تبقى الأقرب إلى الهموم اليومية للمواطن المغربي وانشغالاته الاجتماعية
بيت الفن
حظيت المسلسلات الرمضانية المغربية باهتمام كبير من المشاهد المغربي، الذي بات ينتظرها بكثير من الشغف والإعجاب، كونها تبقى الأقرب إلى همومه اليومية وانشغالاته الاجتماعية، كما أن الممثلين المغاربة أصبحوا يمتلكون خبرة مهمة، ما ساعد على نجاح المسلسلات التلفزيونية التي يشاركون فيها.
ومن الأعمال، التي شدت المشاهد المغربي في رمضان 2019، وأثبتت قدرتها على منافسة المسلسلات “االمدبلجة”، مسلسل “الماضي لا يموت”، من إخراج هشام الجباري، وبطولة فاطمة خير، ورشيد الوالي، وأمين ناجي، وعمر لطفي، وعزيز دادس، ونسرين الراضي، وسارة بيرلس، وأحلام الزعيمي، وسعيد آيت باجة، وفاتي جمالي إضافة إلى وجوه شابة.
تدور قصة العمل ضمن أحداث درامية مليئة بالتشويق والإثارة عن عائلة سعد الغالي المحامي المشهور، الذي يؤدي دوره الممثل رشيد الوالي، وهو يعيش حياة عادية رفقة أسرته، غير أنها تنقلب رأسا على عقب نتيجة ظهور أحداث وقعت إرهاصاتها في الماضي، ومحاولة الأب الحفاظ على العلاقات بين أفراد العائلة التي تعرف انهيارا، بعد أن عرفت توترا كبيرا، كما تعيش صراعات ومحاولات انتقام وقصصا قديمة تعود إلى الواجهة وتلعب دورا كبيرا في تغيير الأحداث.
واستطاع المسلسل المغربي تصدر قائمة البرامج الأكثر مشاهدة في دول المغرب الكبير، حسبما أعلنه رشيد الوالي، بطل المسلسل، ومخرجه هشام الجباري، على صفحتيهما على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ نشر الوالي على “إنستغرام” صورة تتضمن لائحة الأعمال الأكثر مشاهدة، قبل أن يعلق عليها بالقول “شكرا لكم على المشاهدة والتفاعل”.
وحقق الجزء الثاني من مسلسل “رضاة الوالدة” لزكية الطاهري، نسب مشاهدة عالية، حيث تصدر قائمة الأعمال الأكثر مشاهدة بالقناة الأولى، وهو من بطولة فاطمة الزهراء لحرش، أسامة البسطاوي، ناصر أقباب، راوية، السعدية أزكون، سحر الصديقي، عبد اإلله رشيد، هاجر مصدوقي، عبد الرحيم الصمدي، وزينب العلمي وآخرين.
وتدور أحداث السلسلة حول “كريم” الذي يرغب في لم شمل أسرته واستعادة حقه في حضانة ابنه، و”لالة ماما” التي أصبح همها الأول هو الانتقام من “كريم” وأسرته.
من بين المسلسلات المغربية، التي نالت إعجاب الجمهور مسلسل “الزعيمة” من تأليف غيثة قصار وإخراج علاء أكعبون، وبطولة مريم الزعيمي، السعدية لديب، يومس ميكري، أمين الناجي، محسن مالزي، فدوى طالب، عبد الله ديدان، عادل أبا تراب، نعيمة المشرقي، وقدس جندول وآخرين.
ويقارب “الزعيمة”، الذي تبثه القناة الثانية “دوزيم”، موضوعا جديدا على الدراما المغربية، هو انخراط العنصر النسوي في عالم السياسة من خلال المناضلة (حنان العيساوي) مريم الزعيمي، امرأة ثلاثينية متحدرة من البادية تصل إلى منصب الأمينة لحزب سياسي (الحرية والمواطنة).
وترى مريم الزعيمي أن شخصية حنان جديدة عليها، ومكنتها من مساحات مهمة في هذا المسلسل للكشف عن قدرات فنية إضافية وتفجير المزيد من طاقاتها كإضافة نوعية لبقية الأدوار المختلفة والمتميزة التي شخصتها.
ويكشف المسلسل حسب مخرجه علاء أكعبون “جانبا من الحياة الشخصية لحنان وشقيقها، الذي يعيش صراعات وهموم يتقاسمها مع الشباب المغربي”.
ولعل سر كل هذا النجاح يكمن في كون هذه الأعمال تتضمن أسس العمل الجاذب، الذي يثير اهتمام الجماهير المتعطشة لقصص حياتية من صميم الواقع المغربي مقدمة في شكل قريب من مألوف هذه الجماهير واهتماماتها واتجاهات عواطفها، بعيدا من العالم القروي والغرائبية الديكورية التي ميزت أكثرية الأعمال في السنوات المنصرمة. بدءا من جنيريك البداية الذي يقَدم الصورة في شكل فني افتتاحي مغر بالمشاهدة على إيقاع أغاني لمطربين لهم حضور متميز في الساحة الفنية.