السينفيليا

باحثون يناقشون ظاهرة السينفيليا في الفضاء المتوسطي

بيت الفن
سلط خبراء وباحثون في مجال الفن السابع، أمس الثلاثاء بتطوان، الضوء على ما يعرف بظاهرة “السينفيليا” على مستوى المنطقة المتوسطية، ضمن أجندة الدورة الخامسة والعشرين لمهرجان تطوان لسينما البحر الأبيض المتوسط.
وأجمع المتدخلون، في ندوة احتضنها مركز الفن الحديث حول موضوع “السينفيليا في الفضاء المتوسطي”، على أن ظاهرة “السينفيليا”، التي انتشرت بشكل لافت خلال القرن العشرين، شهدت تطورات وتحولات كبيرة في الفضاء المتوسطي كما في جميع أنحاء العالم.


وبعد أن عرج المشاركون في هذه الندوة على مفهوم “السينفيليا” باعتبارها انجدابا إلى السينما، فإقبالا قياسيا على مشاهدة الإنتاج السينمائي، ثم تطوير خطاب تحليلي حول المضامين السينمائية، أشاروا إلى أن السينفيليا عرفت تراجعا ملحوظا خلال العقود الأخيرة، بالنظر إلى عدة عوامل ومتغيرات إنسانية وثقافية وتكنولوجية.
وفي هذا الصدد، خلص المشاركون إلى أن العامل الرئيسي الكامن وراء تراجع انتشار “السينفيليا” و”السينفيليين” هو طغيان مؤثرات إعلامية جديدة ومختلفة تماما عن عالم الفن السابع، وهي تتعلق أساسا بكل من التلفزة والشبكة العنكبوتية.
وأبرزوا أن من أهم تداعيات تقلص انتشار السينفيليا هو التراجع المقلق لعدد القاعات السينمائية وضعف تردد الجمهور عليها، مشددين على أن هذا التراجع يظل متفاوتا بين الدول والشعوب.
وفي نفس السياق، اعتبر المحاضر والناقد الفرنسي ألان ماسون، أن “السينفيليا” هي بمثابة “مغامرة فكرية لأشخاص من مختلف المشارب والانتماءات الجغرافية والاجتماعية والثقافية”، مبرزا أن ما يميز السينما عن باقي الفنون هو الانتشار الكوني الباهر الذي حققته خلال القرن العشرين، بخلاف مجالات فنية وثقافية أخرى كالأدب والفن التشكيلي وغيرها.
من جانبه، أكد الأستاذ والباحث المغربي عبد الكريم الشيكر، أن عشق الفن السابع والولع به بدأ مع ميلاد السينما، وأن حركة عشاق السينما عبر العالم أخذت مسارا تدريجيا امتد على ما يقرب من 30 سنة، مبرزا أن هذا العشق أخذ عدة أشكال منها إصدار كتب ومجلات تهتم بالفن السابع، فضلا عن إحداث نوادي سينمائية.
وبعد أن أشار الشيكر إلى اندثار الفضاءات التي كانت تجمع وتوحد عشاق السينما وهي أساسا النوادي السينمائية، شدد على أن ظهور وانتشار التلفزيون هو من الأسباب الرئيسية لهذا التحول “لكونها أخرجت محبي الفن السابع من القاعات السينمائية”.
يذكر أن القائمين على الدورة الخامسة والعشرين لمهرجان تطوان لسينما البحر الأبيض المتوسط، الذي ينظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، أعدوا برمجة غنية ومتنوعة تجمع بين عروض المسابقة الرسمية للمهرجان، وتنظيم العديد من المحاضرات والندوات الموضوعاتية، بالإضافة إلى فقرات أخرى متعددة من قبيل “استعادة” و”خفقة قلب” وبرمجة خاصة بالأطفال.

عن بيت الفن

شاهد أيضاً

مهرجان تطوان لسينما المتوسط يكشف عن لجنتي تحكيم دورته الـ30

مهرجان تطوان لسينما البحر الأبيض المتوسط يحتفي هذه السنة بثلاثة عقود من التفاني في التعريف …