الشعيبية

أعمال الشعيبية بالمتحف الوطني في الدوحة

بيت الفن

خصصت قناة ألمانية، أخيرا، ربورتاجا حصريا حول مقتنيات المتحف الوطني في الدوحة، الذي صممه المهندس الفرنسي جون نوفيل، مصمم متحف اللوفر في أبو ظبي، واعتبرته جريدة (الغارديان) أكبر مقتن للفن الحديث.

وسلطت “دويتشه فيله” القناة الألمانية، الضوء على أعمال كبار الفنانين، منهم الفنانان الفرنسيان بول غوغان، وسيزان من خلال لوحته الشهيرة “لاعبو الورق”. ومن العالم العربي وتحديدا من المغرب، كانت نماذج من أعمال الفنانة الراحلة الشعيبية طلال تجاور أعمال الفنانين المشهورين على الصعيد العالمي.

وأوردت القناة أن الشيخة المياسة آل ثاني شقيقة الأمير قطر اشترت لقطر القطعة المفقودة من اللغز، وهي بالمناسبة رئيسة مجلس أمناء متاحف قطر. وقد لقيت هذه الأعمال الفنية إعجابا كبيرا من ضيوف شرف افتتاح المتحف النموذجي في العالم العربي أمثال جوزيه مورينيو، وجون يديب، وفيكتوريا بيكهام، وكارلا بروني ونيكولا ساركوزي، إضافة إلى مصممي دور الأزياء العالمية، مثل فالتينيو وبالمان.

واعتبرت “نيويورك تايمز” هذه المبادرة الفنية أحدث خطوة في سباق التسلح الثقافي والمعماري في الخليج، معتبرة المبادرة رهانا ينضاف الى امتلاك المطارات المتطورة والأبراج العالية والمؤسسات المالية لتحقيق القبول والاحترام الدوليين، وتطوير السياحة الداخلية عبر زيارة المتاحف العالمية.

وأثارت أعمال الشعيبية العديد من زوار المتحف منهم رؤساء دول ونقاد الفن وشخصيات مرموقة، واكتسبت الشعيبية شهرة عالمية كنموذج للمدرسة العفوية في الإبداع التشكيلي. حيث عرفت بمسارها العصامي الذي حولها من أرملة فقيرة إلى صاحبة اسم لامع في سوق اللوحات. وفتحت الطريق في المغرب وغيره من البلدان للاعتراف الفني بإبداعات تتميز بالعفوية والخروج عن قواعد التصنيف الأكاديمي.

ولدت الشعيبية طلال عام 1929 في قرية اشتوكة في مدينة أزمور بالمغرب. وفتحت عينيها على فضاء يجمع بين الطابع البدوي الفلاحي والقرب من الساحل الأطلسي. لم تدم طفولتها القروية طويلا، حيث انتقلت للعيش عند عم لها بالدارالبيضاء وهي ما تزال في السابعة من عمرها لتسرق طفولتها مرة ثانية حين تتزوج في سن 13.

ولعل ولع ابنها الصغير بالرسم في المدرسة هو ما استفز تلك الحاجة الغامضة، التي كانت تسكنها منذ زمن للتعبير عن ذاتها. هكذا اهتدت إلى اقتناء أدوات الرسم الذي أصبح شغفها الحيوي كل مساء، بعد أن تنهي ساعات الخدمة في البيوت من أجل تأمين لقمة عيش لها ولابنها، بعد أن رحل عنها زوجها مبكرا إلى دار البقاء، وهي في الـ15 من العمر.

انفتح أمام الشعيبية باب الاحتراف الفني والمعارض الوطنية والدولية بعد اكتشاف مواهبها صدفة من طرف الناقد الفرنسي بيير غودبير، مدير متحف الفن الحديث بباريس سنة 1965 بعد أن جاء في زيارة لابنها الرسام الشاب الحسين طلال، فكانت الانطلاقة في العام الموالي بمعرض بالدار البيضاء ومعرضين آخرين بالعاصمة الفرنسية باريس.

وتوالت بعد ذلك مشاركات الفنانة العصامية عبر أرقى دور العرض العالمية، إلى جانب أعمال مشاهير الفن التشكيلي من قبيل بيكاسو وميرو. وبينما قوبلت أعمال الشعبية بترحيب وانبهار شديدين في الغرب، واجهت في مرحلة أولى موقفا محتقرا من بعض النقاد وأفراد الوسط التشكيلي المغربي، الذين اعتبروا لوحاتها فاقدة للمعنى التشكيلي ومجرد خطوط ساذجة لا ترقى إلى جدارة القطعة الفنية. وقد تبدد هذا الموقف تدريجيا مع الإقرار بوجود تعبير فني أصيل متحرر من الهم المعرفي والتقعيد النظري المدرسي.

منذ 1966، حرصت الشعيبية على تنظيم معارض للوحاتها والمشاركة في معارض دولية كان من بينها معرض كوبنهاغن عام 1969، ومعرض بجزيرة إيبيزا بإسبانيا سنة 1974، ثم معرض الحقائق الجديدة في باريس في السنة نفسها. وشاركت سنة 1980 في معرض الملاك بروتردام الهولندية، ومعرض تشكيلي ببرشلونة الإسبانية، كما سافرت إلى سويسرا سنة 1989 للمشاركة في معرض برواق المربع الأبيض. وعرضت الشعيبية لوحاتها سنة 1993 في معرض بمتحف سانت أنغريت بألمانيا. حصلت الشعيبية على الميدالية الذهبية للجمعية الأكاديمية الفرنسية للتربية عاما قبل وفاتها. وأدرج قاموس “لاروس الفن بالعالم” اسمها بصفحاته، وخلال عام 1977، دخلت القاموس المرجعي بيزينيت”. انضمت أعمالها إلى مجموعات عدة دول من بينها فرنسا، وإيطاليا، واليابان، وسويسرا، والهند، وأستراليا، وبريطانيا العظمى، والولايات المتحدة.

عن بيت الفن

شاهد أيضاً

معرض سلا الجهوي للكتاب يحتفي بالمنجز المعرفي للناقد سعيد يقطين

تحتفي الدورة الحالية للمعرض بالناقد سعيد يقطين، الوجه اللامع في الثقافة المغربية، الذي أعطى الكثير …