بيت الفن
تقضي ابنة الرسام الإسباني العالمي بابلو بيكاسو، فترة الحجر الصحي في المغرب منذ بدايته في مدينة مراكش بفيلا بمنطقة النخيل اقتنتها سنة 2006.
وتعيش بالوما بيكاسو بين مراكش ولوزان، وهي مصممة أزياء وسيدة أعمال مشهورة بمجموعات عطورها ومجوهراتها الخاصة (Tiffany & Co).
وورثت بالوما، ولعها بمدينة مراكش من والدتها الرسامة الفرنسية فرانسواز جيلوت، وهي الزوجة الثانية للفنان الراحل بيكاسو.
تعد بالوما بيكاسو، ابنة الرسام الإسباني العالمي بابلو بيكاسو، واحدة من أشهر مصممي المجوهرات في العالم، وتشتهر بالأصالة في التصميم والجرأة في الابتكار واللمسات الفريدة التي تبرز في الأحجار الكريمة الملونة البراقة لتصنع تحفاً قوية وعصرية وفريدة.
ولدت بالوما في باريس عاصمة الأناقة الفرنسية عام 1949 وعاشت طفولتها في باريس وجنوب فرنسا في مجتمع الفنانين، ولحسن حظها فقد شهدت تلك الفترة وجود العديد من أمهر الفنانين من مختلف مجالات الفن. التحقت بالوما بيكاسو بجامعة باريس بمدينة نانتير، وتخصصت في الأزياء المسرحية وأسهمت بتصاميمها في ابتكار الأزياء والأكسسوارات للعديد من الأعمال المسرحية لمسرح الحداثة في باريس.
عبر هذه الإسهامات، برزت مواهب بالوما بيكاسو في تصميم المجوهرات على خشبة المسرح، ومن ضمن ابتكاراتها الفريدة تصميمها عقوداً من حجر الراين من قطع صغيرة من أطقم المجوهرات المصممة لمسرحية فولي بيرجيه، التي جذبت انتباه نقاد المسرح بشدة، ما كان حافزاً لها على مواصلة مسيرة النجاح، والسعي لدراسة تصميم المجوهرات في أحد المعاهد الرسمية المتخصصة. ولاحقاً، عرضت بالوما جهودها الأولى في تصميم المجوهرات على صديقها إيف سان لوران، خبير الموضة، الذي كلفها فوراً بتصميم المجوهرات لتشكيلات الدار التي عمل بها آنذاك، وبعد ذلك بفترة، عملت بالوما في ابتكار تصاميم من المشغولات الذهبية لدار زولوتاس، حيث نجحت في صقل مهاراتها في تصميم المجوهرات.
بعد وفاة والدها بيكاسو عام 1973، ابتعدت بالوما فترة من الزمن عن تصميم المجوهرات لتسجيل الموروث الفني لوالدها بابلو بيكاسو في سجل أعمال، كما ساعدت في إنشاء متحف “بيكاسو” للموسيقى في باريس احتفاء بأعمال والدها الموسيقية. وفي عام 1979، تلقت بالوما دعوة من جون لورينغ، مدير التصميم في “تيفاني” آنذاك، لتقديم أطقم المائدة لأحد معارض “تيفاني”. وبعد عام، قدمت دار “تيفاني” أول مجموعة مجوهرات حصرية من تصميم بالوما بيكاسو، لاقت قبولا واسعا، وأتت في قوالب وأشكال مبتكرة وفي تصاميم جريئة وتنويعات لونية باهرة.
سعت بالوما بيكاسو، من خلال الإفادة من الأحجار الكريمة النادرة والأسطح شديدة الصقل أو ذات الخامات الفريدة، إلى ابتكار تصاميم من الفضة الخالصة والذهب عيار 18 تنبض بالحيوية وتحمل في طياتها لمسات خيالية غير مسبوقة.
كما أن خروج بالوما عن المألوف في الأشكال ومعارضتها للمعروف في التصاميم والخامات وتنويعاتها اللونية الرائعة، كل ذلك أكسبها شهرة عالمية واسعة.
ومن خلال تعاونها الوثيق مع دار تيفاني، نجحت بالوما في ابتكار العديد من الأكسسوارات الفريدة والقلائد المهمة، وصممت مجموعة من أكبر تشكيلات المجوهرات الملونة وأفخمها.
ويصف جون لورينغ تصاميم بالوما بأنها تجمع الأناقة البالغة الجرأة مع أصالة التصميم، ويقول إن مجوهراتها تشترك مع “تيفاني” في العديد من الجماليات المميزة مثل الأشكال والقوالب البسيطة والمفصلة، كما يرى أن جمال تميزها يبرز في الخطوط المائلة والخربشة ورسوم الغرافيت المنحوتة جميعها بالذهب، ويعزز ذلك كله، مثلما يقول، ذوقها الراقي في اختيار الألوان البراقة والقوالب البسيطة، وهو ما يتضح في اختيار قطع المجوهرات الذهبية الضخمة والمرصعة بالأحجار الكريمة الملونة والأنيقة.
وتقديرا لإسهامات بالوما بيكاسو في عالم تصميم المجوهرات، فقد اشترى اثنان من المتاحف الأميركية بعض أعمالها باعتبارها مجموعات دائمة لهذين المتحفين. ويقع أحد هذين المتحفين في معهد سميثونيان، وهو المتحف الوطني للتاريخ الطبيعي، حيث تُعرض قلادة من إبداع بالوما بيكاسو تزن 396.30 قيراطاً من الكونزيت. كما يمكن لزائري المتحف الميداني للتاريخ الطبيعي في شيكاغو، الاستمتاع بمشاهدة تحفة بالوما بيكاسو، وهي سوار من حجر القمر، وهو حجر لؤلؤي أزرق يزن 408.63 قيراطات مرصع بحبات من الماس.
في عام 1988، نالت بالوما بيكاسو تكريماً من “فاشون غروب” باعتبارها واحدة من “النساء اللائي كان لهن تأثير استثنائي على صناعة المجوهرات”. كما منحتها شركة “هيسبانيك ديزاينرز إنك” جائزة “مودا” للتميز في التصميم، وضُمت إلى “قائمة قاعة مشاهير أفضل المصممين العالميين”.
وفي عام 2005، احتفلت بالوما بيكاسو بمرور 25 عاماً على عملها مع تيفاني كمصممة مجوهرات بابتكار قلادة باهرة من التنزانايت تزن 28.94 قيراطاً وتضمنت قطعاً من الأحجار الكريمة الملونة مع صف من لآلئ بحر الجنوب البراقة. وتتوافق الذكرى الثلاثون في عام 2010 لعملها مع دار تيفاني مع طرحها ثلاث تشكيلات جديدة للمجوهرات، هي: تشكيلة “بالوماز مراكش”، و”هامرد سيركلز”، و”بالوماز دوف” –التي تمثل كل منها تعبيراً أنيقاً عن الذوق الراقي لبالوما بيكاسو والحرفية المهنية المنقطعة النظير.