قالت إنها بذلت الغالي والنفيس من أجل إسماع صوت النساء ورفع الظلم عنهن
حاورتها: سعاد العطار
بمناسبة اليوم الوطني للمرأة، الذي يصادف 10 أكتوبر من كل سنة، يستعد المخرج المغربي محمود فريطس رفقة المنتجة والممثلة سلمى حبيبي لعرض فيلم جديد بعنوان “الموؤودة” في القاعات السينمائية الوطنية.
ويتناول العمل الفني الجديد، الذي سيقدمه فريطس في عرض ما قبل أول يوم 13 أكتوبر الجاري بقاعة سينما هوليوود بمدينة سلا، موضوع استغلال المرأة ومعاناتها في المجتمعات العربية. وهو من بطولة الممثلة سلمى حبيبي بمشاركة العديد من الممثلين من قبيل هند ظافر Ange clairand كريمة وساط، أسماء بنزكور و آخرين… فيلم من إنتاج شركة “حبيبي لإنتاج الفني والإعلامي”.
عن هذا الفيلم الجديد وعن ظروف تصويره، كان لنا لقاء خاص مع بطلة ومنتجة الشريط سلمى حبيبي، التي ضحت بأغلى ما لديها من أجل دور أحبته وآمنت به.
حدثينا عن دورك في فيلمك الجديد (الموؤودة) ؟
أجسد في فيلم “الموؤودة” شخصية (حياة) شابة في مقتبل العمر لا تحمل من اسمها سوى كلمات لا معنى لها، إذ لا حياة لديها، فمنذ ولادتها لم يكن مرغوب فيها، عنوان قصتها الآلم والوجع تعرضت للظلم من طرف الجميع… إنها قصة عشتها ومثلثها بكل تفاصيلها وبكل أحاسيسها، شخصية استنزفت مني الكثير من الطاقة والجهد والصبر… لأنها شخصية مركبة جسدت فيها مراحل عمرية مختلفة من مراهقة إلى شابة ثم زوجة وأم لطفلة.
لقد كلفتني هذه الشخصية عدة تضحيات، ضحيت بشعري في الفيلم وكان الأمر صعبا بالنسبة إلي، ولكنني قررت التمرد وحلقت شعري تضامنا مع كل امرأة عربية ظلمت ومازالت تتعرض للظلم، الفيلم مليء بالمفاجآت، والمشاهد القوية التي ستجعل الجمهور يتعاطف مع حياة ويعيش معها معاناتها وقصتها بكل جوارحه .
هل كانت هناك صعوبات في التصوير من الناحية الإنتاجية؟
الفيلم من إنتاجي الخاص أنا وزوجي المخرج محمود فريطس، وبالتأكيد كانت هناك صعوبات إنتاجية، فالإنتاج الخاص غالبا ما تعتريه صعوبات بسبب قلة الإمكانيات، لكننا تغلبنا على كل العقبات والحمد الله وتم التصوير على أكمل وجه.
هل تتوقعين النجاح لفيلم (الموؤودة) مقارنة مع الأفلام التي أخرجها سابقا محمود فريطس، والكم الكبير من الأفلام التي طرجت أخيرا بالقاعات؟
محمد فريطس كمخرج لديه تجارب كثيرة، متأكد من نجاح الفيلم وتفوقه على الأفلام التي سبقته (إكس شمكار… ونانسي والوحش…)، أنا كممثلة أتق في قدرات محمد فريطس، وفي العمل الذي أعطيته كل ما لدي، كما أومن بأن العمل المنجز بحب يصل إنشاء الله إلى قلوب الناس، لدي إحساس قوي بأن الفيلم سينجح لأنه فعلا يستحق ذلك.
بالنسبة لي لا يوجد فيلم ينافس فيلم الموؤودة، ويبقى الجمهور هو الحكم الأول والأخير، على فيلمنا والأفلام الأخرى!
