بيت الفن
احتضنت أكاديمية المملكة، أول أمس الأربعاء، حفلا للمغنية اللبنانية فاديا طنب الحاج، في إطار الدورة الثانية لمشروع “أرابيسك” الموجه لإعادة اكتشاف المؤلفين العرب للموسيقى الكلاسيكية.
وحسب بلاغ للأكاديمية، فإن الديفا اللبنانية وهي إحدى الأصوات القليلة المتمكنة من التقنيات الغنائية الشرقية والغربية، كانت مصحوبة بجهاد الشمالي على العود، وبيار ريكوبولوس على الطبل، في إطار مجموعة كونها عازف البيانو المغربي مروان بنعبد الله، صاحب مبادرة هذا المشروع الفني الموسيقي منذ سنة 2014.
ويتطلع مشروع “أرابيسك” إلى اكتشاف مؤلفي الموسيقى الكلاسيكية على الصعيد العربي وتقديمهم على الساحة الدولية. وقد مكنت الأبحاث، في هذا السياق، من بعث أعمال 97 مؤلفا من العالم العربي (المغرب، الجزائر، تونس، مصر، السودان، فلسطين، لبنان، سوريا، الأردن، الكويت، العراق والإمارات العربية المتحدة).
وأكد البلاغ نفسه أن أكاديمية المملكة التزمت بدعم هذه المبادرة الجريئة وجعلها في واجهة برنامجها الموسيقي من أجل تعريف الجمهور الوطني والدولي برصيد متفرد وأصيل بتوقيع مواهب عربية.
واحتفت الدورة الثانية بالفنان زاد ملتقى، وهو مؤلف موسيقي لبناني من مواليد 1967. ألف عام 2002 “زارني” وهي قراءة جديدة لبعض الموشحات التي تؤدى تقليديا بصوت ترافقه مجموعة من الآلات الموسيقية، انضاف إليها البيانو.
ويتطلع مشروع “أرابيسك” إلى تعزيز التفاهم والمعرفة المتبادلة والحوار بين الثقافات والشعوب، من خلال تسليط الضوء على وجه فني أصيل للعالم العربي لا يزال مغمورا على الصعيدين الجهوي والدولي، وإعادة اكتشاف المؤلفين العرب للموسيقى الكلاسيكية.
وقد تلقى هؤلاء المؤلفون تكوينهم في الغالب بمعاهد الولايات المتحدة، بريطانيا، فرنسا، النمسا، ألمانيا، أوكرانيا وروسيا. وهم يعيشون اليوم بين أوروبا وأمريكا وبلدانهم الأصلية.
ويعد مروان بنعبد الله الممثل الرئيسي للمغرب على الساحة الموسيقية الدولية. بتراثه الموسيقي المتجذر في التقليد المجري، تلقى مروان تكوينه في معهد بيلا بارتوك وأكاديمية فرانز ليست في بودابيست. وقد بدأ الفنان المتوج في عدة مسابقات موسيقية دولية مسيرته عام 2003 بعد نجاحه في مباراة نظمتها الإذاعة المجرية ونيله الجائزة الكبرى لأندورا.
وقوبلت أعمال وحفلات مروان بنعبد الله بترحيب نقدي واسع النطاق من قبل منابر من قبيل “نيويورك تايمز” نظير عزفه الطبيعي والمدهش، و”واشنطن بوست” بالنظر إلى طاقته الإيقاعية وحيوية روحه الفنية. كما حظي بإشادة عازفي بيانو عالميين من عيار دانييل بارنباوم.