ساهم قبل وفاته بأيام قليلة بلوحات لدعم الأيتام كما وهب مجموعة من أعماله لمتحف الفن المعاصر بالرباط وأنجز سلسلة من الأفلام الوثائقية القصيرة بكاميرا 16 ملم تحت عنوان “المغرب ورساموه” في الفترة ما بين 1982و1984…
بيت الفن
فقد الفن التشكيلي المغربي صباح أمس الثلاثاء رائدا من رواده ويتعلق الأمر بالفنان التشكيلي كريم بناني، الذي غادر الحياة بمنزله بالرباط عن عمر ناهز 87 سنة بعد مسار فني حافل تجاوز 60 سنة.
وقال النقد أحمد سيجلماسي إن الراحل، الذي ولد يوم 2 يناير 1936 بمدينة فاس، حيث تأثر في صباه بأشكال وألوان الزرابي المغربية التي كانت بالنسبة له، كما يقول هو نفسه ملهمه الأول. لذلك فاهتمام بناني بالفن لم يكن اختيارا أملته عليه ظروف الحياة، مثلما يختار أي منا مهنة مستقبلية بعد استكمال التعليم. إنه بالأحرى مهارة طبيعية، هبة انكشفت لديه منذ نعومة أظافره
وأبرز سيجلماسي أن الراحل كان له اهتمام بالسينما، حيث سبق له أن أنجز سلسلة من الأفلام الوثائقية القصيرة بكاميرا 16 ملم تحت عنوان “المغرب ورساموه” في الفترة 1982-1984 سلط فيها الضوء على تجارب المحجوبي أحرضان وحسن السلاوي وميلود الأبيض وفاطمة حسن والمكي مغارة، مشيرا إلى فيلم الأخير حول المكي مغارة فاز بجائزة أحسن تصوير بكاميرا عبد المجيد الرشيش سنة 1984 في الدورة الثانية للمهرجان الوطني للفيلم بالدار البيضاء.
من جانبه قال رئيس النقابة المغربية للفنون التشكيلية والفوتوغرافيا، عفيف بناني، في نعيه للراحل إن بناني من بين مؤسسي التشكيل الحداثي بالمغرب، اشتغل في المجال لمدة تزيد عن نصف قرن من أجل نهضة فنية حقيقية في المملكة، راكم خلالها تجربة طويلة أنتج خلالها أزيد من 2000عمل بين لوحات تشكيلية وأعمال نحتية، كما نظم أكثر من 60 تظاهر فنية في جميع أنحاء العالم.
وكشف بناني أن الراحل ساهم قبل وفاته بأيام قليلة (30 دجنبر 2022) بلوحات بيعت في مزاد تم تخصيصه لدعم الأطفال المتمدرسين (اليتامي وأطفال الأسر المعوزة)، الذين يقطنون في المداشر البعيدة بجماعة دوار صهيب تمصلوحت بمراكش.
كما وهب الراحل مجموعة من أعماله التي أنجزها مابين 1955 و2008 لمتحف الفن المعاصر بالرباط، كتعبير عن وطنيته وإشارة واضحة تجسد مثالية الفنان وكرمه. وحينها قال “أنا لا أريد تبخيس تاريخ فني حافل من أجل المال، وفضلت منحها إلى وزارة الثقافة، لقد أردت إهداءها إلى جمهوري وإلى المغرب”.