السينما والمدينة

السينما والمدينة..المهرجان والشيطان!!

 عبد الله أبو هبة

ليس من السهل أن يعاد لقاعة سينمائية توهجها في زمن استحالت فيه القاعات إلى خراب وركام من الأتربة حوله المتطاولون في البنيان إلى عمارات من الإسمنت سجن فيها  الإنسان من حيث يدري أو لا يدري.

ليس من السهل أن تنظم مهرجانا للسينما اسمه “السينما والمدينة” في مدينة اسمها الدارالبيضاء تمانع اليوم وتأبى إلا أن تبرهن للمتطاولين في البنيان ولمن اختزلوها في الاقتصاد والمال أن لها روح ثقافية وأنها مدينة مدنية، وإن للجمال والفن مساحة في أرواح سكانها وزوارها.

ليس من السهل أن تلتقي الإرادة السياسية مع الإرادة الثقافية لتعيد الدفء إلى ما تبقى من القاعات السينمائية وتنفض الغبار عن الشاشات الكبيرة، التي تعطلت بعد اجتياح وسائط أخرى غير السينما.

وليس من السهل أن تلتئم جموع المخرجين والممثلين والنقاد والتقنيين والإعلاميين في مكان واحد وفي يوم واحد من أجل “السينما والمدينة”.

قمة المدنية أن نتصالح مع فن بصم تنشئتنا الاجتماعية وساهم في تراكمنا المعرفي ونمى حس الجمال في جيل بأكمله .

وصدق عبد الحميد جماهري الذي “قال، خلال ندوة صحافية “إن اختيار جهة البيضاء سطات تنظيم هذه التظاهرة نابع من قناعة راسخة بأهمية الفن السابع، رغم أن الشأن الثقافي ليس من اختصاص الجهة، لكن من حق البيضاء أن تتصالح مع كيانها الثقافي والفني باعتبارها عاصمة للخيال السينمائي منذ الشريط الخالد “كازابلانكا” الذي جعل شهرتها تجوب الآفاق”.

إن تصالح الدارالبيضاء مع كيانها الثقافي بفضل إرادة ثقافية لدى الجهة جعلتها تتجاوز ثقل المساطر وتحجر القوانين، يقتضي استثمار هذا المكسب في كل تفاصيله الأدبية والتقنية واللوجيستية. فلا مجال للخطأ البشري أو التقني، كما في اللقاء الاقتتاحي للمهرجان، الذي حضره الأصدقاء والأشقاء من الخارج.

لأن الخطأ بكل بساطة يضعف من قوة الجذب والانجذاب إلى السينما بالمفهومين الفيزيائي والعاطفي على اعتبار أن الرهان الأقوى هو تصالح الجمهور العريض مع السينما بطقوسها التي لن تعوضها الطفرة التكنولوجية والوسائطية.

من غير المقبول أمام الضيوف أن يكون تنشيط الفقرات اعتباطيا بلا روح يطلق فيه المنشط الكلام على عواهنه، ومن غير المقبول ألا تتخذ كافة التدابير التقنية لعرض الفيلمين المقررين في الحفل الافتتاحي.

نحن لا نشك في قدرة المنظمين وعلى رأسهم الفاعل السينمائي عبد الخالق بلعربي مدير المهرجان، الذي وصفته ضيفة المهرجان الفنانة مادلين طبر بـ”المهووس بالثقافة”. ولكن من باب الحرص على نمو هذا المولود نقول لسي بلعربي “المهرجان إما يكون أو لا يكون “فلا تكفي الإرادة  الحسنة وحدها، فللتنظيم شروط، والشرط اللازم هو حبك البرمجة في أدق تفاصيلها لأن الشيطان يسكن في التفاصيل.

عود على بدء

كلمة مادلين مطر عوضت برودة المنشط وتفاعل فتاح النكادي وسكينة فحصي مع الجمهور أعطى لليلة الافتتاح روحا فنية ونكهة خاصة.

المبادرة تستحق التنويه رغم الهفوات.

عن بيت الفن

شاهد أيضاً

الجامعة الوطنية للأندية السينمائية

الجامعة الوطنية للأندية السينمائية تجدد الثقة في بلعربي

تقرر تمديد الفترة المقبلة للمكتب المسير من 4 سنوات إلى 5، والرفع من عدد أعضائه …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *