بحضور نخبة من كبار الفنانين التشكيليين مثل الحسين طلال وعبد الله الحريري..
بيت الفن
تحت عنوان «التجريد الإفريقي» يحتضن رواق Chez l›artiste بالدارالبيضاء، حتى متم دجنبر الجاري، الأعمال الجديدة للفنانة التشكيلية أسماء رشدي.
واختارت رشدي تقديم 20 لوحة لنساء إفريقيات وأعمال تجريبية بألوان القارة السمراء، بحضور نخبة من كبار الفنانين التشكيليين المغاربة من بينهم الحسين طلال وعبد الله الحريري..
وبهذا الفعل الجمالي كرمت نساء إفريقيا جنوب الصحراء مسلطة الضوء بالريشة والألوان على جمال النساء الإفريقيات الخام.
وأفادت أسماء رشدي أن معرضها الفردي المنظم إلى متم نهاية العام الجاري يعد ثمرة عدد من السنوات وهي تشتغل وتبحث حول المرأة الإفريقية، وهذا ما يفسر عنوان المعرض الذي حمل تيمة «التجريد الإفريقي»، حيث قامت بجولة حول بلدان جنوب الصحراء من أجل الاطلاع على مختلف الحساسيات الثقافية والدينية التي تستلهم منها أفكارها وتيمات وعناوين معارضها الممتدة عبر جغرافيات العالم.
ويرى نقاد جماليون أن الفنانة التشكيلية أسماء رشدي سجلت انطباعاتها حول رحلة قادتها إلى أدغال إفريقيا، قاربت فيها ثقافة ونمط حياة الأفارقة من خلال مقابلة السكان الأصليين واكتشاف الحساسيات الثقافية والدينية المختلفة لشعوب هذا الجزء من القارة الإفريقية.
كانت هذه الرحلة المثمرة للغاية بمثابة مصدر إلهام لأعمالها التشكيلية التي انفتح عليها جمهور رواق Chez l›artiste بالدارالبيضاء. فبالنسبة لأسماء فـ»جسد الأنثى الإفريقية هو موضوع التضحية الأبوية».
عن أجساد هؤلاء الإفريقيات تقول رشدي «أحاول أن أدرج مقترحات شخصية وجماعية على حد سواء، وفقا لتجاربهن المعيشية»، وبالإضافة إلى صور هؤلاء النساء الإفريقيات تكشف الفنانة من خلال هذه المجموعة الفنية عن سلسلة من اللوحات التي أنجزتها بألوان إفريقيا.
تظل أعمال رشدي وفية لواقع الأشكال، كأنها قصيدة شعر استوت على نار هادئة. مقترب فني يمزج بين أصالة وعراقة المعيش اليومي ونمط حياة ثقافي وإنساني بليغ لهؤلاء النساء الإفريقيات اللواتي عبرن عن كامل إنسانيتهن وهن يبدين كل الانفتاح على الزائر والحديث معه عن واقع إفريقيا، التي ترحب بكل اختلاف.
في العرف الجمالي تشكل لوحات الفنانة أسماء رشدي لحظات من المتعة وأداة لتوصل رؤيتها للآخرين. إنها طريقة وأسلوب فني لجلب اللامرئي إلى المرئي، والتركيز على غير الواقعي ليصير واقعيا. إنها أيضا بكل يقين دعوة مفتوحة إلى نقل شعر الحياة والحلم وتغيير الناظر والمنظور. استطاعت أسماء أن تخلص لأسلوب فني منذ نعومة أظافرها، وهي تنمو وتترعرع بمدينة مراكش الحمراء. مدينة النور والألوان التي سكنتها وهي طفلة صغيرة.. انتقلت أسماء إلى بلجيكا لمتابعة دراستها العليا، ما خول لها أن تكتشف مجموعة من الأروقة والأوراش الفنية، وعادت إلى المغرب واشتغلت بـ»الخطوط الملكية المغربية»، وكانت فرصة للتنقل ببن الدول والمشاركة في كثير من الأوراش الفنية إلى جانب الاستفادة من مجموعة من التكوينات، فضلا عن زيارة المتاحف والمعارض في ملتقيات عالمية.
بعد مغادرتها العمل، دخلت مرحلة الشغف باللون والفرشاة، وهكذا أقامت مجموعة من المعارض على امتداد بلدان العالم. وأسماء رشدي فنانة عالمية، افتتنت بألوان القارة الإفريقية، وخلصت لتجربة وأسلوب خاصين، وحدها تعرف أسرارهما، كما تنشد في أعمالها الفنية أحلام وثقافة نساء إفريقيا.
المعرض الفردي المنظم إلى متم نهاية العام الجاري يعد ثمرة سنوات من العمل والبحث حول المرأة الإفريقية.