إبداع مسرحي جديد يجمع حسن نجمي وعبد الإله عاجل..نجوم الزهرة.. رجاء لطيفين..سعيد شراكة وفتاح النكادي…
بيت الفن
يقدم مسرح وامراس للتنمية الثقافية، مساء يوم الأحد 24 شتنبر الجاري، بمسرح بنمسيك الدارالبيضاء، مسرحية “حاجتي في كريني” من تأليف حسن نجمي، وإخراج عبد الإله عاجل وتشخيصه إلى جانب نجوم الزهرة، رجاء لطيفين، وسعيد شراكة، سينوغرافيا محمد محجوبي، موسيقى فتاح النكادي، إعلام وتواصل أحمد طنيش…
عن اللقاء الثلاثي بين المؤلف والمخرج والممثل، يقول مؤلف مسرحية “حاجتي في كريني” الكاتب الصحافي والباحث في التراث الشعبي حسن نجمي “فاتحت الفنانة الكبيرة نجوم الزهرة في أن تحمِل عِبء هذه الفكرة، ورحبت بعد أن فاتحت الفنان العزيز عبد الإله عاجل وقبِل أن يخوض هذه المغامرة الإِبداعية بجرأته المعتادة وبِحِسهِ الفني والجمالي والثقافي. والواقع أنني كنت مشدودا إلى شخصية نجوم ونبرتِها مثلما إلى تجربتها فوق الخشبات حيث يتداخل المشترك في رصيدها ورصيد عاجل”.
ومن خلال انخراطه مع أعضاء (مسرح وامراس) في هذه التجربة أبرز حسن نجمي، أنه أدرك إِلى أي حد سيكون عليه أن يحمِل اليوم في داخله، كما قال الشاعر البرتغالي فرناندو بسوا، “جميع المعارك التي تفاديتها، وربما جميع المعارك التي خضتها وخاضها جيلي والجيل الذي سبقني بروح وثابة من الأمل والثقة في المستقبل، وأيضا بغيرِ قليلٍ من الألم والإحساس بالإِخفاق والتعثر والارتياب”.
وعن مختبر مسرحية حاجتي في كريني بين الفكرة والتقطيع ووضع الرؤى والتصورات، على المستوى الأدبي والجمالي والفني والتقني، يكشف نجمي المؤلف “الحق أنني تعلمت من هذه الورشة، كيف يمكن أن يقتسم أكثر من ممثلٍ حصة الكلام التي تصورتها في البداية مونودراما تنهض بالدور الأساس فيها سيدةٌ متعلمة تستعيد مسار حياتها المشتركة مع زوجٍ ملتزم سياسيا ونضاليا آلت حياته واختياراته إلى نوع من الإِخفاق والخيبة…لقد كان حواري مع المخرج فرصة لأفهم كيف نستحضر العلاقة بين الزوجة وزوجها، وذلك من خلال مشاهد التعارف والزواج والحب والإِثارة الجسدية والروحية، ثم مشاهِد الفظاظة القاسية التي عاشها الزوج أثناء محن الاعتقال وفقدان الحرية. وكيف يرى عاجل متطلبات توجيه الممثلين صوب بناءِ رؤيةٍ للواقع، وكيف يحملون النص بكل حيثياته ومكوناته المتعددة (اللهجة القروية، الشحنة الاجتماعية، الخلفية الثقافية، روح الدعابة، المفارقة الساخرة، تعرية الحميمية، إفشاء الأسرار العائلية بغضب فاضح، الحديث بما يشبه جرد الحساب الأخير، الكشف عن الخلافات العميقة أمام شهودٍ، بين الزوج وزوجها الذي لم يكن ينصِت إِليها في حياته، وتقريبا لم ينصِت إِليها في آخر لحظة وهو يموت كما لو كان موته قرارا شخصيا)”.
من جانبه يقول المخرج عاجل عبد الإله “في هذا النص المسرحي الجديد ـ حاجتي فكريني ـ لمست بأن المؤلف يتعامل مع دراماتورجيا جد مركبة ومعقدة وكأنه يركب بحرا هائجا متخطيا أمواجه العالية بمدها وجزرها دون أي مجذاف معتمدا على سواعده الفكرية والأدبية التي يعي جيدا أنها ستفضي به/بنا، بعمل جدي وجيد إلى بر الأمان. إن سبل وطرق الكتابة في مسرحية ـ حاجتي فكريني ـ تكاد تخترق المشاعر والصور وأحيانا حتى الخيال وكل التوقعات كما أن التركيب اللغوي ـ للدارجة المغربية ـ الممثلة لجغرافيات متعددة تبرز في النص المسرحي بحدة وقوة، لتخاطب متلقيها ومسرحنا اليوم وللأسف الشديد بدأ يفتقد هذا النوع من الكتابة والتأليف المسرحي”.