الدورة الثانية تتناول موضوع الهجرة واللجوء والاتجار بالبشر
بيت الفن
تنظم وزارة الخارجية البنمية الدورة الثانية لمهرجان السينما الدولية، التي ستجري فعالياتها بالعاصمة بنما من 23 أبريل الجاري إلى 25 ماي المقبل، بمشاركة إنتاجات تمثل العديد من الدول من بينها المغرب.
ويشارك المغرب في المهرجان، بالشريط المغربي “فين ماشي يا موشي؟” (2007)، لمخرجه حسن بنجلون، الحاصل على جائزة أحسن صورة في المهرجان الوطني التاسع للفيلم بطنجة.
ويحكي الفيلم قصة يهود مغاربة هاجروا في الستينيات، وبالضبط سنة 1963، بعد استقلال المغرب بسنوات قليلة، حيث يصور أعدادا منهم وهم يغادرون منطقة “أبي الجعد” بإقليم خريبكة، كما يعرض في لقطات ومشاهد لنشاط سماسرة في تهجير اليهود المغاربة، في الوقت الذي يرفض فيه يهود آخرون الهجرة والابتعاد عن بلدهم المغرب مثل شخصية “شلومو” لاعتقادهم وإيمانهم الراسخ أنهم أبناء المغرب.
وقالت نائبة وزيرة الشؤون المتعددة الأطراف والتعاون، ماريا لويسا نابارو، خلال لقاء صحافي عقد أول أمس الثلاثاء بمقر وزارة الخارجية، إن الأعمال الفنية التي ستعرض بقاعة تابعة لمقر وزارة الخارجية البنمية، ستسلط الضوء من جهة، على الصعوبات التي يواجهها النازحون واللاجئون والمهاجرون القاصرون، على الخصوص، وعلى ظواهر الاتجار بالبشر واستغلالهم اقتصاديا، ومن جهة أخرى مساهمة المهاجرين في التنمية وتعزيز التنوع الثقافي.
وذكرت نابارو أن هذه التظاهرة السينمائية التي تقام تحت شعار “الهجرة: رحلة بحث عن الكرامة”، تنظم بتعاون مع سفارات المغرب والولايات المتحدة وإسبانيا وإيطاليا والبرتغال، والمكسيك وكوستاريكا، والبرازيل والأرجنتين والبارغواي والإكوادور، والسلفادور وغواتيمالا، ونيكاراغوا، وبتعاون مع المنظمة الدولية للهجرة.
وقالت المسؤولة البنمية إن تركيز دورة هذه السنة من المهرجان على تيمة الهجرة يعكس التزام بنما وسفارات البلدان المشاركة بتعزيز احترام حقوق الإنسان ومعالجة تدفقات الهجرة في بعدها الإنساني، مبرزة أن التظاهرة تندرج في إطار الدبلوماسية الثقافية وتروم إيجاد آليات للتعاون مع البعثات الدبلوماسية للبلدان المشاركة تسهم في تعزيز الحوار والتفاهم بين الشعوب.
من جانبها، أبرزت سفيرة المملكة ببنما، أمامة عواد، التي مثلت سفارات البلدان المشاركة في هذا اللقاء الصحافي، دور السينما كآلية للدبلوماسية الثقافية ولمد الجسور بين الشعوب، مشيرة إلى أن الأعمال التي ستعرض خلال هذه التظاهرة ستسمح بتسليط الضوء على البعد الإنساني للهجرة.
وأشارت عواد إلى أن الهجرة كانت موضوعا محوريا خلال زيارة البابا فرانسيس أواخر مارس المنصرم إلى المغرب بدعوة كريمة من صاحب الجلالة الملك محمد السادس، وكذا خلال زيارة الحبر الأعظم لبنما في يناير الماضي لحضور فعاليات اليوم العالمي الـ 34 للشباب.
وأكدت ضرورة إرساء سياسات فعالة على الصعيدين الوطني والدولي من أجل هجرة منظمة ومنتظمة وآمنة، وحماية حقوق مجتمعات بلدان الاستقبال والمهاجرين على حد سواء.
وشددت الدبلوماسية المغربية على أنه “بدل محاربة الهجرة أو إغلاق الحدود، يتعين الاستعداد للتعامل مع تدفقات الهجرة والتحديات التي تطرحها”، مبرزة أن “التحدي الذي يتعين أن نرفعه كمجتمعات هو التعايش مع اختلافاتنا”.
وشارك المغرب السنة الماضية في الدورة الأولى لهذا المهرجان السينمائي بفيلم “عين النسا” للمخرج الفرنسي-الروماني رادو ميهايليانو، وهو إنتاج مشترك مغربي فرنسي بلجيكي وإيطالي.