بيت الفن
احتفى إعلاميون وأدباء، بالدار البيضاء، بذكرى الشاعر المغربي الراحل، محسن أخريف، الذي توفي في أبريل 2019 عن سن يناهز الأربعين سنة، مستحضرين الخصال الإنسانية الرفيعة التي كان يتحلى بها والأداء المتميز الذي اتسمت به إبداعاته وكتاباته الشعرية والروائية.
جاء ذلك خلال لقاء نظم في إطار فقرة “أحياء في الذاكرة” ضمن برنامج الدورة الـ26 المعرض الدولي للنشر والكتاب، وهي الفقرة التي تسعى من خلالها وزارة الثقافة والشباب والرياضة إلى استعادة ذكرى خمسة أدباء ومفكرين ومبدعين “نقشوا اسمهم في سجل ذاكرتنا الوطنية الجماعية”، قبل أن يغادروا الساحة الثقافية المغربية.
وتميز اللقاء بتقديم “الأعمال الكاملة” للشاعر الراحل الذي “رزئت الساحة الثقافية بموته وهو في عز عطائه الأدبي”، وهي الأعمال التي أصدرتها وزارة الثقافة في جزئين (الأعمال الشعرية والأعمال السردية)، وترى أنها “جديرة بالقراءة حيث زاوجت بين البحث والنقد والإبداع”.
وفي كلمته بالمناسبة، استحضر الروائي عبد الجليل الوزاني، بدايات الراحل أخريف مع الشعر والأدب منذ كان تلميذا بالمرحلة الثانوية، إلى أن حقق تطورا كبيرا في تجربته الإبداعية بين ديوانه الأول والأخير. واستعرض مختلف الجوائز التي فاز بها، والخصال الإنسانية التي كان يتمتع بها باعتباره كان “إنسانا شاعرا قبل أن يكون كاتبا، وكانت بسمته تسبقه”.
وأبرز الوزاني الدور المحوري الذي اضطلع به الراحل أخريف في تنشيط الحركة الثقافية بتطوان منذ توليه مسؤولية مكتب فرع اتحاد كتاب المغرب بالمدينة، وبعدما من خلال تأسيسه لرابطة أدباء الشمال.
من جهته، قال الإعلامي سعيد كوبريت، إن الراحل أخريف “ودعنا في روعة العمر” وكان “دينامو حقيقيا في العمل الثقافي”، مبرزا أن هذا اللقاء ليس مرثية بقدر ما هو محاولة لاستعادة ذكرى الراحل الذي كانت غالبية كتاباته مقترنة بموضوعة الفقد والموت بدءا من ديوانه الأول “ترانيم الرحيل” (2011) إلى “ديوانه الأخير “مفترق الوجود” (2019).
من جانبه، قال الشاعر والناقد، محمد العناز، إن إصدار الأعمال الكاملة للراحل يعد بمثابة “رسالة إنسانية نبيلة”. واستحضر العناز طغيان الأسئلة الوجودية في إبداعات أخريف التي كانت تنطوي على رؤية جمالية.
وإلى جانب الراحل محسن أخريف، تحتفي فقرة “أحياء في الذاكرة” بالصحافي الموريتاني المغربي، أحمد باهي، والشاعر محمد لقاح، والشاعر والإعلامي الراحل عبد الحميد بنداوود، والباحث الأكاديمي في مجال اللغة الأمازيغية الراحل قاضي قدور.