بيت الفن
اختار منظمو مهرجان تطوان لسينما البحر المتوسط موضوع “السينما المتوسطية بصيغة المؤنث” محورا لأشغال الندوة الكبرى لدورته الفضية، التي تقام في الفترة من 23 إلى 30 مارس الجاري.
ويرى منظمو المهرجان أن الفنَ السابع، وإن كان فنا شعبيا يفتح أبوابَه لكل الجنسين، فهو “مازال خاضعا لهيمنة الرجال، ولا يمنح المرأة نفس حظوظ الرجل، خالقا بذلك التربة المناسبة لتناسل الأفكار النمطية وترسخها في الأذهان والعقليات”، والأدهى من ذلك، أنه “يعمل على خلق نماذج ذكورية باعتبارها الأكمل والأمثل”.
ورغم التقدم الملحوظ على مستوى الكفاح من أجل إقرار الإنصاف في الحقوق، فإن الفوارق بين الرجال والنساء تظل صارخة، ومازالت المخرجات يواجهن صعوبات جمّة لفرض أنفسهن في الوسط الذكوري، وهكذا “لم تتمكن السينما المتوسطية هي أيضا من الإفلات من هذه الصور والأفكار النمطية والمكرسة التي تنتقص من قيمة النساء وتشكك في قدراتهنّ في الحياة كما في تمثيلها”.
وفي مقابل ذلك، يرى المهرجان أن الوضعية في العالم العربي هي “أفظع بكثير”، حيث تعد النساء السينمائيات على أصابع اليد الواحدة، “لتظل الفوارق واضحة وصارخة” في مجتمعنا السينمائي.
من هنا، تتساءل أرضية الندوة عما إذا كانت السينما تكرس بدورها فكرة التفاوت بين الجنسين؟ وكيف يمكن تدارك هذه الفوارق الصارخة بين النساء والرجال في المجال السينمائي؟ وهل هنالك استراتيجيات ومقترحات لتغيير الوضع السينمائي القائم؟ وأي حلول لتعزيز دعم وتوزيع سينما المخرجات المتوسطيات؟
تساؤلات يطرحها السينمائيون المتوسطيون في مهرجان تطوان السينمائي، لعلهم يهتدون إلى إجابات ممكنة أو إلى طرح أسئلة جديدة، في دورة جديدة من دورات هذا المهرجان السينمائي الذي يحرص على تجديد نفسه وشكله وأسئلته في كل سنة، منذ ثلاث وثلاثين سنة.