من بينها “روك القصبة” لليلى المراكشي و”صوفيا” لمريم بنمبارك
بيت الفن
تعرض منصة نتفليكس الأمريكية العملاقة للبث التدفقي 44 فيلما عربيا من بينها الفيلمين المغربيين “روك القصبة” لليلى المراكشي، و”صوفيا” للمخرجة مريم بنمبارك، بهدف تمكين جمهور واسع من اكتشاف جزء مهم من التراث السينمائي للعالم العربي.
https://www.facebook.com/netflixmiddleeastnorthafrica/videos/1592856284210090/?t=1
يسلط “روك القصبة” من بطولة عمر الشريف ونادين لبكي وهيام عباس ولبنى أزبال ومرجانة العلوي، الضوء على النساء بصورة خاصة، وكيف ينتقلن من فتيات مراهقات إلى سن النضوج، ويبقين رغم ذلك كالأطفال، فلا يكتمل نموهن العاطفي كما يجب، بسبب ما يفرضه عليهن المجتمع من عادات وتقاليد تمنعهن من تحقيق ذاتهن.
تقول ليلى مراكشي إن فكرة الفيلم انتابتها إثر وفاة خالها، الذي كان بمثابة «شيخ» العائلة ويتمتع في المقابل بمزاج شاعري. وخلال أيام الحداد الـ3 الأولى عاشت قصة مؤثرة جدا مكتشفة نساء عائلتها الضعيفات اللاتي في الوقت نفسه لا يخجلن من كشف حقيقتهن هذه. وأضافت المخرجة التي سبق أن قدمت فيلم بعنوان (ماروك): “فكرت حينها بفكرة الفيلم، فأنا إنسانة حرة بطبيعتي، ولكن الكبت الذي تعيشه تلك النسوة استفزني ودفعني إلى أن أقول الأشياء كما هي، ولكني خشيت أن يبدو الفيلم ثقيلا كونه يدور حول جنازة، إلا أنني استطعت المزج ما بين البكاء والكوميديا بشكل سلس، فولدت توازنا ملحوظا فيما بينهما دون أن يفقد العمل شيئا من أهمية رسالته”.
ويحكي الفيلم عن وفاة رب العائلة (عمر الشريف)، واجتماع أفرادها المؤلفة من الوالدة (هيام عباس) وبناتها الـ3 (نادين لبكي ومرجانة العلوي ولبنى الزبال)، في المنزل الأسري لـ3 أيام متتالية، فيستعدن الذكريات ويتشاركن الحزن وفق ما تنص عليه التقاليد، أي بعيدا عن ارتداء الثياب العادية واستبدالها الجلابيب، ولم شمل العائلة، وإضفاء مظاهر الحداد على المنزل.
أما فيلم صوفيا”، الذي سبق له المشاركة في العديد من المهرجانات الدولية، حيث فاز بجائزة أفضل سيناريو في مسابقة نظرة ما للدورة الـ71 من مهرجان كان السينمائي، وجائزة “فالوا” لمهرجان الفيلم الفرنكوفوني “آنجوليم” بفرنسا، فيحكي قصة شابة عمرها 20 سنة تدعى “صوفيا”، تحمل خارج مؤسسة الزواج، وتقرر توريط شاب من الطبقة الفقيرة يدعى “عمر” للتستر على حملها.
تتطور أحداث الفيلم فتكتشف أن “عمر” ليس أب المولود، ولم يقم بأي علاقة جنسية مع “صوفيا”، ورضي مرغما بالزواج تحت تهديدات الشرطة، قبل أن يقنع نفسه بأن زواجه من صوفيا فرصة ذهبية لتحسين مستواه المعيشي. حيث يشير الفيلم إلى أن عمر هو المغتصب، ونرى في مشاهد نادرة في السينما المغربية رجلا يبكي أمام الخيار المفروض عليه بدوره الذي يقبله بسبب وضعه المتردي.
