طنجة: أحمد سيجلماسي
انطلقت، صباح يوم الأحد فاتح مارس 2020، جلسات مناقشة الأفلام المشاركة في المسابقات الرسمية الثلاث، المنظمة ضمن فعاليات الدورة الـ21 للمهرجان الوطني للفيلم، الذي تتواصل فعالياته حتى 7 مارس الجاري بطنجة، بمشاركة 45 فيلما (15 في مسابقة الأفلام الروائية القصيرة، 15 في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة، و12 في مسابقة الأفلام الوثائقية)
وخصصت الجلستان الأولى والثانية لمناقشة الأفلام الأربعة التي افتتحت عروض المهرجان المنظم من طرف المركز السينمائي المغربي، ويتعلق الأمر بفيلمين قصيرين هما “فيلسوف” من إخراج عبد اللطيف افضيل وتشخص عبدالاله رشيد، ومحمد حميمصة، وشيماء بن عشا، و”يون” للمخرج وديع الشراط، وفيلمين روائيين طويلين هما “رهائن” للمهدي الخودي، و”سيد المجهول” لعلاء الدين الجم.
سير الحصة الأولى من المناقشات، التي شارك فيها نقاد وفنانون ومتتبعون تراوحت تدخلاتهم بين طرح أسئلة مركزة والتعبير عن انطباعات أولية وانتقادات حادة أحيانا، السينفيلي والشاعر محمد عابد، الذي قدم ورقة تقنية عن الأفلام ومواضيعها انطلاقا من (كاتالوغ) المهرجان.
من بين القضايا المثارة في جلسة مناقشة فيلم ” فيلسوف” التي حضرها المخرج عبد اللطيف افضيل والممثل محمد احميمصة، مسألة العنوان، الذي اعتبره أحد المتدخلين غير مناسب بل يسيء إلى الفلسفة كتأمل نظري في الوجود والإنسان وبحث مستمر عن الحقيقة، ويتناولها من منظور عامي قدحي أحيانا.
في ردوده أوضح مخرج الفيلم ودافع عن اختياراته الجمالية في الكتابة وأشار إلى أن العنوان يحيل على نظرة أحد أبطال الفيلم الرئيسيين إلى الحياة.
أما موضوع فيلم “رهائن” الذي تمت مناقشته في غياب مخرجه المهدي الخودي بسبب التزامات مهنية، وبحضور المنتجين نور الحق ويونس آية الله والمستشار الفني والقانوني للفيلم)، فتحور حول قضايا الإنتاج وفضاءات التصوير وتيمة الإرهاب وممارسات “داعش” اللاإنسانية التي ركز عليها الفيلم.
ومما جاء في توضيحات المنتجين والمستشار الفني والقانوني للفيلم أن كلفة الإنتاج بلغت 360 مليون سنتيم ومدة التصوير لم تتجاوز ثلاثة أسابيع بثلاث مدن مغربية، في حين استغرقت فترة ما بعد الإنتاج حوالي 14 شهرا.
الإرهاب حاليا هو ظاهرة عالمية تعانيها كثير من الدول، ومن هنا جاء اختيار هذا الموضوع كتيمة رئيسية للفيلم رغبة من المنتجين في تسويقه خارجيا على نطاق واسع.
أنجز الفيلم تقنيا بمواصفات الأفلام الدولية وشارك فيه ممثلون من دول مختلفة، وهو يذكرنا بفيلم الأخوين يونس ونورالحق آية الله السابق “جمال عفينة”، الذي حصد أربع جوائز في الدورة 20 للمهرجان الوطني للفيلم سنة 2019: جائزة العمل الأول لمخرجه ياسين ماركو ماروكو، جائزة السيناريو، جائزة التصوير، جائزة الموسيقى التصويرية.
إنه فيلم يميط اللثام عن الوجه الحقيقي لداعش وعن طرق تغريرهم بشباب من مختلف بلدان العالم، وهو وجه لا يمت بصلة للإسلام الحقيقي وما يزخر به تراثه من قيم إنسانية نبيلة.