزت في تأويل مختلف الأعمال السردية العربية بدراسات مكثفة، وتقديمه السرد العربي للقارئ العام بأسلوب واضح ودقيق»، مشيرا إلى الكتب التي ألفها وأبرزها «كتاب العين والإبرة، دراسة في ألف ليلة وليلة»، كما اهتم بتصورات المؤرخين والإخباريين العرب للغة الأصلية والقصيدة الأولى، فألف في هذا الموضوع «لسان آدم» إضافة إلى دراسات أخرى في السير القديمة وفي أدب المناقب.
إثر ذلك، تم بث شريط قصير عن الروائي والناقد المغربي الحاصل على درجة الدكتوراه من جامعة السوربون الجديدة في موضوع «السرد والأنساق الثقافية في مقامات الهمداني والحريري» عام 1982 .
وعبد الفتاح كيليطو كاتب مغربي صدرت له العديد من الكتب والمؤلفات باللغتين العربية والفرنسية، وكتب أيضا في مجلات مثل الدراسات الإسلامية. وألقى العديد من المحاضرات، وشارك في لقاءات ثقافية في المغرب وخارجه، وقام بالتدريس كأستاذ زائر بعدة جامعات أوروبية وأمريكية من بينها جامعة بوردو، والسوربون الجديدة، وكوليج دو فرانس، جامعة پرنستون، وجامعة هارڤرد.
تجدر الإشارة إلى أن أمانة الجائزة أعلنت عن الفائزين بالدورة الخامسة والأربعين، إذ منحت جائزة خدمة الإسلام، بالاشتراك للكوري تشوي يونج كيل، والإماراتي الشيخ ناصر عبدالله الزعابي، ومنحت جائزة الدراسات الإسلامية للبريطاني روبرت هيلينبراند، بينما جرى منح المغربي عبد الفتاح كيليطو جائزة اللغة العربية والأدب.
أما جائزة الطب، فمنحت مناصفة للأمريكي دان هون بوروك، والبريطانية ساره كاثرين غيلبيرت، فيما فاز بجائزة العلوم الأمريكية جاكي يي-رو ينغ، والأمريكي تشاد ألكساندر ميركن بالاشتراك بينهما.
ويبلغ إجمالي جوائز الفروع الخمسة للجائزة، التي انطلقت جائزة الملك فيصل عام 1979، وفاز بها أكثر من 290 عالما، ينتمون إلى 45 دولة، مليون دولار أمريكي، وتمنح سنويا لنخبة من العلماء والمفكرين والأدباء الذين قدموا إسهامات علمية جليلة خدمة للإنسانية، وتتمثل هذه الفروع في الطب، والعلوم، والدراسات الإسلامية، واللغة العربية والأدب، إضافة إلى خدمة الإسلام.