بيت الفن
بعد مسيرة فنية امتدت لأكثر من 30 عاما، يخوض الممثل العالمي راسل كرو للمرة الأولى تجربة نوعية أفلام الرعب والتشويق من خلال فيلمه الجديد «مختل» -(Unhinged) الذي يعرض حاليا في قاعات السينما الأمريكية، إذ يجسد دور رجل مريض نفسيا يلاحق امرأة على الطريق تسببت في إزعاجه فيحول حياتها إلى جحيم.
الفيلم بطولة كارين بيستوريوس وجيمي سامبسون وجابريل بيتمان وسيلفيا غراس ولوسي فاوست، ومن تأليف كارل إلسورث وإخراج ديريك بورتي.
يظهر كرو الذي حصد جائزة الأوسكار عام 2000 عن دوره في الفيلم الملحمي الشهير “المصارع” (Gladiator)، في الفيلم بإطلالة مختلفة، حيث خضع لتغيير كبير في شكله، فبدا رجلا بدينا بشعر ولحية كثيفين وملامح قاسية، تظهر مدى غضبه لدرجة تفوق المنطق، فكانت هيئة وردود أفعال الشخصية ونظراتها وإيحاءاتها الغريبة وعنفها المفرط، عناصر نجاح وتميز لكرو، الذي تقمص الشخصية باحترافية عالية، وصور كل مشهد فيه بأدق التفاصيل، ليجعل المشاهد متحفزا لهذا الرجل غير المتزن عقليا، ما يؤهله لكي يذهب بـ”مختل” إلى الأوسكار مجددا.
ينتمي فيلم “مختل” إلى نوع شائع في السينما الأميركية التي تطرقت عدة مرات إلى قتلة متسلسلين من سائقي الشاحنات على الطرق السريعة المعزولة، ولكن بفكرة مختلفة دارت أحداثها في يوم واحد من العذاب، حيث أظهرت أولى مشاهد الفيلم ازدياد نسب العنف وحوادث الطرق بسبب الضغوطات الحياتية، ليظهر بعدها رجل غير متزن نفسيا والذي يؤدي دوره راسل كرو، ليدخل على منزل طليقته، ويقتلها هي وزوجها، ويظل هاربا من الشرطة لفترة، حتى يلتقي في أحد الشوارع امرأة مطلقة تدعى “راشيل” لعبت دورها كارين بيستوريوس، لديها ابن وأخ يعيشان معها في المنزل نفسه، حيث كانت ذاهبة لإيصال ابنها إلى المدرسة، فتقف بالمصادفة على الإشارة نفسها التي يقف عليها هذا الرجل، الذي نبهته بصوت منبه السيارة بغضب لأنه يقف أمامها لا يتحرك، وهي تريد اللحاق بمدرسة ابنها “كايل” الذي أدى دوره غابريل بيتمان.
يزداد غضب هذا الرجل جراء ما فعلته المرأة، فيأتي إلى جانب سيارتها ويطلب منها الاعتذار عن أسلوبها في التعامل معه، وبعد رفضها ذلك، يؤكد لها بطريقة تهديد أن حياتها ستكون عبارة عن جحيم، لكنها لم تولي الأمر اهتماما، لأنها لا تعلم أنه من الممكن أن يتحول هذا الحدث البسيط والاعتيادي إلى انتقام مرعب يطال كل شخص تعرفه هذه المرأة، وبالفعل بعد ثوان معدودة، تبدأ مشاهد الإثارة والتشويق والرعب، الذي يرفع نسبة الأدرينالين في الدم إلى آخر مستوياتها، فيظهر لها فجأة على الطريق ويبدأ في مطادرتها بسيارة دفع رباعي رصاصية اللون، ويجعلها في حالة من الرعب الشديد، ومع توالي الأحداث تستطيع الهروب من هذه المطاردة، وتذهب إلى أقرب محطة للوقود، فتفاجأ بوجوده مرة أخرى، لتبدأ رحلتها الرهيبة معه في إنقاذ نفسها وابنها وعائلتها منه، بعد أن استطاع الوصول إليهم من خلال هاتفها المحمول الذي سرقه منها عندما كانت في محطة الوقود، وبعد أن قتل بعض أقرب الأشخاص إليها بطرق مرعبة وشديدة العنف، تتعرف إليه من خلال الأخبار بأنه شخص “مختل” ومريض نفسيا، فتحاول بشتى الطرق مواجهته والانتقام منه.