رغم الإلغاء.. مهرجان كان يعلن أسماء الأفلام المختارة
بيت الفن
نجح فيروس كورونا الذي اجتاح العالم في إلغاء فعاليات مهرجان كان السينمائي لهذا العام، الذي كان من المقرر انطلاق دورته الـ73، اليوم الثلاثاء 12 مايو 2020، لكن المنظمين ما زالوا يريدون استخدام نفوذهم لدعم الأفلام من خلال موافقتهم الرسمية عليها.
وقال مدير مهرجان كان تيري فيرمو “في ضوء الوباء، الأمر الواضح الذي يجب فعله كان إلغاء المهرجان، ولكن رئيس المهرجان بيير ليسكور وأنا لم نستطع أن نرى أنفسنا نمضي نحو 2021 ببساطة ونترك من يعتمدون علينا”.
وأضاف “لذلك قررنا المضي قدما لكي يتمكن مهرجان كان من المساهمة في ما هو مقبل. الأزمة الصحية أمر مؤسف، ولكننا لا يجب أن نتخلف عن العودة للحياة. ومهرجان كان يريد أن يكون جزءا أساسيا من هذا التعافي”.
وأوضح أنه لذلك، سيتم الإعلان بحلول نهاية شهر مايو الجاري، عن اختيار رسمي لأسماء الأفلام “لكي نوضح ما هي الأفلام التي شاهدناها وأعجبنا بها، ولتسهيل عرضها في دور السينما والمهرجانات”، وبعد ذلك ستتم إقامة “سوق أفلام كان” للعاملين في مجال السينما. وفي منتصف يونيو المقبل سوف يتم الإعلان عن خطط لإقامة ما يطلق عليه “كان خارج الجدران” وسوف يضم الأفلام التي يدعمها المنظمون في فرنسا وفي الخارج”.
ولدى سؤاله حول الأخبار التي تدور بشأن تعاون محتمل مع مهرجان فينيسيا، أجاب فيرمو “هذه ليست شائعات، ولكن رغبة مشتركة قوية للغاية، لقد تمت مناقشة مسألة إرجاء مهرجان كان حتى شهر شتنبر المقبل. ولكن هذا الموعد لم يكن ليتناسب مع موعد إقامة مهرجان فينيسيا. ونتيجة لذلك، نحن نتحدث حول الاجتماع سويا في ليدو، باسم السينما العالمية، لدعم نفس الأفلام”، مضيفا “الوضع الاستثنائي يتطلب ردا استثنائيا”.
تيري فيرمو: المهرجان سيعلن مع نهاية شهر مايو عن اختياره الرسمي لأسماء الأفلام لتسهيل عرضها في دور السينما
وفي ما يتعلق بفكرته حول السوق الإلكتروني الذي أعلن عن تدشينه في نهاية يونيو القادم، قال فيرمو “على العاملين في مجال السينما الذين يقومون ببيع وشراء الأفلام الاجتماع سويا من أجل الاستعداد للمستقبل، أي عام 2021”.
وأضاف “من الطبيعي أن يكون سوق أفلام كان محجوزا للمحترفين. سوق مثل هذا يعد مكانا لتبادل الأفلام والنصوص والإعلانات التشويقية للأفلام. هذا لن يكون مهرجانا اعتياديا مع الصحافة والضيوف والعامة. ولكن بالطبع، الموزعون سوف يعرضون الأفلام على الصحافة لدى صدورها. لأن هذا هو التوقيت الذي نحتاج فيه إلى الدعم. أحد أكبر التحديات التي تواجه عالم السينما هو عودة الأفلام والمشاهدين إلى دور السينما في أنحاء العالم”.
ردا على سؤال حول ما إذا كانت إقامة نسخة إلكترونية من المهرجان أحد الخيارات، أجاب تيري فيرمو قائلا “لا بالطبع ليس خيارا. هل يمكن أن يوضح لي شخص كيف سيبدو المهرجان الرقمي؟ من سيكون الجمهور؟ كيف سننظم الأمر في ما يتعلق بالوقت والمساحة؟ كيف ستكون الأحوال المالية؟ هل الأفلام التي سيتم عرضها سيتم إصدارها في دور السينما؟”.
وأضاف “الصحافيون يحبون التحدث بشأن “مهرجان إلكتروني”، ولكن يجب الإشارة إلى أن المهرجان الإلكتروني ينفع فقط مع الأفلام التي تعرض فقط عبر شبكة الإنترنت، لأنها ليس لديها أي أمل في العرض على شاشات السينما. وهذا أمر بعيد كل البعد عن روح مهرجان كان”.
