كتب تصدرت مبيعات معرض

كتب تصدرت مبيعات معرض الكتاب بالدار البيضاء

“مثالب هوميروس”.. و”لا تنس ما تقول”.. “الخالة أم هاني”

بيت الفن

خلص استطلاع ميداني للمرصد المغربي للقراءة إلى أن الكتب الإبداعية المغربية الأكثر مبيعا في الدورة 26 من المعرض الدولي للنشر والكتاب بالدار البيضاء (6-16 فبراير2020) ضمت مجموعة شعرية وروايتين، ويتعلق الأمر بـ “مثالب هوميروس” للشاعر صلاح بوسريف، الصادر عن دار “فضاءات” الأردنية، و”لا تنس ما تقول” رواية شعيب حليفي الصادرة عن دار الهلال بمصر، والقلم المغربي بالدار البيضاء، ثم “الخالة أم هاني” رواية ربيعة ريحان، الصادرة عن دار العين بالقاهرة.

“مثالب هوميروس” ضد القبح التطرف

“مثالب هوميروس” مجموعة شعرية جديدة للشاعر والكاتب والأكاديمي والناقد المغربي صلاح بوسريف، تم توقيعها في رواق دار “فضاءات” الأردنية بالمعرض الدولي للنشر والكتاب للدار البيضاء.

عن هذه المجموعة، التي صدرت في جزأين، يقول بوسريف “بالنسبة لي، أرى أن الشعر على وجه الخصوص، لا يمكن أن يكون أفقا للكتابة، وأفقا للسؤال، وأفقا للحداثة، إذا لم نعطه ما يكفي من الوقت، لأجل أن نفكر فيه، ونشتغل على ما يحمله من معان ودلالات، فالشعر يحتاج أن تشتغل عليه باستمرار. وهذا ما يمكن أن أقوله عن الأعمال المنشورة في دار (فضاءات) وآخرها (مثالب هوميروس) في جزأين. وهو ذهابي في سياق المشروع الشعري الذي أشتغل عليه، وهو مشروع حداثة الكتابة والعمل الشعري، على أنني اليوم ينبغي أن أخرج من الغنائية المهيمنة على النص الشعري .. المهيمنة على النص الشعري العربي منذ أكثر من أربعة عشر قرنا، لندخل إلى ما يمكن أن نسميه بالشعر الملحمي أو الشعر الذي تتعدد فيه الأصوات وتتقاطع وتتداخل وتتصادم في ما بينها، لأجل أن تكون مشتبكة مع الواقع الذي هو اليوم أصبح مركبا وبلوريا له أكثر من ضلع، وأكثر من صورة وأكثر من وجه، بل هو واقع بات أقرب إلى الغرائزية والسريالية والعجائبية منه إلى الواقع الذي نظنه واقعا صرفا يسير بمنطق ما”.

وأضاف “حين أعود إلى (مثالب هوميروس)، سأكتشف في لحظة ما أن في الإليادة والأوديسة، لم يكن هوميروس معنيا بما يجري من حرب في طروادة، ولم يكن يعنيه ما سيقع، أو مصير أوديسيوس، حين سيضيع في الأوقيانوس والمحيطات والبحار، بل كان يهمه ما تحيكه الآلهة في السماء (الأولمب) حتى تعبث بالبشر في الأرض، والسؤال هو (أليس بإمكاني أنا كإنسان في هذه الأرض أن أقرر مصيري بالطريقة التي أريدها وأرغب فيها)، بدليل أن اليوم هناك من يأتي بحزام ناسف وينفجر أمام الآخر بدعوى أنه مأمور من إلإله، لينظف الأرض، في حين أن الأرض نظيفة ما دام فيها الإنسان، ولا نحتاج أن ينظفنا أحد، بل نحتاج أن ننظف فكرنا وخيالنا وعقلنا وهويتنا وتجديد طريقتنا في النظر إلى الأشياء…(مثالب هوميروس) تسير في هذا السياق، وكيف يمكن أن ننتبه أن الزمن لم يتغير، أو بمعنى أدق أن الزمن في سيرورته داخل الإنسان لم يتغير في علاقته بالسماء، بينما علينا الاهتمام بالأرض على اعتبار أنها المسكن لوجودنا اليومي”.

“لا تنسَ ما تقول”.. نبش في التاريخ

“لا تنسَ ما تقول”، للروائي شعيب حليفي تجربة أخرى في مسار السرد المغربي والعربي الباحث عن خصوصية مرتبطة بالتخييل المحلي المنفتح، وبالمجال الجغرافي بحمولاته الثقافية التي تحولت إلى سرديات غير مغلقة.

في رواية “لا تنسَ ما تقول”، الصادرة عن روايات الهلال بالقاهرة، شخصيتان تقودان السرد وترتبطان بمدينة صغيرة اسمها الصالحية، تولد بها الحكايات الصغيرة لشخوص تحيا أكثر من واقع يطبعه الزمن الذي يصبح ملمحا، تسعى الرواية إلى الكشف عن سيرورته التي لا تقطع مع الماضي. إنها احتفاء بالحكاية والمكان والإنسان والخيال الضائع.

