الدورة الـ74 تحتفي بـ”المصير” في ذكرى رحيل مخرجه يوسف شاهين
بيت الفن
انطلقت فعاليات مساء الأربعاء رابع غشت 2021 الدورة الرابعة والسبعين مهرجان لوكارنو السينمائي الدولي في سويسرا، التي تتواصل حتى الرابع عشر من غشت 2021، بمشاركة 5 أفلام عربية.
ويشارك الأردن في المهرجان عبر فيلم “الحارة” للمخرج باسل غندور، فيما يحضر لبنان عبر فيلم “النهر” لغسان سهلب، وتونس بفيلم “أطياف” للمخرج مهدي هميلي، وفلسطين بفيلم “ليل” للمخرج أحمد صالح، بالإضافة إلى مشاركة قطر بفيلمها القصير “ومن ثم يحرقون البحر” للمخرج ماجد الرميحي.
يحضر في المهرجان الفيلم الأردني “الحارة” للمخرج باسل غندور، الذي يتنافس على ثلاثة جوائز ضمن قسم “بياتزا غراندي”، وهي جائزة الجمهور وجائزة فارايتي بياتزا غراندي التي تقدمها مجلة فارايتي الأميركية لمساعدة الأفلام على الانطلاق في مشوارها الدولي، وأيضا جائزة سواتش لأفضل عمل أول، إذ يعد الفيلم التجربة الإخراجية الأولى لغندور بعدما شارك في تأليف وإنتاج فيلم “ذيب” الذي ترشح لجائزة أفضل فيلم أجنبي في كل من حفل توزيع جوائز الأوسكار والبافتا، كما فاز بجائزة البافتا لأول عمل روائي أول.
ويسجل بذلك “الحارة” كأول مشاركة لفيلم أردني طويل في تاريخ المهرجان وأول فيلم عربي يشارك في قسم بياتزا غراندي منذ عام 2008 حين عرض فيلم “المصير” ليوسف شاهين تكريما لروحه.
وسيعرض الفيلم الأردني في ساحة “بياتزا غراندي” العريقة التي تتوسطها شاشة عملاقة أمام ما يقرب من ثمانية آلاف متفرج.
وتدور أحداث “الحارة”، وهو من بطولة عماد عزمي ومنذر رياحنة وميساء عبدالهادي وبركة رحماني ونادرة عمران ونديم ريماوي، في حي تحكمه النميمة والعنف في شرق العاصمة عمان، حيث يقوم شاب مخادع بالمستحيل ليكون مع حبيبته، لكن والدتها تقف عائقا أمام اكتمال قصتهما، وعندما تلتقط كاميرا شخص مبتز مقطعا مصورا لهما في وضع حميمي، تلجأ الأم في الخفاء إلى عصابة لتضع حدا لما يحدث، لكن الأمور لا تجري كما خطط لها.
ومن ضمن الأفلام العربية التي تشارك في فئة “المسابقة الدولية” (المسابقة الرسمية) للمهرجان يحضر الفيلم اللبناني “النهر” للمخرج غسان سلهب ومن بطولة الفلسطيني علي سليمان واللبنانية يمنى مروان، وهو الفيلم الثالث من ثلاثية أفلام قام بها سلهب انطلاقا من فيلم “الجبل” 2010، مرورا بفيلم “الوادي” 2014، وصولا إلى فيلم “النهر”.
ويتناول الفيلم قصة رجل وامرأة يكونان على وشك مغادرة مطعم يقع في قلب الجبال اللبنانية في يوم من أيام فصل الخريف، فيسمعان أصوات طائرات حربية تحلق على ارتفاع منخفض، فيشعران وكأن الحرب تندلع مرة أخرى.
وفي هذه اللحظة تغيب المرأة عن أنظار الرجل، فيبدأ هذا الأخير بالبحث عنها ليجدها على الجانب الآخر من الجبل، ليغرقا معا في عمق الطبيعة، تماما مثل الخيط الرفيع الذي يربطهما ببعضهما البعض.
ويشارك الفيلم التونسي “أطياف” للمخرج مهدي هميلي في مسابقة “صناع أفلام الحاضر”، وهو من بطولة عفاف بن محمود وإيهاب بويحيى وزازا وسارة الحناشي وسليم بكار، وقام بتأليف الموسيقى التصويرية أمين بوحافة.
ومسابقة “صناع أفلام الحاضر” واحدة من أهم مسابقات المهرجان، وهي مخصصة للمخرجين الصاعدين من جميع أنحاء العالم، وتركز على إنتاجاتهم الأولى.
