مبادرة من الناقد حمادي كيروم وثلة من السينمائيين الكبار
بيت الفن
تستعد مدينة الدارالبيضاء في الفترة من 27 إلى 31 يناير الجاري، لاحتضان الدورة الأولى للمهرجان الدولي للسينما المستقلة بالدارالبيضاء، بدعم من مؤسسات جامعية ومنظمات دولية ومهرجانات عالمية، إضافة إلى مساندة مجموعة من المخرجين والمفكرين والفنانين المغاربة والأجانب أمثال جيلالي فرحاتي وسعد الشرايبي وحكيم بلعباس وفوزي بن السعيدي ونزهة رحيل وسيمون بيتون ورشيد مشهراوي وإيليا سليمان وعبد اللطيف عبد الحميد وشاروناس بارتاس وأشغر فرهادي وكريستيون مانغي وبيلا تار وإمير كوستاريكا وهيلي غيريما ودان سميث والمفكر جان لوي كومولي وجورج ديدي هوبرمان وآخرين…
يتضمن برنامج المهرجان منصة حوارية تفاعلية (Agora) بين المخرجين الشباب وبين السينمائيين المتميزين والمفكرين والتشكيليين والموسيقيين والروائيين وغيرهم من المبدعين، من أجل الاستفادة المتبادلة بين مختلف الحقول المعرفية والنهل من تجربة كل الأجيال، كما يتضمن عروضا سينمائية ولقاءات فنية وثقافية مختلفة.
وقال مدير المهرجان، الناقد السينمائي حمادي كيروم، في حوار أجراه معه الناقد أحمد سيجلماسي، إن اختيار فكرة تنظيم المهرجان الدولي للسينما المستقلة بالدار البيضاء، يدخل في إطار ما يسميه الفيلسوف الفرنسي جيل دولوز بضرورة المساهمة في “الصيرورة الديمقراطية لشعب سوف يأتي”، مشيرا إلى أن اختيار الدار البيضاء هو اختيار رمزي لأنها أيقونة الحداثة والمعاصرة المغربية، فبها توجد أكثر من خمسين مؤسسة، بين حكومية وخاصة، تدرس الصورة والميديا وفنون السمعي البصري. وأوضح كيروم أن كل هؤلاء الشباب من الطلبة والمتخرجين من هذه المؤسسات التكوينية وغيرهم في حاجة إلى منصة أو أغورا (Agora) للتلقي والتعلم وتبادل التجارب مع الآخرين وطنيا ودوليا.
وأضاف، كيروم، أن السينما المستقلة اختيار تفرضه اللحظة المعاصرة التي تجاوزت مرحلة الحداثة، وهذه اللحظة في حاجة إلى طرح أسئلة جديدة حول علاقة المخرجين الشباب مع الفن السينمائي ومع التحولات التكنولوجية والرقمية التي أصبحت الآن تسمح بتجاوز العقلية التقليدية للإنتاج الضخم والاستثمار الفرجوي والإخراج والتوزيع…
ويرى، كيروم، أن الفن السينمائي من بين أقوى الوسائل المعاصرة التي تخلق الألفة مع العالم من حيث التسلية واللذة والرغبة وتحفيز التفكر والتأمل…
وبالإضافة إلى ما سبق ذكره، يهدف المهرجان أيضا إلى استقلال الشباب وتحريرهم من الإكراهات الإنتاجية، بمساعدتهم على إيجاد وسائل إنتاجية حديثة وخفيفة. كما يهدف إلى إعلان القطيعة الفنية والحرفية مع الدراما التقليدية وسيطرة النموذج التقليدي المقيد بالحبكة والقصة والأبطال، بغية إعطاء الفرصة لسينما مغايرة اختزالية .. سينما تجريبية تتجاوز الأنواع والأجناس التقليدية.. سينما الاستعجال (Guérilla) المنسجمة مع إيقاع السرعة الذي تسير به الحياة المعاصرة.. الغاية من كل هذا هي تطوير ودعم إستطيقا السينما، عبر إعادة السينما إلى أصلها الفني والجمالي، والإحتفاء بملكة الاستبصار عوض الحدوثة والقصة.