فيلم سينمائي مغربي يحتفي بالفن النبيل (الملاكمة)
بيت الفن
شرعت القاعات السينمائية المغربية في عرض فيلم «اللكمة» أول تجربة سينمائية للمخرج محمد أمين مونة.
وجرى تقديم العرض ما قبل للفيلم في أجواء احتفائية طبعتها ثقافة الاعتراف، إذ تم الاحتفاء بروحي الملاكم الراحل حمزة أيت موسى، ومنتج الفيلم يونس آية الله، وتكريم الممثل محمد مفتاح، ومجموعة من رواد رياضة الملاكمة في المغرب منهم علي أيت عبو، والحسن مغفور، ومحمد بنبراهيم.
وقال المخرج محمد أمين مونة، إن الفيلم يتحدث عن الأمل ويدعو إلى التشبث بالحلم مهما كان، مشيدا بأداء الممثلين وبكل من ساهم في إنجاز هذا الفيلم السينمائي.
وأضاف أن كل مخرج يكتسب خبرة من فيلم إلى آخر وتتطور معه أدوات اشتغاله، معربا عن رغبته في تقديم أعمال سينمائية جديدة تكون دائما في مستوى تطلعات الجمهور. من جهته أكد بطل الفيلم ربيع اكليم وهو نفسه كاتب السيناريو أنه بصدد العمل على جزء ثاني من «اللكمة»، لما حققه الفيلم من نجاح في المهرجانات التي شارك فيها.
وتدور أحداث الفيلم، حول رياضة (الملاكمة)، من خلال (ربيع) شاب عاطل عن العمل، ينتمي لأسرة فقيرة، فقدت معيلها في حادثة سير. يتعرض ربيع لكافة أنواع الاستفزاز والسخرية من شقيقه الأكبر ومن والدته التي لا تتردد في تذكيره بأنه كان السبب في موت والده.
إحساس ربيع بالتهميش يولد لديه العنف تجاه أي شخص يحاول استفزازه، ومع توالي الأحداث تفقد الأسرة مسكنها، وتنتقل إلى مسكن أقل مستوى، حيث يلتقي (ربيع) ب(مصطفى)، بطل سابق في الملاكمة لم يتمكن من إكمال مشواره الرياضي، لكنه يرى في (ربيع) بطل المستقبل. فهل سينجح (ربيع) في تجاوز مشاكله والوصول إلى الحلم الذي رسمه له مصطفى؟
وبشهادة الجمهور والنقاد على حد سواء، فإن «اللكمة» فيلم جماهيري يتوفر على كل مقومات النجاح في القاعات السينمائية، لا من حيث الموضوع، الذي يعتبر جديدا في السينما المغربية التي تفتقر لهذا النوع من الأفلام (الرياضية)، وكذلك الأداء المقنع للممثلين، خصوصا بطل الفيلم ربيع الذي اعتبره البعض مكسبا للسينما المغربية، كما سجل الفيلم تألق الممثل طارق البخاري، والممثل سعيد باي، وكذلك الممثلة ساندية تاج الدين، فضلا عن أن مخرج الفيلم متمكن من أدواته.
وقال الناقد والمخرج السينمائي عبد الإله الجوهري، إن «فيلم اللكمة يؤكد أن محمد أمين مونة، قادم بقوة، كمخرج واع بما يصنع، من خلال سينما منتصرة للجدة والجودة الهادفة، من حيث أبعادها التقنية والفنية، دون قطع الصلة بالجمهور الواسع، حيث الفرجة المؤسسة على مواضيع اجتماعية منتزعة من قلب الواقع المغربي..».
الفيلم من بطولة ربيع اكليم، الذي كتب أيضا السيناريو، وساندية تاج الدين، ونعيمة إلياس، وطارق البخاري، وسعيد باي، وعبد السلام بوحسيني إلى جانب فنانين آخرين.
يشار إلى أن الفيلم حصد جائزة (نور الشريف) لأحسن فيلم عربي، وجائزة (عمر الشريف) لأفضل ممثل من الدورة الـ36 من مهرجان البحر الأبيض المتوسط بالإسكندرية. كما نال جائزة لجنة التحكيم الخاصة وجائزتي المونتاج، والموسيقى في الدورة ال21 للمهرجان الوطني للفيلم بطنجة.