بيت الفن
تحتضن العاصمة الألمانية برلين إلى غاية العاشر من أبريل الجاري فعاليات الدورة العاشرة لمهرجان الفيلم العربي بمشاركة فيلمين مغربيين هما الفيلم الروائي الطويل “صوفيا” لمخرجته مريم بنمبارك، والفيلم الروائي القصير “ياسمينا” إخراج علي الصميلي وكلير كاهين.
ويقدم المهرجان ما يزيد على ثلاثين فيلما عربيا من تونس والجزائر والمغرب ومصر تتناول موضوع المستقبل وآفاق تحقيق الذات عبر استعراضها لمصائر فردية ومتغيرات تاريخية، وتتنوع الأفلام المختارة من الوثائقي إلى الروائي كما يعرِض فيلما للرسوم المتحركة.
وبالإضافة إلى الأفلام العربية الطويلة والقصيرة يقدم المهرجان أفلاما ذات إنتاج مشترك بين أوروبا والمنطقة العربية، من بينها أفلام لمخرجين أوروبيين متابعين لشؤون العالم العربي مثل الإيطالي ستيفانو سافونا مخرج فيلم “طريق ساموني” الذي فاز بجائزة العين الذهبية لأفضل فيلم وثائقي في مهرجان كان، والمخرج النرويجي ماتس غرورد صاحب فيلم الرسوم المتحركة “البرج”.
ومن أهم الأفلام أيضا “زاجروس” 2017 الحائز على جائزة أحسن فيلم في مهرجان غنت السينمائي بهولندا إخراج سهيم عمر خليفة، وفيلم “السعداء” إخراج صوفيا جامه وهو فيلمها الأول، وكان قد عرض لأول مرة في مهرجان فينسيا السينمائي الدولي، وتدور أحداثه في العاصمة الجزائرية بعد انتهاء الحرب الأهلية.
ويعرض المهرجان أيضا الفيلم السعودي عمرة والعرس الثاني للمخرج محمود الصباغ وهو كوميديا سوداء بطلتها عمرة الطائعة لأوامر زوجها والخاضعة لمتطلباته.
ومن لبنان يشارك المخرج غسان حلوني بفيلمه التجريبي الوثائقي “طرس”، الذي يتناول فترة قاتمة في التاريخ اللبناني.
أما فيلم الرسوم المتحركة “البرج” للمخرج النرويجي ماتس غرورد، فهو نتيجة ورشة رسوم متحركة شارك فيها المخرج في مخيم برج البراجنة للاجئين الفلسطينيين في بيروت، وهو قائم على حوارات أجراها المخرج بنفسه مع سكان برج البراجنة، ويروي قصة طفلة في الحادية عشر من عمرها تدعى وردة تعيش في أحد مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان. ينصح به للأطفال بعد سن 14.
ومن الأفلام القصيرة التي يعرضها المهرجان “يوم الزفاف” وهو فيلم روائي للمخرج الجزائري إلياس بلقادر، ويروي قصة رجل عصابة يتقدم به العمر، بين المغامرات النسائية وعمليات النصب يعيش حياته في منفاه بالجزائر في محاولات لكسر الملل. و فيلم “ابن الرقاصه” روائي، إخراج جورج هزيم، لبنان، حيث يعصف الحزن بماجد بعد وفاة والدته بينما يصاب والده بالشلل وتعذبه أحاسيسه بالذنب. يستشكشف ماجد ماضي أمه الغامض وقصة امتهانها للرقص الشرقي، فيكون هذا الماضي بمثابة جسره الشخصي إليها الذي يفتح له ممكنات جديدة للوجود.
وبالإضافة إلى عرض الأفلام الوثائقية والروائية الطويلة والقصيرة والأفلام التجريبية، يقدم المهرجان حلقات نقاش ومقابلات مع صناع السينما والفنانين والمهنيين مما بفتح الفرصة للجميع بالحوار والتبادل التقافي.
يشار إلى أن مهرجان الفيلم العربي برلين يعد من أكبر المهرجانات السينمائية العربية في ألمانيا، يقدم ضمن اختياراته باقة من الأفلام العربية الحديثة والمميزة من كافة المجالات نوعياَ وفنيا.
ويهدف المهرجان إلى تقديم صورة مغايرة عن العالم العربي وأعمال المخرجين العرب، وإيجاد أرضية في ألمانيا تحتفي بالثقافة و السينما والفيلم العربي.
ومنذ تأسيسه عام 2009 تمكن المهرجان من إثبات حضور قوي ومؤثر في الساحة الأوروبية، من خلال تقديم أفلام متميزة تثير اهتمام المشاهد الأوروبي كما العربي.