سيرك الحيوانات المتوهمة حقيبة مونولوغات سردية مينيمالية ورسومات تخطيطية…
بيت الفن
أعلنت لجنة تحكيم جائزة الملتقى للقصة القصيرة العربية عن بلوغ خمسة مبدعين عرب القائمة القصيرة لنسختها الخامسة، من بينهم الكاتب المغربي أنيس الرافعي.
وذكرت إدارة الجائزة، التي ترعاها جامعة “الشرق الأوسط الأمريكية” بالكويت، أن الكاتب أنيس الرافعي بلغ القائمة القصيرة عن مجموعته “سيرك الحيوانات المتوهمة”، مشيرة في بيان لها أن لجنة التحكيم، التي ترأسها عبدالله إبراهيم، وتشكلت من عبد القادر فيدوح، وخالد عبداللطيف رمضان، وعادل ضرغام، ومريم خلفان السويدي، راعت في اختيارها للمجموعات القصصية خصوصية النوع السردي للقصة القصيرة منها جدية الموضوع، والتخيلات، والأفكار، وكيفية المعالجة السردية، وبناء الشخصيات والأحداث وحبكها، وكفاءة الأسلوب، وسلامة اللغة، وإجادة الحوار، وبراعة السبك اللغوي الذي يصهر عناصر القصة في خطاب متماسك.
وأشارت إلى أن القائمة القصيرة ضمت خمسة أعمال قصصية هي “سيرك الحيوانات المتوهمة” لأنيس الرافعي من المغرب، و”مدينة المرايا” للأزهر الزناد من تونس، و”فالس الغراب” ليوسف ضمرة من الأردن، و”النمر الذي يدعي أنه بورخس” لضياء جبيلي من العراق، و”في مديح الكائنات” لمحمد رفيع من مصر.
وأكدت أن جامعة الشرق الأوسط الأمريكية بصدد وضع اللمسات الأخيرة على إعداد وترتيب احتفالية الجائزة التي ستقام خلال الأسبوع الأول من شهر فبراير 2023، يتخللها برنامج ثقافي عربي وعالمي بمشاركة كوكبة من الشخصيات المبدعة والمثقفة العربية والعالمية، حيث ستعقد لجنة التحكيم اجتماعها الأخير لهذه الدورة، ومن ثمة ستعلن عن الفائز بالجائزة.
وسيحصل الفائز على جائزة بقيمة 20 ألف دولار أمريكي مع درع وشهادة. وسيمنح كل من كتاب القائمة القصيرة الأربعة جائزة بقيمة 5 آلاف دولار أمريكي مع درع وشهادة أيضا.
وكانت جائزة الملتقى للقصة القصيرة العربية قد أعلنت في أكتوبر الماضي عن القائمة الطويلة لنسختها الخامسة، التي ضمت عشرة أعمال من ضمن 241 عملا قصصيا لمبدعين من عدة بلدان عربية والعالم، من بينهم المغربي أنيس الرافعي.
وأنيس الرافعي، قاص مغربي، ولد بالدار البيضاء عام 1976، خريج كلية الآداب والعلوم الإنسانية، تخصص في اللسانيات والنقد الأدبي الحديث، وهو واحد من أهم ن س اك القصة القصيرة في المغرب وفي العالم العربي. تم اختياره كواحد من سبعة كتاب متميزين للمشاركة في الدورة الثانية لإدارة الجائزة العالمية للرواية العربية البوكر العربية.
أما “سيرك الحيوانات المتوهمة” فصدرت سنة 2021 عن دار “خطوط وظلال” الأردنية وهي عبارة عن “حقيبة مونولوغات سردية مينيمالية ورسومات تخطيطية” أنجز شقها الفني باقتدار المبدع الأردني محمد العامري.
يقع المؤلف في 186 صفحة من الحجم الصغير، إذ يستهل بخطاب حراسة نظري، يحمل يافطة “تذاكر مجانية للدخول إلى السيرك”، هو عبارة عن خليط معرفي متعدد الأطياف من الشذرات، والتأملات، والخواطر، والأحلام، والهوامش، والهلاوس، والقصيصات، والخطابات الموازية، التي يبلغ عددها تحديدا 120 مقطعا.
ومباشرة بعد خطاب الحراسة، المؤطر لمرجعيات وتقاطعات هذه التجربة الجمالية المغايرة على صعيد المعمار والمتخيل، يأتي قسم “الحيوانات حسب ترتيب دخولها إلى خيمة السيرك”، قوامه 30 حكاية عن 30 حيوانا متوحشا أو مستأنسا، ضمن قوالب متخيلة ذات طابع عجائبي أو سريالي أو واقعي، تقع في المنطقة البرزخية الملتبسة بين المرئي واللامرئي، وبين الظاهر والمتواري، أو بين الأصل الثابت والظلال المراوغة، تماما كما لو كنا أمام نسخة معاصرة ومعدلة جينيا من “كليلة ودمنة”، أو في مواجهة مشاهد قوطية مهربة من أحد أفلام المخرج الأمريكي “تيم بيرتون”.
لتختتم الحقيبة بقفل على شاكلة مأثورة فنتازية، تمت تسميتها بـ”كيف يمكن إغلاق السيرك؟”. السيرك الكرنفالي والرمزي ذاته، الذي يعج بالكثير من المحكيات الطريفة والأليغورية، على منوال ديربي الحيوانات الجميلة والحيوانات القبيحة، الهيئة الدولية للدفاع عن حقوق الحيوانات ضحايا الأدب العالمي، المؤتمر الكوني لمبتكري الحيوانات الخرافية، قاعة ألعاب تصادم الحيوانات الضارية، والرابطة السرية للرفق بالحيوانات اللامرئية.
وعلى ظهر الغلاف الرابع نقرأ كلمة للناشر جاء فيها ”أما بعد ، فهذا عمل خلاسي مختلف، وعلى غير مثال سابق في المقترح الجمالي والصنعة الكتابية، كأنه سيرك فسيفسائي على هيئة كتاب حكائي، أو بالأحرى كأنه كتاب قابل للتركيب والتفكيك في سمت سيرك للحيوانات المتقنعة المتشبهة بالإنسان.
حقيبة سحرية مليئة حد الطفحان بالمنولوجات، والحيوانات، والرسومات، والسرود، والأساطير، والشذرات، والتأملات، والخواطر، والأحلام، والهوامش، والقصيصات، والسخرية، والمغازي، والمتناصات، والاسترجاعات الفلسفية، والخطابات الموازية، والمرجعيات الثقافية الموسوعية.
إنها بالتأكيد التذاكر المجانية، التي يقدمها كل من القاص أنيس الرافعي والفنان محمد العامري لجمهرة المتلقين من أجل الولوج إلى خيمة هذا السيرك الجهنمي، الذي لا يضاهيه أي سيرك في الكون جنونا وعبثا ووهما وعدمية وعجائبية وتجريبية. موضوعة “السيرك الخيالي”، التي تأخذ في هذا الكتاب / “البرفورمونس” شكل استعارة كبرى للحياة والوجود والواقع وما بعد الواقع وما وراء النص. هناك، حيث ثمة سارد يختلق الحيوان، وفنان يروضه بالألوان، حيث ثمة تشاكل مباطن وتفاعل متخارج بين الأيقونة والأدب ، ليس في حاجة البتة إلى مرجع إحالي غير ذاته، شأن محارة صدفية ملمومة على نفسها وعزلتها فوق صخرة، في حل من صخب الشاطئ أو هدير الموج . أيها القارئ ، رجاء ادخل إلى السيرك بثقة ، فلن يلتهمك أي أحد”.