بيت الفن
أثارت الصيغة التي اعتمدتها المؤسسة الوطنية للمتاحف لدعم الفنانين التشكيليين المتضررين من جائحة كورونا، حفيظة بعض الفنانين الممارسين في هذا المجال.
ويعود سبب تحفظ الفنانين التشكيليين على مبادرة المؤسسة الوطنية للمتاحف، المتمثلة في تخصيص غلاف مالي بقيمة 600 مليون سنتيم لاقتناء لوحات من المرشحين للاستفادة من الدعم، إلى كون المؤسسة تتحدث عن تخصيص غلاف مالي لدعم الفنانين المتضررين، في حين إنها ستحصل مقابل ذلك على لوحات ستقتنيها من المستفيدين، بناء على انتقاء من طرف لجنة أحدثت لهذا الغرض، بأموال الدعم الذي سيحصلون عليه.
وأوضح رئيس النقابة المغربية للتشكيليين المحترفين، محمد المنصوري الإدريسي، أن مفهوم الدعم هو أن يكون دون مقابل، على غرار الدعم الذي استفادت منه باقي الفئات المتضررة من جائحة كورونا، وليس أن يطلب من التشكيليين الذين سيستفيدون منه تقديم مقابل له عبارة عن لوحات.
وكانت المؤسسة الوطنية للمتاحف أعلنت عن تخصيص غلاف مالي بقيمة ستة ملايين درهم من الميزانية التي تخصصها المؤسسة لاقتناء الأعمال الفنية، لدعم الفنانين التشكيليين المتضررين من تداعيات جائحة فيروس كورونا المستجد عبر اقتناء أعمالهم. وشكلت لهذا الغرض لجنة لانتقاء أعمال الفنانين التي سيتم اقتناؤها، لكن هذه اللجنة، التي شهدت انسحاب الفنان التشكيلي محمد المليحي الذي تم تعيينه عضوا فيها، أثارت بدورها حفيظة النقابة المغربية للتشكيليين المحترفين، بسبب “عدم اعتماد مقاربة تشاركية في تشكيلها”.
وقال الإدريسي، رئيس النقابة، التي تضم حوالي ألْف منخرط، إن “اللجنة تضم فنانين نحترمهم ونقدرهم، ولكنها تضم أيضا أعضاء ليسوا على اطلاع تام بوضعية الفنانين التشكيليين المغاربة، بينما المفروض أن يكون هؤلاء الأعضاء على معرفة جيدة بالفنانين، كما أننا لا نعرف محاور عمل اللجنة وأولوياتها”.
وتابع “نحن لا نشكك في نزاهة رئيس اللجنة وأعضائها، ولكن نريدها أن تكون لجنة قائمة على الديمقراطية والشفافية والحكامة والمقاربة التشاركية، لأن الغلاف المالي المخصص لاقتناء أعمال الفنانين هو من المال العام، ونحن نطالب فقط بالوضوح”.
وأكد أن غالبية الفنانين التشكيليين المغاربة يعيشون أصلا ظروفا اجتماعية صعبة، ويعانون من الهشاشة وعدم الاستقرار، “وكان على المؤسسة الوطنية للمتاحف أن تلتفت إلى وضعيتهم منذ مدة، عوض أن تنتظر إلى الآن وتستغل حالة ضعفهم لاقتناء أعمالهم الفنية”.