وتشهد المسابقة عرض خمسة عشر فيلما للمرة الأولى عالميا، وتتنوع الأفلام المشاركة بين الوثائقية والروائية، حيث تتنافس على جوائز: الفهد الذهبي لأفضل فيلم، أفضل مخرج صاعد، جائزة لجنة التحكيم الخاصة، جائزة سواتش لأفضل عمل أول، جائزتا الفهد لأفضل ممثل وأفضل ممثلة.
وتدور أحداث فيلم “أطياف” حول آمال التي خرجت لتوها من السجن، وتبدأ في البحث عن ابنها المفقود مؤمن في قاع العاصمة تونس، وخلال رحلة البحث يتعين عليها أن تواجه حقيقة سقوط المجتمع التونسي.
وفي فئة “باردي دي دوماني” المخصصة لعرض الأفلام القصيرة والمتوسطة من مختلف أنحاء العالم، يشارك فيلم “ليل” من إخراج الفلسطيني أحمد صالح، والذي تشارك فلسطين في إنتاجه إلى جانب الأردن وقطر وألمانيا، وهو فيلم رسوم متحركة قصير يروي قصة أم لم يذق جفنها طعم النوم منذ اختفاء ابنها.
كما يشارك في الفئة ذاتها الفيلم القطري “ومن ثم سيحرقون البحر” للمخرج مجد الرميحي الذي يجمع ألوانا فنية شتى تتنوع ما بين الشعر والتاريخ الشعبي.
على هامش المهرجان يستضيف أسبوع النقاد فيلم “ألف حريق” للمخرج الفلسطيني – البريطاني سعيد تاجي فاروقي، وهو فيلم من إنتاج مشترك بين فلسطين وفرنسا وهولندا وسويسرا يرصد قصة الأسرة والمصير ودورات الحياة في حقول النفط المحفورة يدويا في ميانمار، وتدور أحداثه حول زوجين قاسيين ولكنهما في الآن ذاته محبان لإلحاق ابنهما بالمدرسة ومنحه مستقبلا أفضل.
لكن الصبي الذي نشأ على التلفزيون والإنترنت والمهووس بعالم المشاهير لديه أفكار أخرى، فيقرر ترك المدرسة وتحقيق حلمه في أن يصبح لاعب كرة قدم محترف.
يشعر والداه بالقلق والخوف على مستقبله فيستنجدان بعراف كي يعلمهما كيفية التعامل مع وحيدهما، فيتعلمان ببطء قبول كل من رغبات ابنهما ومصيرهما في الدورة البوذية التي لا نهاية لها من الحياة، والموت، والولادة من جديد.
وبالإضافة إلى العروض العربية الأولى التي سيقدمها المهرجان في جل مسابقاته المتنوعة، ستكون مصر حاضرة من خلال فيلم “المصير” للمخرج الراحل يوسف شاهين (الخامس والعشرين من يناير 1926 – السابع والعشرين من يوليو 2008) ضمن قسم تاريخ السينما، وذلك بعد مرور ثلاثة عشر عاما على عرضه في قسم “بياتزا غراندي” عام 2008 تكريما لروح شاهين الذي رحل في العام ذاته.
و”المصير” فيلم من إنتاج عام 1997، بطولة نور الشريف وليلى علوي ومحمود حميدة وصفية العمري ومحمد منير وخالد النبوي وهاني سلامة، تدور أحداثه في الأندلس في القرن الثاني عشر حول الفيلسوف ابن رشد الذي كان قاضي قضاة قرطبة. ويصور الصراع الذي دار بين التوجه الفكري المتمثل بابن رشد الذي ينادي بالاجتهاد وبين التوجه الفكري المتمثل بالشيخ رياض الذي يدعو إلى التمثل بالسلف، لينتهي الصراع بينهما بإحراق كتب ابن رشد.
وأبرز شاهين من خلال الفيلم الذي شارك أيضا في كتابته، أن الأفكار لا يمكن ردعها أو محاربتها مثل الجيوش، وذلك لأن للأفكار أجنحة، ويتضح ذلك في نهاية الفيلم، وهي أنه بالرغم من حرق كتب ابن رشد في الأندلس، إلا أن نسخا منها حفظت في مصر. وكتب شاهين “المصير” ردا على ما حدث لفيلمه “المهاجر” الذي منع من العرض في دور السينما المصرية في العام 1994.
ويعد مهرجان لوكارنو السينمائي أحد أعرق المحافل السينمائية العالمية حيث تأسس عام 1946، وتنطلق فعالياته سنويا في شهر أغسطس لمدة عشرة أيام بمدينة لوكارنو السويسرية، حيث يتقابل الآلاف من المحبين والعاملين في الإنتاج السينمائي.