أنيس الرافعي

تتويج أنيس الرافعي بجائزة الملتقى للقصة العربية القصيرة

بعد منافسة محتدمة بين خمس مجموعات قصصية بلغت القائمة القصيرة للجائزة في يناير المنصرم لمؤلفين من تونس ومصر والأردن والعراق، وحصل كل منهم حينها على مبلغ خمسة آلاف دولار…

بيت الفن

توج الكاتب المغربي أنيس الرافعي بجائزة الملتقى للقصة القصيرة العربية في دورتها الخامسة عن مجموعته القصصية “سيرك الحيوانات المتوهمة”، التي صدرت عن دار خطوط وظلال للنشر والتوزيع.

ونال الرافعي الجائزة، التي ينظمها الملتقى الثقافي في الكويت وترعاها جامعة الشرق الأوسط الأمريكية، وتبلغ قيمتها 20 ألف دولار، بعد منافسة محتدمة بين خمس مجموعات قصصية بلغت القائمة القصيرة للجائزة في يناير المنصرم لمؤلفين من تونس ومصر والأردن والعراق، وحصل كل منهم حينها على مبلغ خمسة آلاف دولار.

وضمت القائمة القصيرة “سيرك الحيوانات المتوهمة” لأنيس الرافعي من المغرب، و”مدينة المرايا” للأزهر الزناد من تونس، و”فالس الغراب” ليوسف ضمرة من الأردن، و”النمر الذي يدعي أنه بورخس” لضياء جبيلي من العراق، و”في مديح الكائنات” لمحمد رفيع من مصر.

وقال الرافعي، عقب تسلمه الجائزة، في حفل نظمته جامعة الشرق الأوسط الأمريكية بالكويت “رسالتي إلى كل الكتاب أن يؤمنوا بمشاريعهم الإبداعية، وأن تكون كتاباتهم استعارة للتعبير عن العالم والوجود”.

وأضاف “في هذا الكتاب، أردت أن أجد استعارتي الخاصة، كما يفعل الكتاب العالميون، أن أجد صورة للحياة والوجود في سيرك مقلوبة فيه الأدوار بين الإنسان والحيوان، هذا السيرك ينتهي بحريق كبير يخلف الكثير من الرماد، لكن بعد ذلك يأتي تجار الرماد ليعيدوا بيع هذا الرفات”.

وتابع “شرف كبير أن أفوز بهذه الجائزة التي اعتبرها جائزة عالمية، يشارك فيها الكثير من الكتاب المهمين والأساسيين في خريطة السرد العربي”.

وتعد الجائزة التي تأسست عام 2015 من أبرز الجوائز في هذا الفرع، وقد فاز في دورتها الأولى عام 2016 الكاتب الفلسطيني مازن معروف بينما ذهبت الجائزة في الدورة السابقة عام 2020 لمواطنته شيخة حليوي.

أما أنيس الرافعي، فقاص مغربي، ولد بالدارالبيضاء عام 1976، خريج كلية الآداب والعلوم الإنسانية، تخصص في اللسانيات والنقد الأدبي الحديث، وهو واحد من أهم نساك القصة القصيرة في المغرب وفي العالم العربي. تم اختياره كواحد من سبعة كتاب متميزين للمشاركة في الدورة الثانية لإدارة الجائزة العالمية للرواية العربية البوكر العربية.

وصدرت “سيرك الحيوانات المتوهمة” سنة 2021 عن دار “خطوط وظلال” الأردنية وهي عبارة عن “حقيبة مونولوغات سردية مينيمالية ورسومات تخطيطية” أنجز شقها الفني باقتدار المبدع الأردني محمد العامري.

يقع المؤلف في 186 صفحة من الحجم الصغير، إذ يستهل بخطاب حراسة نظري، يحمل يافطة “تذاكر مجانية للدخول إلى السيرك”، هو عبارة عن خليط معرفي متعدد الأطياف من الشذرات، والتأملات، والخواطر، والأحلام، والهوامش، والهلاوس، والقصيصات، والخطابات الموازية، التي يبلغ عددها تحديدا 120 مقطعا.

