حمادي التونسي

رحيل الكاتب والممثل المغربي حمادي التونسي بالرباط

بيت الفن

بعد مسار فني حافل بالعطاء، رحل عن عالمنا في الساعات الأولى من صباح اليوم الأحد 11 أكتوبر 2020، بمدينة الرباط، الكاتب والفنان المسرحي المغربي حمادي التونسي عن عمر يناهز 86 عاما.

وعبرت الهيئة العربية للمسرح في نعيها للفنان المغربي الراحل حمادي التونسي، عن تقاسمها الفنانين المغاربة والعرب حزنهم بفقدان قامة فنية كبيرة في المغرب والعالم العربي.

ونعت، إدارة مؤسسة مسرح محمد الخامس، الراحل باعتباره من أبرز الأسماء الفنية في المغرب، قائلة “على إثر هذا المصاب الجلل نتقدم بأحر التعازي لأسرة الفقيد وللأسرة الفنية المغربية، سائلين العلي جلت قدرته أن يتفقد الراحل بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح جناته”.

كما نعى الممثل المغربي محمد الشوبي الراحل، حيث نشر على حسابه الشخصي “فايسبوك” قائلا إنا لله وإنا إليه راجعون رحيل الفنان المغربي الأستاذ حمادي التونسي تغمده الله بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته”.

ولد الفنان الراحل حمادي التونسي عام 1934، بمدينة فاس، قبل الانتقال إلى العاصمة الرباط، حيث نشأ وسط عائلة محافظة، ودخل الميدان الفني بمحض الصدفة عندما كان  يرافق إحدى الفرق الهاوية في طفولته، حيث غاب أحد ممثلي الفرقة ذات يوم، ليقترح عليه رئيسها تعويض الغائب، فأقنع في تجسيد الدور، ومنذ ذلك الحين، خاصة بعد أن  أدى دورا في مسرحية “مالك والخيانة”على خشبة المسرح الملكي، ونال إعجاب الجميع، لتبدأ الانطلاقة نحو مسيرة طويلة من التعلم والعطاء والتضحية.

كتب الفنان حمادي التونسي، العديد من الأعمال الإذاعية و المسرحية من بينها  “المخدوعة”، “حرمان”، “الحب المصنوع”، “ضريبة العمر”، “بلا نهاية”، “التائب”، “الورد والشوك”، “عدالة السماء”، “الكيادر الثلاثة”، “هذي والتوبة” وغيرها…

وشارك حمادي التونسي في بعض الأفلام السينمائية المغربية من بينها “عندما تنضج الثمار” (1968) لعبد العزيز الرمضاني والعربي بناني، و”فين ماشي يا موشي” (2007) لحسن بنجلون، كما شارك في بعض الأفلام الدولية من بينها الفيلم الإيطالي الإسباني “الجسم الجميل يجب قتله” (1972) و الفيلم الأمريكي الكندي ”مريم أم المسيح”(1999) الذي شارك فيه ممثلون مغاربة آخرون.

كما يعد الراحل من أبرز كتاب الأغنية المغربية المعاصرة، حيث كتب على مدى عقود من الزمن كلمات عشرات الأغاني الناجحة من بينها رائعة “يا الغادي في الطومبيل”، التي لحنها الرائد محمد بنعبدالسلام وكانت وراء شهرة الموسيقار عبد الوهاب الدكالي في بداية مساره الحافل.

فقد أغنى التونسي ربيرتوار الأغنية المغربية بكلماته الجميلة التي لحنها وغناها أبرز الملحنين وتغنى بها أشهر المغنيين من بينها، أغاني الملحن المقتدر محمد بنعبد السلام “الشمس غربات”، “للا مولات الدار” لمحمد الإدريسي، و”التليفون” لأمينة إدريس ومحمد بن الطاهر، كما كتب كلمات “ناديني يا ملكي” و”المدد يا رسول الله” و”بين الضلوع قلبي اشتكى” و”أرجوك” للراحل إسماعيل أحمد، و”هل هلالك يا رمضان” و”لا بان عليه اخبار” و”انا خايف من نارو” و”مول الخال”، بالإضافة إلى رائعة “يا الغادي في الطومبيل”، لعبد الوهاب الدكالي.

وكتب أيضا “ما فيك خير يا قلبي” و”يا قلبي هذي والثوبة” لعبد الهادي بلخياط، وأغاني أخرى من أداء مغنيين آخرين من بينهم، بهيجة إدريس، المعطي بنقاسم، عبد الواحد التطواني، أحمد الغرباوي، محمد علي، إبراهيم العلمي، الطاهر جيمي، و تعامل مع كل الملحنين المغاربة الكبار باستثناء أحمد البيضاوي الذي كان ميالا إلى تلحين القصائد.

وبخصوص أغنية “بريء”، التي أداها عبد الوهاب أكومي، فالتونسي وهو في غمرة اشتغاله على عمل مسرحي، خطرت بباله فكرة تحويل القصة إلى عالم الإيقاعات، فجاءت “بريء” تعبيرا فنيا صادقا عن إحساس إنساني جميل وعميق تجاه المرأة، يفتقده بشكل كبير حالياً في ما يروج في الساحة من أغان، إن جازت التسمية.

قالوا عنه:

قال عنه عبد القادر البدوي” إن التونسي، من الفنانين القلائل جدا ممن يصعب العثور على مثلهم في الميدان الفني، وهو ممن ضاعوا وسط هذا الكم الهائل من التطفل والتشرذم واللافن .. إن عطاءاته كثيرة جدا، وهو ذو تكوين رصين ومتين وذو تجربة، ورغم كل ذلك للأسف لم يتم تكريمه ولو مرة واحدة، ببساطة لأنه وقع بين أيدي أشخاص هو أكبر منهم قيمةً وأدبا”..

من جهته قال رفيق دربه الراحل المحجوب الراجي، “أول مرة أرى فيها حمادي التونسي كانت وهو فوق خشبة المسرح في مسرحية (ثمن الحرية)، عام 1957، فهو من الرواد الأوائل ضمن فن التمثيل.. جميل في طلعته وفي تحركه فوق الخشبة، وكان بالنسبة إلى الفرقة  الفتى الأول  في المئات من التمثيليات الإذاعية، التي كان يشاركه فيها مجموعة من الممثلين الأكفاء، أمثال عبد الرزاق حكم، محمد حماد الأزرق، العربي الدغمي، بلعيد السوسي ووفاء الهراوي وغيرهم… إلا أن حمادي لم ينل حقه وحظه لا في مجال السينما ولا في التلفزيون، مع أنه أعطى الكثير”.

أما الفنان الراحل عبد العظيم الشناوي فقال “إن الحديث عن حمادي التونسي يعيده إلى الزمن الجميل، زمن الأصالة والرقي الفني الذي ساهم فيه هذا الفنان المتميز، الذي قدم رفقة جيل الرواد المئات من التمثيليات، كان متمكنا في كل ما يتعلق بعمله، من ملابس وديكور، وأعطى للفن في بلادنا الشيء الكثير، دون أن ينال في المقابل إلا حب زملائه الفنانين وحب الجماهير، لأدائه الجميل، بنبرته الصوتية التي تدخل القلوب بلا استئذان”.

عن بيت الفن

شاهد أيضاً

بعد تتويجها في الجزائر.. أسماء هوري تعود للمنافسة على جائزة المسرح العربي بمسقط

المخرجة المغربية أسماء هوري تعود للمنافسة على جائزة المسرح العربي بسلطنة عمان بـ«هم».. بعد تتويجها …