اختار شعيب حليفي في كل كتاباته السردية الارتباط بالحكاية ذات البعد المحلي المنفتح على آفاق التخييل الإنساني أو الإرث الثقافي الجماعي الذي لا سقف محدد له، وإنما يحيا داخل  الهوية المبددة في الأحلام والأوهام المترقرقة والتفاصيل الصغيرة.

وهو في كل رواياته يبدو كائنا باع نفسه للخيال وحياة الحكايات غير المنفصلة عن المكان والزمن والإنسان، كما في “زمن الشاوية” و”رائحة الجنة” و”مجازفات البيزنطي”و”أنا أيضا”…

ومما جاء في الرواية “ذاب الزمن في بياض الفجر الذي تململ من شوقه ورمى بكل شيء خلفه، حتى يستطيع التخلص من الليالي الميتة، ويمنح الآتي روحا متجددة وخالدة، قريبة من الحقائق التي لا يراها الراؤون.

تسللتِ الخيوط الأولى لشمس ما بُعيد الفجر إلى الخيمة، تتلمس العيون النائمة فتلثمها. قام جعفر مذعورا يبحث عن شمس الدين فلم يجده. خرج يبحث خارج الخيمة وفي القبة ثم عاد يجري وصاح في النائمين المرتمين، والذي قاموا هلعين:

أيها الفقراء المسالمون. أيها الرفاق.. لا تنسوا ما تقولوا. لقد اختفى شمس الدين الصالحي وعاد إلى الرحم الأول.

“الخالة أم هاني” ذاكرة مدينة

تعد رواية “الخالة أم هاني”، الصادرة عن دار العين للنشر المصرية، ثاني عمل روائي للكاتبة ربيعة ريحان على مستوى الرواية بعد روايتها الأولى “طريق الغرام”.

وتجسد “الخالة أم هاني”، تقول ربيعة ريحان، شخصية استثنائية تجسد ذاكرة مدينة آسفي الغنية بتاريخها وأسرارها وحياتها، وتطلعاتها وأحلامها التي اجهضتها الكثير من العوائق.

واعتبرت فاطمة البودي مديرة دار العين للنشر، أن “الخالة أم هاني “رواية أجيال ،تمكنت الكاتبة من خلالها أن تنقلنا بأسلوبها السلس إلى الغوض في عوالم مدينة مغربية تعبق بالحضارة والتاريخ والأحداث وألاسرار والحكايات.

وقالت البودي إن عودة ربيعة ريحان للكتابة بعد توقف استمر لأربع سنوات بهذا العمل الأدبي الجميل سيكون إضافة لأدب الرواية المغربية الحديثة والعربية.

من جهته أكد الكاتب المصري سعيد شريف، أن ريحان تمكنت بأسلوب أنيق ولغة متينة وصور إبداعية جديدة أن تسافر بالقارئ إلى عوالم تعبق بما هو تاريخي وحضاري.

وقال إن رواية “الخالة أم هاني” هي إضافة مهمة للرواية المغربية ولمشروع ربيعة ريحان، التي تمكنت من خلال هذا العمل الأدبي أن تحول ما خبرته من معرفة عن واقع الحياة المغربية الى فن وكتابة مبدعة وتقدم عبر الشكل والموضوع واللغة ورسم الشخصيات رواية جديدة تضاف إلى الرواية المغربية الحديثة.

وتابع، “الحقيقة، أدهشتني الرواية عند قراءتها، الروائح، الأزقة، الشوارع، الأحداث، إنها تجسد فعلا جزءا مهما عن تاريخ مدينة اسفي العريقة بحضارتها وأناسها وعلاقاتها الانسانية”.

بدوره قال الناقد التونسي محمد بن رجب إن “الخالة أم هاني” رواية تؤرخ لعودة ربيعة ريحان الشامخة إلى قلب الحياة الأدبية وتعلن أنها أقوى من الوجيعة بكل ألوانها وعذاباتها وتؤكد لنا جميعا أن الكاتب الحق ينتصر على الموت وهو قادر على هزم الفاجعة في معركة فعل الكتابة..

ومما جاء في الرواية نقرأ “تتذكر أنها اقتربت منه ذات أحد، وهو جالس في ركنه القصي بعيدا عن الصداع، في شرفة بيتنا الخلفية، يستمتع بعطلته الأسبوعية، وبتدخين سيجارته، متطلعا براحة إلى المساحة التي تعرش فيها شجيرات الورد والبرتقال والليمون، وشجيرات الزينة، وتغزوها مغردة بين الحين والآخر، أسراب من الطيور الصغيرة المختلفة التي تعيش بيننا، قبرات، هزار، سمان، دوري، أبو الحناء.. وأمامه على سطح مائدة فنجان وطبق من الخزف الصيني الأبيض، به قهوة مرة”.

عن بيت الفن

شاهد أيضاً

صلاح بوسريف

صلاح بوسريف يواصل مشروعه الشعري بـ”هاوية تجرح الضوء”

هاوية تجرح الضوء نص واحد يستغرق الكتاب كاملا ببناء فيه عناوين كبرى وعناوين فرعية أو …