بيت الفن
على طريقة النهايات التراجيدية، يبدو أن معاناة السينما من تداعيات فيروس كورونا المستجد ستزيد وتفاقم الأزمة التي يمر بها العاملون في الفن السابع، بعد أن أظهرت دراسة حديثة انخفاض عدد رواد السينما بصورة ملحوظة حتى بعد انتهاء الحظر مستقبلا على التجمعات الجماهيرية والعروض السينمائية.
ولم تقتصر معاناة السينما على قلة عدد المشاهدين، بل إن أعمالا كثيرة تأجلت ومشاريع جديدة ألغيت بسبب الأزمة الحالية وعدم وضوح الرؤية بشأن التوقيت الذي يمكن أن تنتهي فيه آثار «كوفيدـ19»، أو توابعه الاقتصادية والاجتماعية.
وأكد 44 % من المشاركين في استطلاع أجري في هوليوود، أنهم سيقللون من مرات ذهابهم للسينما والأحداث الفنية الكبيرة، بينما ذكر 38% منهم أن عدد مرات مشاهدتهم للأفلام في قاعات العرض لن يتغير.
في المقابل، قال 18 % من المستطلعة آراؤهم إنهم سيزيدون من ترددهم على السينما، بينما ذكر 47 % أن الرعب من فكرة الذهاب للسينما سيسيطر عليهم لفترة طويلة.
وتعاني دور السينما حاليا من خسائر مالية فادحة جراء إغلاقها بسبب فيروس كورونا، وإن لم يزد عدد المشاهدين فإن المستقبل لن يكون جيدا ومبشرا للصناعة، وسيؤثر ذلك بالتأكيد على استكمال العديد من المشاريع السينمائية الحالية، كما أنه سيسبب خسائر كبيرة في الإيرادات التي تؤثر بدورها على شركات الإنتاج وميزانياتها المقبلة.
ومن المتوقع أن يحاول صناع السينما زيادة الاعتماد على العروض الرقمية كحل بديل مؤقت في التأجير والشراء، حتى بعد إعادة افتتاح دور السينما، ويشجعهم على ذلك نجاح تجربة فيلم “الرجل الخفي”، رغم معارضة بعض شركات الإنتاج قبل أن يصيب «الفيروس المستجد» صناعة السينما.
وسيؤثر انخفاض عدد المشاهدين بالطبع على كمية ونوعية الأفلام المنتجة في المستقبل القريب، إضافة إلى خروج بعض الشركات من المنافسة بسبب الخسائر التي تتكبدها، ومن الصعب تعويضها قريبا.
ورغم كل ذلك، فإن أقصى ما يطمح إليه المنتجون ليس تحقيق الأرباح بل الخروج بأقل قدر من الخسائر، مع الحلم بتحسن أحوال الاقتصاد العالمي وتعافيه لتدور عجلة الإنتاج وتعوض الأضرار التي كانت عصية على التوقعات.