بيت الفن
احتفل متحف محمد السادس لحضارة الماء بالمغرب، مساء الثلاثاء 10 شتنبر 2019 بمراكش، بذكرى عاشوراء، على إيقاعات “الدقة المراكشية” التي تعد لونا موسيقيا وفنا أصيلا خاصا بالمدينة الحمراء.
ونظمت المؤسسة أمسية فنية للاحتفاء بهذا الحدث الذي يعتبر، إلى جانب بعده الديني، احتفالا سنويا يعبر عن غنى وتنوع التراث الثقافي اللامادي للمغرب.
وللاحتفال بهذه الليلة، اختار المنظمون الدقة المراكشية، باعتبارها تعبيرا ثقافيا وموسيقيا خاصا بهذه المدينة التي تعتبر أول وجهة سياحية في المملكة.
وفي أجواء احتفالية حميمية، استمتع الجمهور بعرض غني من توقيع فرق مشهورة بهذا الفن الموسيقي قدمت مجموعة من الرقصات والأغاني المستمدة من ريبيرتوار هذا النوع الموسيقي الشهير، في استعراض لمهارتهم وإتقانهم لهذا اللون الذي يتميز أساسا بإيقاعات موسيقية جماعية.
كما استمتع الجمهور بتفاعله مع إيقاعات الأغاني الشعبية المغربية التي قدمتها الفرق المشاركة في إحياء هذه الأمسية الفنية الفريدة.
وتعتبر “الدقة”، التي تجمع بين الرقص والغناء، مجموعة من القصائد باللغة الدارجة، تتناول القيم الروحية والإنسانية والاجتماعية للأولياء الصالحين السبعة بمدينة مراكش، والتي تؤدى في انسجام تام مع الآلات الإيقاعية من قبيل “الطعريجة” و”الطارة” و”كراكاش” و”النفار”.
وتعد هذه الاحتفالات بمثابة تحفة فنية حقيقية من التراث الثقافي اللامادي، تقام مرة كل سنة بمناسبة ذكرى عاشوراء.
وبالنسبة للمنظمين، تحتاج مدينة مراكش إلى هذا النوع من المبادرات، من أجل إحياء هذه التقاليد الثقافية الموسيقية.
وفي هذا الصدد، أوضح مدير مؤسسة إدارة المتحف، يوسف محيي، أن هذه المؤسسة العريقة ملتزمة، في إطار مهامها، بالانفتاح والمساهمة في تثمين الجوانب المختلفة لتراث المملكة، كلما سنحت الفرصة بذلك.
وأشار إلى أن هذه الأمسية هي مساهمة في تثمين هذا التراث اللامادي الذي يميز مدينة مراكش، والتي تميزت باحتفالات جابت الشوارع الكبرى وأزقة المدينة القديمة للمدينة الحمراء.
وأضاف محيي أن هذه المناسبة هي، أيضا، مبادرة من المتحف، تتيح الفرصة للعائلات المراكشية للاحتفال بفن الدقة بأصالتها وخصوصيتها.
كما شدد المسؤول على أن المتاحف ليست مجرد مؤسسات مخصصة لتعزيز التراث والحفاظ عليه، بل إنها مدعوة أيضا للانفتاح على اهتمامات المجتمع والمساهمة في الحياة الثقافية والاجتماعية.
وتجدر الإشارة إلى أن متحف محمد السادس لحضارة الماء بالمغرب، الذي أسسته وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، هو مشروع فريد بمراكش. فهو مؤسسة ثقافية تتمثل مهمتها في تعزيز تراث المملكة والحفاظ على الذاكرة ونشر وتثمين التراث المائي المغربي كمرجع في تدبير المياه في جميع أنحاء العالم.