لماذا تختارين دائما الأدوار الصعبة والجريئة، كدورك في فيلم القانون لا يحمي العذارى الذي كان سببا في تغير قانون الاغتصاب؟
كممثلة ما يهمني هو أن أضيف لرصيدي الفني وليس لرصيدي البنكي، فأنا لا أبحث عن الشهرة والمال بقدر ما أبحث عن الفن الصادق، الذي يتناول قضايا مهمة، فالفن له رسالة سامية، فأنا أحب الأدوار التي يصعب على الآخرين القيام بها الأدوار الجريئة، فالفنان الحقيقي هو الذي يبحث عن التحدي والأدوار المركبة والصعبة…. أما الأدوار العادية فيمكن لأي ممثل تأديتها…
هل جمعية أبي رقراق ساهمت في الإنتاج، أم فقط لكونها تدعم قضايا المرأة كدعمها لمهرجان فبلم المرأة بسلا؟
الجمعية لم تساعد في الإنتاج، الفيلم من إنتاجي الخاص… هي فقط ساهمت بإعطائنا قاعة العرض يوم 13 أكتوبر مجانا للاحتفال بالعرض ما قبل الأول للفيلم بهذه المناسبة أدعوكم للحضور.
لماذا لا نراك في أعمال لمخرجين آخرين، خصوصا أنك أصبحت اليوم ممثلة متمكنة من أدواتها وتمشي بخطى ثابتة في طريق الشهرة والنجاح؟
آخر أعمالي السينمائية كان فيلم “وريقات الحب” للمخرج طه بن سليمان، ومع أنني لعبت دور البطولة، فإن الفيلم لم يأخذ حقه إعلاميا، خصوصا أنه كان أول تجربة سينمائية لمخرج سعدت بالعمل معه.
وليس لدي أي مانع من العمل مع مخرجين آخرين، المهم أن يكون الدور المقترح علي مناسبا، وسيناريو الفيلم مقنع ويغريني كممثلة… لأنني وبكل صراحة أطمح إلى تنمية رصيدي الفني وليس رصيدي البنكي…
التمثيل مهنة تتطلب التفرغ لساعات طويلة في اليوم وكذلك الإخراج، كيف تستطيعين التوفيق بين العمل والحياة الزوجية؟
بما أنني اخترت هاد المهنة، فإنني قررت أن نتفرغ لها وأعطيها كل طاقتي ووقتي… والحمد الله زوجي مخرج ونحن الاثنين شريكان في العمل من خلال “شركة حبيبي الإنتاج”، وفي الحياة الزوجية أيضا، وزوجي والحمد الله متفهم لدرجة أنه يساعدني في عمل المنزل، فنحن نتقاسم كل شيء.
هل زوجك يفرض عليك أعماله، وكيف ينظر إليك في بلاطو التصوير هل بعين المخرج أم بعين الزوج؟
لم يسبق لزوجي، المخرج محمد فريطس، أن أرغمني على عمل شيء لا أرضاه،… لقد رافقته أثناء كتابة السيناريو، حيث كان طيلة هذه الفترة يراني بطلة للفيلم، لذا كان يستشيرني ويأخذ برأيي عندما يقتنع به، فكلما توافقنا على فكرة ما اعتمدناها معا.
فأنا من اقترحت حلق شعري بالكامل في الفيلم، وأقنعته بوجهة نظري، وأعتقد أنه تفهم الأمر واقتنع به كضرورة فنية، وأحمد الله أنني أعيش حريتي مع زوج وفنان يتق في اختياراتي.
أما بالنسبة لعلاقتنا داخل البلاطو، أؤكد أن محمد فريطس يعتبرني مثل باقي أفراد طاقم الفيلم، فأنا بالنسبة إليه ممثلة وهو بالنسبة إلي مخرج… فكل ما يجمعنا أثناء العمل حب الفن، فضلا عن الاحترام والتقدير، وبمجرد الانتهاء من العمل نعود إلى حياتنا الطبيعية، زوجان يجمعهما الحب والتفاهم.
الفن مهنة تحتاج للتواجد باستمرار، سواء في المهرجانات أو في وسائل الإعلام، هل سلمى تحب الأضواء؟
الصراحة أنا لست من محبي الأضواء… كل ما في الأمر أنني نشيطة جدا في وسائل التواصل الاجتماعي وأحرص دائما أن أكون قريبة من جمهوري، الذي أكن له كل الاحترام، فبدونه يفقد الفنان وجوده.
عموما لا أحب التواجد في المهرجانات من أجل الظهور فقط، فأنا أفضل أن يكون حضوري مرتبطا بفيلم أمثله، أو مهمة تسند إلي مثل المشاركة في ندوة أول لجنة تحكيم… ومع ذلك سأحاول التواجد قدر الإمكان في بعض المناسبات، لأن الكثيرين من أحبائي يحبذون تواجدي.