الخزانة السينمائية المغربية

الخزانة السينمائية المغربية الموؤودة!!

عبد الإله الجوهري

النقاد المغاربة، ومعهم الكثير من المهتمين بالثقافة السينمائية الوطنية، منشغلون هذه الأيام بشكل غير مفهوم البتة بمشاكل الإنتاج، والصراع الدائر بين الإدارة وبعض السينمائيين حول تطبيق القانون من عدمه، صراع من اختصاصات، أولا وأخيرا، الغرف والنقابات المهنية، أكثر من انشغالهم بواقع الخزانة السينمائية، التي من المفروض والواجب أن تكون من صميم اهتماماتهم.

خزانة وطنية مغلقة ومتوقفة عن القيام بدورها الثقافي السينمائي منذ مدة طويلة، بل الأدهى أنه تم الإجهاز على استقلاليتها الإدارية، منذ العهد السابق، أي عهد السيد المدير الراحل، بتحويلها مجرد مصلحة بئيسة داخل المركز السينمائي، لأن وزارة المالية ووزارة الثقافة والاتصال لا تعرف دور هذه الخزانة وأهميتها، بل ترى فيها مجرد بناية ليست بحاجة لأكثر من موظف بسيط يدير شؤونها وينضبط لتعاليم السيد المدير وانتهى الكلام.

وحتى عندما اسند المدير الحالي مهمات تسييرها لسينمائية وقع ما وقع إداريا من طرف وزارة المالية، كما أن الإعلان عن مبارة لتوظيف مسؤول لها تم إجهاضه في المهد لتبقى مغلقة إلى حين الانتهاء من كل عمليات الترميم والإصلاح.

النقاش حول الخزانة وأهميتها في صون الذاكرة، مع ضرورة المطالبة باستقلاليتها عن المركز، وتعيين مدير خاص له القدرة على تسييرها وتوسيع إشعاعها، هو ما يجب أن نتناقش حوله وما يجب أن نهتم به الآن قبل فوات الأوان يا أنصار الثقافة السينمائية والذاكرة البصرية المغربية.

أنقذوا الخزانة السينمائية الوطنية، فقد ابتلعتها البيروقراطية الإدارية، ولم تجد من ينافح عنها، لأن البعض مشغول بمناصرة الأحبة والإخوة والأصدقاء، والبعض الآخر مهووس بالتطبيل لمن يمارس عليه غوايته الفنية حتى لو خرق القانون وتحدى المنطق والعقل.

اللهم إني قد بلغت…..

عن بيت الفن

شاهد أيضاً

المهرجان الوطني للفيلم يبحث آليات جديدة لتمويل قطاع السينما في المغرب

الدعم الحكومي الذي توفره الدولة من خلال المركز السينمائي لا يكفي لتغطية احتياجات المشاريع الكبرى… …