أفلام تناولت في مجملها مشاكل اجتماعية راهنة
بيت لفن
ثلاثة أشهر تفصل عشاق السينما عن أكبر حدث سينمائي عالمي، ويتعلق الأمر بحفل توزيع جوائز الأوسكار، الذي يواجه تحديا عاما تلو الآخر بسبب تأثير فيروس كورونا على الإنتاج السينمائي العالمي. وكعادتها رشحت الدول العربية الأفلام التي ستمثلها في منافسات الجائزة الأشهر في العالم.
المغرب ..”علي صوتك”
كان المغرب من أوائل الدول العربية التي رشحت فيلمها للمنافسة على جائزة الأوسكار، واختارت فيلم “علي صوتك” لنبيل عيوش.
ويرصد فيلم “علي صوتك”، الذي يعرض في القاعات السينمائية المغربية منذ بداية شهر نونبر الجاري، رحلة التحرر عبر موسيقى الهيب هوب، من خلال تسليط الضوء على أحد الأحياء الشعبية بالدارالبيضاء، حي سيدي مومن، الذي أسس فيه المخرج مركزا ثقافيا، في محاولة منه ومن مجموعة من الناشطين الثقافيين والفنيين بالمدينة لانتشال شبابها من مخالب الإرهاب والتطرف، خاصة بعد الأحداث الإرهابية لـ 16 ماي 2003.
ويتناول الفيلم قصة مغني راب سابق يعين معلما في مركز لتنمية المواهب بأحد الأحياء الشعبية في الدار البيضاء، حيث يلتقي بمجموعة من المراهقين الذين يعيشون ظروفا اقتصادية صعبة مع تشتت أفكارهم غير الناضجة، لكنهم بمساعدة المعلم الجديد يحاولون التعبير عن أنفسهم بموسيقى الهيب هوب وتحدي مشاكلهم الاجتماعية بشكل مختلف.
وعن فكرة إنجاز “علي صوتك”، أكد عيوش، أنه تأثر بظروف مجموعة من المواهب من خلال زياراته المتكررة إلى المركز، وآمن بمواهبهم، وأعجب بفكرة تشجيع شابات وشباب على تحويل مشاعر “الغضب” و”الحكرة” التي تراودهم أحيانا إلى أشياء إيجابية، وقال، “كنت أحضر معهم بعض الدروس، وأراقب بعض عروضهم على الخشبة، استفسرت عن دوافع ما يكتبونه من كلمات قاسية وحادة، ففتح كل منهم قلبه ليتحدث عن حياته الخاصة، معاناته وانتظاراته من المستقبل، فلمسني صدقهم وآلمتني ظروفهم، وخرجت من لقاءاتي معهم بشعور أن فيلمي المقبل سيكون عن هذه الفئة”.
وبدوره اعتبر أنس البسبوسي بطل الفيلم، أن “علي صوتك” يتحدث عن حرية التعبير، وهو ما تعمده نبيل عيوش في التعامل مع أبطال هذا العمل السينمائي، إذ استعان كثيرا بأفكار المواهب الشابة حول مواضيع طرحها للنقاش بطريقة متحضرة في إطار قصة متخيلة، وأضاف، “كانت للحوارات العفوية مساحة مهمة في العمل، وهو الأمر الذي كان مستحبا، وشكل نقطة قوة في الفيلم، علما أن فن الراب يعتمد بالأساس على الارتجالية في إنجاز مجموعة من الأعمال الفنية”.
تونس.. “فرططو الذهب”
أما تونس فاختارت فيلم “فرططو الذهب” للمخرج عبدالحميد بوشناق، والذي تدور أحداثه حول “معز” الشرطي الثلاثيني صاحب الماضي الدموي قبل أن يلتقي بصبي صغير وينطلق معه في رحلة فانتازية مفعمة بالحنين والتذكر.
الجزائر.. “هليوبوليس”
ورشحت الجزائر فيلم “هليوبوليس” لجعفر قاسم للمنافسة على جائزة الأوسكار، وهو من بطولة عزيز بوكروني ومهدي رمضاني وفضيل عسول وعدد من الممثلين الفرنسيين. وتدور أحداثه في حقبة الأربعينيات من القرن العشرين ببلدة هليوبوليس بمحافظة قالمة (شمال شرق الجزائر) وما تعرضت له هذه البلدة من مآس على يد الاستعمار الفرنسي.
مصر.. “سعاد”
واستقرت لجنة اختيار الفيلم المصري المرشح لأوسكار أفضل فيلم أجنبي على “سعاد” للمخرجة أيتن أمين، وتدور أحداثه حول الفروق بين هوية الإنسان في الحياة الواقعية ووسائل التواصل الاجتماعي من خلال شخصيته الرئيسية “سعاد” الشابة التي تبلغ من العمر تسعة عشر عاما والتي تعيش حياة مزدوجة.