يشار إلى أن “صوفيا” هو الفيلم الروائي الأول للمخرجة مريم بنمبارك، بعد عدة أفلام قصيرة، أشهرها “نور” و”جناح” الذي حصلت من خلاله على عدة جوائز ورشحها لأوسكار أفضل شريط قصير سنة 2015. وهو أيضا فيلم التخرج بعد دراستها السينما في المعهد الوطني لفنون الفرجة لبروكسيل.
وللتذكير فإن “صوفيا” إنتاج فرنسي قطري للمنتج أوليفيي ديبوسك، وحصل على تسبيق على المداخيل من المركز الفرنسي للسينما يقيمة 470 ألف أورو، كما حصل على دعم مؤسسة الدوحة للأفلام.
شخص أدوار الفيلم سارة الحمدي العلوي، ولبنى أزبال، وسارة بيرليس، ونادية نيازي، وحمزة كفيف، والمخرج والممثل فوزي بنسعيدي، وحمزة خطيف، ومها علمي، وفاطمة هراندي (راوية)، ومنصور بدري، ومحمد بوصبع…
وذكرت نتفليكس، أمس الخميس، في بيان “أضفنا 44 فيلما عربيا يجمع بين روائع السينما الكلاسيكية والنجوم الصاعدة المعاصرة لإعطاء فرصة لمشتركي المنصة لإعادة اكتشاف روائع السينما التي تشكل جزءا مهما من التراث السينمائي العربي، وتوفير منصة للمواهب وصانعي الأفلام العرب لاكتشاف المزيد من المعجبين على مستوى العالم”.
وأضاف البيان “يشرفنا مشاركة هذه الأفلام الكلاسيكية والمعاصرة مع أعضائنا في العالم العربي وفي جميع أنحاء العالم”.
ويطرح عملاق البث التدفقي، الذي يتخذ في كاليفورنيا مقرا له، عبر منصة “نتفليكس الشرق الأوسط وشمال إفريقيا”، أفلاما من المغرب والإمارات والكويت ومصر ولبنان وتونس وسوريا والجزائر والسودان، أنتجت في غالبيتها في الفترة ما بين العامين 1976 و2019.
ومن بين الأفلام، الفيلم الروائي التونسي الطويل “نورا تحلم” للمخرجة هند بوجمعة، الذي يتناول مسائل مسكوت عنها بذريعة العادات والتقاليد من خلال قصة أم كادحة تتعرض لعنف مادي ومعنوي.
وفيلم “دشرة”، الذي يعد، أول فيلم رعب تونسي للمخرج الشاب عبدالحميد بوشناق، و”بيك نعيش”، باكورة الأعمال السينمائية الطويلة للمخرج الشاب مهدي البرصاوي، الذي يتناول العلاقات العائلية وحدود الحريات الجديدة ما بعد ثورة عام 2011 في تونس.
ويضم البرنامج، أيضا، الفيلم الجزائري “بابيشا” لمنية مدور، واللبناني “كفرناحوم” للبنانية نادين لبكي، الذي يتناول قصة أطفال مهملين ومحرومين من أوراق ثبوتية في لبنان.
ومن بين الأعمال السينمائية الكلاسيكية، الفيلم التاريخي “الرسالة” للمخرج السوري الراحل مصطفى العقاد و”حدوتة مصرية” و”الآخر” و”المهاجر” للمصري يوسف شاهين، و”المدينة” و”مرسيدس” لمواطنه يسري نصرالله.
وتطمح نتفليكس إلى تمكين المزيد من المشتركين حول العالم من مشاهدة قصص رائعة وإعطائهم فرصة لرؤية حياتهم معروضة على الشاشة، بحسب البيان.
ويشير البيان إلى أن القصص الجميلة يمكن أن تأتي من أي مكان وتسافر في كل مكان، لتصل إلى الجماهير خارج بلادهم أو لغتهم الأم.
وأوقفت نتفليكس معظم إنتاجها في كل أنحاء العالم استجابة لتدابير الإغلاق التي فرضتها الحكومات بسبب جائحة كورونا.
وأعلنت الشركة عن ارتفاع أرباحها بحيث ازداد عدد المشتركين في خدماتها للبث التدفقي بحوالي 16 مليونا في العالم خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام الحالي، نصفهم تقريبا في منطقة أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا.