بيت الفن
اختتمت، مساء أمس الجمعة، فعاليات الدورة الـ 24 لمهرجان الرباط لسينما المؤلف بتكريم الممثلة بشرى أهريش والممثل والمخرج رشيد الوالي، تقديرا لما قدماه للسينما من أعمال متميزة.
وتسلمت بشرى أهريش درع تكريمها من يدي مديرة المهرجان ملاك الدحموني، بينما سلمت الممثلة المغربية سناء موزيان رشيد الوالي درع تكريم المهرجان.
وعبرت بشرى أهريش في كلمة لها بالمناسبة عن سعادتها واعتزازها بتكريمها من مهرجان عمره من عمر مسارها الفني الذي ابتدأ منذ 24 سنة، مشيرة إلى أنها لم تفوت حضور أي أي دورة من دورات المهرجان، الذي خول لها لقاء عمالقة الفن والأدب الذين استضافهم المهرجان على مدى دوراته الـ24 على خشبة مسرح محمد الخامس، فبفضل مهرجان الرباط تؤكد أهريش أنها التقت نجوم السينما نور الشريف ومحمود عبدالعزيز وفاروق الفيشاوي وعادل إمام ونبيلة عبيد ومنى واصف والقائمة طويلة، وعلى الخشبة ذاتها التقت محمود درويش واستمتعت بقراءاته الشعرية، كما التقت أدونيس وقاسم حداد وثلة من عمالقة الشعر والأدب في العالم.
واختتمت أهريش كلمتها بتوجيه كلمة شكر وامتنان لإدارة المهرجان، ومديرته الفنية الدكتورة ملاك الدحموني زميلتها أيام الدراسة.
ويعد تكريم بشرى أهريش، حسب كلمة ألقاها المخرج والناقد عبد الإله الجوهري في حق المحتفى بها “بمثابة تأكيد لموهبتها من جهة وحب الناس لها من جهة ثانية. فهي ممثلة نابعة من صميم قلب المجتمع، عنوان للأصالة والتواضع والانسجام مع الذات، سيدة الكلمة الصاخبة والفكاهة الطيبة والمجابهة في الآن نفسه مع قبح الوقت وعنت الحياة، فنانة بذلت كل ما لديها من إمكانيات لترسم لنفسها مكانة متميزة في كتاب الفن المغربي، سواء في المسرح أو التلفزيون أو السينما، دون أن تكون مختلفة في أي منهم من حيث العمق، اللهم الاختلاف في الأدوار والشخصيات العديدة المتعددة التي تؤديها..
بشرى لعبت فأجادت، وناضلت فأخلصت، وأحبت جمهورها الواسع، فلم تقدم له إلا ما يرضيه ويرضيها.
أهريش القادمة من الأحياء الشعبية لمدينة سلا، والصانعة لمجدها الفني بموهبتها وحبها لفنها، لم تكن يوما بحاجة لتكريم، حتى تثبت مكانتها في المشهد الثقافي المغربي، لكن تكريمها في الرباط، خلال فعاليات مهرجان سينما المؤلف مجرد تأكيد على موهبتها من جهة وحب الناس لها من جهة ثانية.
شكرا لمهرجان سينما المؤلف على التفاتة، كانت ولابد أن تكون، في حق مبدعة أحبها شخصيا بشكل لا يوصف، لا لموهبتها فقط، ولكن أيضا لإنسانيتها الغامرة، وتواضعها الخلاق، وحضورها الدائم، في كل المواقف الفنية المغربية، دون ضوضاء أو ضجيج أو بحث عن البوز الخاسر، والظهور المجاني القاتل.
بشرى لك محبتي الواسعة، ومحبة كل المغاربة، المحبة الغامرة العامرة بالود والتقدير والإحترام، يا وجه السعد المضمخ بلون المسك، وأقدام الربح الموسومة بالخير، في كل بلاطو تصوير حضرت أو مررت، أو حتى اتصلت لتباركي انطلاق عمل من الأعمال”.
أما تكريم الفنان رشيد الوالي، فيعد، حسب شهادة للناقد المغربي فؤاد اسويبة اعترافا وطنيا ودوليا بفنان يستحق التكريم على طول السنة ومن كل المهرجانات لما قدمه للفن المغربي من أعمال ستظل راسخة في أذهان جمهوره الواسع.
وفي كلمته شكر رشيد الوالي منظمي المهرجان على تكريمه في فضاء شهد بدايته الفنية مع الراحلين عباس إبراهيم وأحمد الطيب لعلج فمن مسرح نحمد الخامس انطلقت مسيرته وعلى خشبته يكرم في مهرجان دولي له سمعته وطنيا ودوليا.
يشار إلى أن رشيد الوالي راكم تجربة مهمة في السينما والتلفزيون والمسرح، تشخيصا وإخراجا وإنتاجا وتنشيطا، منذ بداياته الأولى، بعد التحاقه سنة 1984 بمدرسة الفن الدرامي التابعة لمسرح محمد الخامس، إلى الآن. ويكفي للوقوف على جوانب من هذه التجربة الفنية ذكر الأفلام السينمائية الطويلة التي لعب دور البطولة مثل (سارق الأحلام، ومصير امرأة، وعبروا في صمت، وفيها الملح والسكر أوما بغاتش تموت، وفيها الملح والسكر أو مازال ما بغاتش تموت) لحكيم نوري، و(مكتوب) لنبيل عيوش، و(كيد النسا، والدار البيضاء يا الدار البيضاء) لفريدة بليزيد، (محاكمة امرأة) لحسن بنجلون، (من الجنة إلى الجحيم) للراحل سعيد سودة، و(غراميات الحاج المختار الصولدي) لمصطفى الدرقاوي، و(وبعد، وهنا ولهيه، ووداعا أمهات، وأولاد لبلاد) لمحمد إسماعيل، و(الأجنحة المنكسرة) لعبد المجيد الرشيش، و(الحلم المغربي) لجمال بلمجدوب، و(نهار تزاد طفا الضو) لمحمد الكغاط، و(دموع إبليس) لهشام الجباري، و(المسيرة) ليوسف بريطل، و”الفراشة” لحميد باسكيط، و (أحلام صغيرة) لمحمد الكغاط … وإلى جانب التشخيص أخرج رشيد الوالي لحد الآن فيلمين طويلين من بطولته هما (يما)، و(نوح لا يعرف العوم).