وتظل “سعاد” محافظة ومحجبة بين أسرتها ومجتمعها، ومهووسة بصورتها على وسائل التواصل الاجتماعي، مما يجعلها تكذب باستمرار بشأن حياتها الشخصية، وتعرض صورا تتمنى من خلالها حياة مرغوبة مختلفة، ويتم سحق طموحاتها ببطء من خلال غزو واقعها الحقيقي. وفي الأثناء أدت سلسلة من الحوادث الصغيرة إلى حدث مأسوي، جعل “رباب”، أختها الصغيرة البالغة من العمر ثلاثة عشر ربيعا، تنطلق في رحلة حقيقية للبحث عن إجابات.
الأردن ..“أميرة”
أما الأردن فوقع اختياره على فيلم “أميرة” للمخرج المصري محمد دياب، وهو الفيلم الذي عُرض عالميا للمرة الأولى في مهرجان فينيسيا 2021، حيث فاز بثلاث جوائز، وهي: لانترينا ماجيكا وإنترفيلم وجائزة إنريكو فوتشينوني.
ويدور الفيلم حول “أميرة” المراهقة المفعمة بالحياة، والتي كبرت معتقدة أنها جاءت إلى الدنيا بواسطة تهريب السائل المنوي لأبيها السجين، إلى أن يتزعزع حسها بالهوية عندما يحاول والدها تكرار تجربة الإنجاب، فتكتشف مفاجأة تقلب مجرى الأحداث، وتتسبب في زعزعة أواصر مجتمعها وظهور الخلافات بين أفراد أسرتها، لذلك تبدأ رحلتها لاكتشاف وإنقاذ ما تبقى من هويتها في الوقت الذي يتداعى فيه عالمها.
ويضم فريق عمل فيلم “أميرة” عددا كبيرا من النجوم العرب، في مقدمتهم صبا مبارك وعلي سليمان، والممثلة الشابة تارا عبود التي يقدمها الفيلم للمرة الأولى سينمائيا في دور أميرة، مع قيس ناشف ووليد زعيتر، وهو من مونتاج أحمد حافظ الذي سبق له التعاون مع دياب في فيلم “اشتباك”، ومن تأليف الثلاثي محمد وخالد وشيرين دياب.
لبنان ..“كوستا برافا”
ووقع اختيار لبنان على فيلم “كوستا برافا” للمخرجة مونيا عقل، وهو الفيلم الذي فاز بجائزتين في مهرجان الجونة السينمائي، وجوائز أخرى من مهرجانات عالمية مثل فينيسيا وتورنتو ولندن ومونبيليه وغيرها.
ويتناول الفيلم الروائي الطويل قصة عائلة تقرر النزوح من مدينة بيروت المهدورة كرامتها والتي لم تعد آمنة لناسها لتعيش باكتفاء ذاتي في الجبل، بأسلوب تحترم فيه البيئة وتتوالى الأحداث بعدما يتم إنشاء مكب للنفايات قرب منزلهم.
السعودية ..“حد الطار”
أما السعودية فوقع اختيارها على فيلم “حد الطار” للمخرج السعودي عبدالعزيز الشلاحي، والذي تدور أحداثه حول “دايل” ابن السياف، الذي يرفض أن يرث مهنة والده، لينفذ أحكام القتل أو الحرابة بالسيف في حق من صدرت بحقهم الأحكام الشرعية، ويقع في حب “شامة” ابنة مطربة الأفراح الشعبية، في صراع بين الفرح والموت.
العراق.. “أوروبا”
واختارت فيلم “أوروبا” للمخرج حيدر رشيد، وهو يروي الرحلة العسيرة للشاب العراقي العشريني “كمال” الذي يدخل أوروبا سيرا على الأقدام عبر الحدود بين تركيا وبلغاريا، على طول ما يسمى بـ”طريق البلقان” حيث تقبض عليه شرطة الحدود البلغارية، لكنه يتمكن من الهرب، باحثا عن طريق للخلاص عبر غابة لا نهاية لها وفي عالم سفلي دونما قواعد وقوانين؛ ليعيش رحلة متشعبة يُكافح خلالها بقوة من أجل الحرية والخلاص.
فلسطين.. “الغريب”
أما فلسطين فوقع اختيارها على فيلم “الغريب” للمخرج أمير فخرالدين لتمثيلها في مسابقة الأوسكار، وعرض الفيلم عالميا للمرة الأولى في مهرجان فينيسيا السينمائي وحصل على جائزة “إيديبو ري” لأفضل فيلم.
وافتتح الروائي الطويل في الثالث من نونبر الجاري الدورة الثامنة من مهرجان أيام فلسطين السينمائية، كما من المقرر أن يشارك في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، وضمن أسبوع النقاد الدولي خلال الفترة ما بين السادس والعشرين من نوفمبر الجاري والسادس من دجنبر المقبل.
ويتم مبدئيا ترشيح ثلاثة وتسعين فيلما من كل قارات العالم، وبعد التصفيات يقع الاختيار على خمسة عشر فيلما، ليصل منها خمسة أفلام فقط إلى القائمة القصيرة للمنافسة على لقب أفضل فيلم أجنبي.
ويقام حفل توزيع جوائز الأوسكار في نسخته الرابعة والتسعين على مسرح دولبي بلوس أنجلس في السابع والعشرين من مارس 2022.