ومباشرة بعد خطاب الحراسة، المؤطر لمرجعيات وتقاطعات هذه التجربة الجمالية المغايرة على صعيد المعمار والمتخيل، يأتي قسم «الحيوانات حسب ترتيب دخولها إلى خيمة السيرك»، قوامه 30 حكاية عن 30 حيوانا متوحشا أو مستأنسا، ضمن قوالب متخيلة ذات طابع عجائبي أو سريالي أو واقعي، تقع في المنطقة البرزخية الملتبسة بين المرئي واللامرئي، وبين الظاهر والمتواري، أو بين الأصل الثابت والظلال المراوغة، تماما كما لو كنا أمام نسخة معاصرة ومعدلة جينيا من «كليلة ودمنة»، أو في مواجهة مشاهد قوطية مهربة من أحد أفلام المخرج الأمريكي «تيم بيرتون».

لتختتم الحقيبة بقفل على شاكلة مأثورة فنتازية، تمت تسميتها ب «كيف يمكن إغلاق السيرك؟». السيرك الكرنفالي والرمزي ذاته، الذي يعج بالكثير من المحكيات الطريفة والأليغورية، على منوال ديربي الحيوانات الجميلة والحيوانات القبيحة، الهيئة الدولية للدفاع عن حقوق الحيوانات ضحايا الأدب العالمي، المؤتمر الكوني لمبتكري الحيوانات الخرافية، قاعة ألعاب تصادم الحيوانات الضارية، والرابطة السرية للرفق بالحيوانات اللامرئية. وعلى ظهر الغلاف الرابع نقرأ كلمة للناشر جاء فيها ” أما بعد ، فهذا عمل خلاسي مختلف، وعلى غير مثال سابق في المقترح الجمالي والصنعة الكتابية، كأنه سيرك فسيفسائي على هيئة كتاب حكائي، أو بالأحرى كأنه كتاب قابل للتركيب والتفكيك في سمت سيرك للحيوانات المتقنعة المتشبهة بالإنسان.

حقيبة سحرية مليئة حد الطفحان بالمنولوجات، والحيوانات، والرسومات، والسرود، والأساطير، والشذرات، والتأملات، والخواطر، والأحلام، والهوامش، والقصيصات، والسخرية، والمغازي، والمتناصات، والاسترجاعات الفلسفية، والخطابات الموازية، والمرجعيات الثقافية الموسوعية.

إنها بالتأكيد التذاكر المجانية، التي يقدمها كل من القاص أنيس الرافعي والفنان محمد العامري لجمهرة المتلقين من أجل الولوج إلى خيمة هذا السيرك الجهنمي، الذي لا يضاهيه أي سيرك في الكون جنونا وعبثا ووهما وعدمية وعجائبية وتجريبية. موضوعة «السيرك الخيالي»، التي تأخذ في هذا الكتاب / “البرفورمونس” شكل استعارة كبرى للحياة والوجود والواقع وما بعد الواقع وما وراء النص.

هناك، حيث ثمة سارد يختلق الحيوان، وفنان يروضه بالألوان، حيث ثمة تشاكل مباطن وتفاعل متخارج بين الأيقونة والأدب، ليس في حاجة البتة إلى مرجع إحالي غير ذاته، شأن محارة صدفية ملمومة على نفسها وعزلتها فوق صخرة، في حل من صخب الشاطئ أو هدير الموج . أيها القارئ، رجاء ادخل إلى السيرك بثقة، فلن يلتهمك أي أحد».

عن بيت الفن

شاهد أيضاً

بيت الشعر في المغرب يفتح بابه للسينما والمسرح والقصة

ينظم بيت الشعر في المغرب تظاهرة ثقافية وفنية، عن بعد، تحت مسمى "أنا والشعر" أيام 18...