وفي ما يتعلق بكيفية التعامل مع الوضع الحالي، قال فيرمو “نحن محترفون، لقد أدركت فورا، في نهاية فبراير الماضي، أن الوضع خطير للغاية وأن مهرجان كان سوف يواجه تهديدا. لطالما استعددت للأسوأ، ولكن الأسوأ وقع. غير أن إلغاء مهرجان ليس مثل النضال طوال اليوم في مستشفى لعلاج المرضى. لست مستاء، أنا مقاتل”.
وردا على سؤال حول رأيه في كيفية تأثير الوضع الحالي على قطاع السينما في أنحاء العالم، قال فيرمو “أعتقد أن هذا الوباء العالمي الذي لم يرحم أحدا، سوف يسرع عملية تحول العالم والسينما. على المستوى الشخصي، كمواطن، أريد أن يكون هناك وعي حقيقي، خاصة في ما يتعلق بقضايا البيئة والمناخ. نحن تمكنا من تحطيم الاقتصاد بسبب فيروس. لا نطلب فعل المثل بسبب المناخ أو الحروب والجوع في العالم. ولكن يمكننا فعل ما هو أفضل من ذلك. يمكننا فعل أكثر من ذلك، أليس كذلك؟”.
وأوضح فيرمو أن السينما تمر بفترة تغيرات عميقة، “وعلينا جميعا أن نستفيد من هذه الأزمة لمواجهة المستقبل”. مشيرا إلى أن منصات مثل نتفليكس تتصدر المشهد حاليا.
وقال “إعلان موت السينما ليس جديدا، ولكننا نعلم جيدا أن هذا ليس أمرا حقيقيا. الصحافة تفضل الحديث عن منصات عرض الأفلام، وهذا أمر جيد، لأنها مشهورة في كل مكان”.
وأضاف “ولكن السينما مغلقة، لنتخيل لثانية الوضع معاكسا للوضع الحالي؛ فيروس يضرب أجهزة الكمبيوتر ويؤدي إلى إغلاق شاشات الجميع. نتيجة لذلك سوف يهرع المشاهدون إلى دور السينما، سوف نعود لتسجيل 450 مليون مشاهد مثل عام 1947 وأكثر. ولكن للأسف، نحن نرى الوضع المعاكس، دور السينما مغلقة ومنصات عرض الأفلام تتصدر المشهد”.
وأكد “بعد عام 2019 الجميل، السينما لا تستحق ذلك، في ذكراها السنوية الـ125، ولكنها سوف تعود أقوى من ذي قبل، أراكم في كان 2021”.
ويأمل مهرجان كان السينمائي الدولي، أن يترأس المخرج الأميركي سبايك لي لجنة التحكيم في عام 2021، بدلا من دورة السنة الحالية التي ألغيت.
وقال رئيس المهرجان بيار ليسكور في تصريح صحافي، الاثنين “سبايك لي رائع. أبلغنا بأنه مستعد لترأس لجنة التحكيم في 2021”.
كما أوضح تيري فيرمو “قال لنا سبايك لي إنه سيبقى على الموعد مهما حصل. ونأمل أن نتمكن من ذلك العام المقبل”.
وأشار فريمو إلى أن سبايك لي كان من المفترض أن يقدم خارج إطار المسابقة الرسمية فيلما رائعا أنجزه مع عملاق البث التدفقي على الإنترنت نتفليكس بعنوان “دا 5 بلادز”.
وأضاف “هذه المفاجأة كانت ستسجل عودة نتفليكس إلى السجادة الحمراء خارج إطار المسابقة الرسمية طبعا”.
ويقيم أكبر مهرجان سينمائي في العالم علاقات معقدة مع منصة بث الأفلام بالتقنية التدفقية ولم يدرج أي فيلم من إنتاج نتفليكس في المسابقة الرسمية منذ 2017.
وشارك فيلمان في المسابقة عام 2017 أحدهما “أوكجا” للمخرج الكوري الجنوبي بونج جون – هو الحاصل على السعفة الذهبية عام 2019 عن “باراسايت”، إلا أن مهرجان كان يحتج على عدم عرض الفيلمين في قاعات السينما.
وعلى صعيد كلفة إلغاء مهرجان كان، قدر رئيس المهرجان بيار ليسكور الربح الفائت “بـ15 إلى 10 ملايين أورو”، لكنه أشار إلى أن المهرجان نظم شؤونه المالية “بإقامة صندوق بقيمة 20 مليون أورو يحميه من المخاطر”.