نبيل فاروق

الأدب البوليسي يودع “رجل المستحيل” نبيل فاروق..

بيت الفن

تم تشييع جثمان الروائي المصري الشهير نبيل فاروق، الذي توفي إثر أزمة قلبية، بعد عقود عرفه فيها العالم العربي بروايات في الأدب البوليسي والخيال العلمي، منها “رجل المستحيل” و”ملف المستقبل”.

وقالت ابنة الروائي ريهام نبيل فاروق إن والدها توفي، مساء الأربعاء 9 دجنبر 2020، إثر تعرضه لأزمة قلبية.

ونعت الدكتورة إيناس عبدالدايم وزيرة الثقافة وجميع الهيئات والقطاعات فاروق الذي غيّبه الموت عن عمر ناهز 65 عاما.

وقالت الوزيرة إن فاروق “يمثل علامة بارزة في الكتابة الروائية البوليسية التي تربت عليها أجيال من أبناء مصر والتي ساهمت في تشكيل وعيهم وفكرهم”.

كما نعى سعيد عبده رئيس مجلس إدارة دار المعارف ورئيس اتحاد الناشرين الكاتب، مؤكدا أن أعمال ومؤلفات فاروق البوليسية “ستظل شاهدة على هذا المبدع المتميز وتراثا تتوارثه الأجيال وتظل شاهدة على إبداعه الفني”.

والراحل من مواليد فبراير 1956 وتخرج من كلية الطب واشتهر بالأدب البوليسي والخيال العلمي.

ونبيل فاروق من أشهر الكتّاب العرب في الأدب البوليسي والخيال العلمي، ويعتبر من الروّاد في هذا المجال على الصعيد العربي. له مجموعة كثيرة من القصص التي كانت تصدر في شكل كتب الجيب، حيث قدّم عدة سلاسل قصصية من أشهرها “ملف المستقبل”، “رجل المستحيل” و“كوكتيل 2000”.

“رجل المستحيل” كانت أشهر أعمال الكاتب، وصدر من هذه الرواية 160 عددا، وكانت الأكثر اقتناء لدى جيل الشباب في ثمانينات وتسعينات القرن الماضي، خاصة قبل انتشار الروايات عبر الإنترنت.

وكانت شخصية أدهم صبري في سلسلة روايات “رجل المستحيل” هي الأكثر شهرة بين الشباب، وهي شخصية من ابتكار فاروق، وتعمل في جهاز استخباراتي مصري، وخاضت مواجهات مع أجهزة استخباراتية عديدة، منها “الموساد” الإسرائيلي.

يجيد أدهم صبري كل فنون القتال، ويستخدم عدة أنواع من الأسلحة والمراكب والغواصات والطائرات، ويجيد التحدث بعدد من اللغات وبلهجات مختلفة، ويمتلك عددا آخر من المهارات كالقدرة الفائقة على تقليد نبرات الأشخاص الذين يقابلهم، والتنكر وتقمص شخصية من أمامه، كما تلقى وسامته إعجاب الكثير من الشخصيات.

يواجه أدهم صبري مؤامرات الاستخبارات الأجنبية والأخطار التي تهدد بلده مصر، في مغامرات تطوف أرجاء الأرض، مصحوبا بفريق عمله وأبرز أعضائه قدري ومنى توفيق.

وصدر أول أعداد “الرجل المستحيل” بعنوان “الاختفاء الغامض” سنة 1984، ولاقى نجاحا متواصلا في العالم العربي حتى العدد الأخير الذي أنهى السلسلة عام 2009.

وعن نجاح سلسلة الرجل المستحيل، أكد كاتبها الراحل أن أساسه كان تكنيك الكتابة القائم على عنصر المفاجأة، وأن ذلك جعله يبذل مجهودا كبيرا، لكي يكون لكل شخصية تميز ما يعطي لها حيوية.

واستطرد فاروق أنه يتقمص شخصيات أعماله الفنية أثناء الكتابة، كما يتفاعل معها، موضحا أن رواية الرجل المستحيل رفضت من كل دور النشر، وهناك من راهنوه على فشلها في مصر، موضحا أن من راهنه قابله بعد ذلك في إحدى الحفلات وكتب له شيكا بألف جنيه.

نبيل فاروق وأحمد خالد توفيق قصة شراكة بين الاثنين ربما من المولد حتى القبر، وقد نجح كلاهما في تقريب الأدب من الشباب، وفي ابتكار أساليب جديدة في الكتابة العربية من خلال النصوص البوليسية للأول ونصوص الرعب للثاني.

وقد نعى فاروق العديد من الكتاب والقراء، وخاصة من أجيال الثمانينات والتسعينات الذين تأثروا بقصصه ورواياته بشكل كبير، إلى الحد الذي اعتبروه صانع شبابهم.

وعبر الإعلامي إبراهيم عيسى عن حزنه من خبر وفاة الدكتور نبيل فاروق صاحب سلسلة رجل المستحيل، قائلا “مصر فقدت رجلا عظيما نموذجيا بالمعنى الحرفي للكلمة”، ومعتبرا أن الراحل حفز الأجيال الشابة بشخصية رجل المستحيل القادر بإرادته وعقله وإصراره وعزمه على تحقيق انتصارات في مواجهة التحديات.

وتابع “نبيل فاروق ظهر في الثمانينات مع خروج المصريين إلى العالم بعد الانفتاح، وكان وقتها التيار السائد والمهيمن على أجيال الشباب التيار الإسلامي، ونبيل فاروق كان يوجه الطاقة والحلم ليكون صاحب قضية ومشروعا للقضية الوطنية وحقق جماهيرية واسعة جدا من أعماله”.

وتعددت المواقف السياسية لفاروق الذي ناهض جماعة الإخوان في مصر، قبل وأثناء وبعد حكمهم، معتبرا أنهم انتهجوا طريقة حكم النازيين في أربعينات القرن الماضي.

ونعت الكاتب كذلك دار “دَوِّن” للنشر والتوزيع، في بيان، قائلة إن “نبيل فاروق الكاتب والروائي العظيم رائد فن كتابة أدب الجاسوسية وأدب الخيال العلمي في الوطن العربي والعالم، وترك بصمة ممتدة وخالدة في وجدان كل الشباب”.

وتابعت أنه كان “مكتشف مواهب وكاتبا عظيما أثر في وجدان جيل كامل وشريك نجاح لكل من تعاون معه”.‎

 

عن بيت الفن

شاهد أيضاً

جهة الدار البيضاء واتحاد الناشرين يطلقان أربع جوائز أدبية

أعلنت جهة الدار البيضاء –سطات، وبشراكة مع الاتحاد المهني للناشرين بالمغرب...